عرض قصر الثقافة السينمائية منذ أيام الفيلم التسجيلى القصير «اللغة السينمائية عند قدماء المصريين» للمخرجة «جين بقطر» الشهيرة بـ«فايزة»، ونال الفيلم استحسان النقاد الذين تابعوه طوال مدة عرضه التى وصلت إلى 20 دقيقة دون أن يشعروا بملل، ربما لأن موضوعه جديد، حيث يسوق الفيلم الدلائل المصورة التى تدل على أن المصريين القدماء عرفوا مبادئ وأصول الفن السينمائى وطبقوها فى جدارياتهم التى وصفت مشاهد مهمة من حياتهم وفق تسلسل وبناء درامى واضح.
اللافت للنظر أن مخرجة الفيلم، البالغ عمرها 85 عاماً، درست فن الإخراج السينمائى حين كان عمرها 73 سنة فى قصر السينما، وتحولت من عملها الأساسى فى السياحة والآثار إلى العمل فى السينما، وأخرجت طوال الاثنى عشر عاما فيلمين تسجيليين فقط كليهما عن الحضارة المصرية القديمة، الأول عنوانه «الحضارة المصرية القديمة نبلا وسموا وخلوداً» وفاز بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان المركز الكاثوليكى، كما عرض فى سويسرا وإيطاليا ضمن احتفاليات ثقافية عن الحضارة المصرية، وفيلمها الثانى هو «اللغة السينمائية عند قدماء المصريين» الذى تستعد للمشاركة به فى عدة مهرجانات دولية.
تقول جين بقطر: دخلت مجال الإخراج السينمائى وأنا فى هذه السن ليس طلباً للمال أو حباً للشهرة، وإنما من أجل توصيل رسالة أؤمن بها من عملى الأول وهى إظهار عبقرية المصريين القدماء، وفى الفيلم الأخير أوضح كيف أنهم توصلوا للفن السينمائى، لدرجة أنهم كانوا يسخرون من الملك إخناتون وزوجته نفرتيتى بتصويرهما على جدارية راكبين عربة يقودها قرد، وهذا يتشابه مع الأفلام التى تنتقد الحكومة حاليا، وقد عرف الفراعنة فن المونتاج وبدا هذا واضحاً فى جدارية سبائك الذهب بمقبرة ميرى روكا، حيث صنعوا تسلسلاً من 6 جداريات متتالية تحكى خطوات صناعة الذهب، بدءاً من وزن الذهب فى أول جدارية، وصهره فى الجدارية الثانية، ثم صبه فى قوالب بجدارية ثالثة، وتشكيله فى سلاسل بجدارية رابعة ثم عمل قلائد للصدر بجدارية خامسة ثم قلادة من نوع آخر فى الجدارية السادسة.
تحدثت جين عن صعوبات التصوير فقالت: المشكلة إننا صورنا فى أماكن أثرية من الصعب جدا الحصول على تصاريح للتصوير بها مثل المتحف المصرى ومعبد أبوسمبل وأماكن أثرية أخرى فى سقارة والأقصر وأسوان، لكن من حسن حظى أن عملى السابق بالسياحة والآثار وإدراكى لحساسية تلك الأماكن لآلات التصوير جعلنى أتعامل برفق مع هذه الآثار، ولهذا السبب حظيت بتدعيم الدكتور عبدالحليم نورالدين، رئيس المجلس الأعلى للآثار السابق، وخلافاً لصعوبة الحصول على التصاريح واجهتنا صعوبة فى التصوير داخل المقابر، بسبب ضيق المساحة وصعوبة حركة الكاميرا، وبسبب تلك الصعوبات استغرق التصوير فترة طويلة وصورنا مادة خام كثيرة اخترنا منها 20 دقيقة فقط ليكون الإيقاع سريعاً.