أوشك شهر رمضان على الرحيل. أيام معدودات تبقت لنا. الجميع يسارع لطلب الصفح والمغفرة من الله. لكن هل ارتكاب نفس الخطأ، أو اقتراف الذنب ذاته يكون عقابه واحدا للجميع، أم أن الناس سوف تحاسب على قدر عقولهم. على قدر مسؤولياتهم. على قدر الفرص التى منحهم الله إياها؟.
وهل ارتكاب الإنسان ذاته ذنبا ما، وهو طفل أو وهو شاب، مثل ارتكابه نفس الخطأ وهو شيخ أو كهل؟ أيحصل على نفس العقاب؟، تساؤلات لها إجابات فى رأسى. أحتفظ بها لنفسى.
أكثر من 7 مليارات إنسان يعيشون على وجه الكرة الأرضية. إنما لا أتصور أن يكون حسابهم واحدا. من الإعجاز الإلهى أن لكل إنسان بصمة يد مختلفة. بصمة للعين لا تشبهها أخرى. دى إن إيه يميز كل إنسان. يخصه وحده فى حياته وبعد وفاته. علماء التاريخ حينما يريدون التأكد من هوية ملك مات قبل 3 آلاف عام مثلا. بفضل العلم يستطيعون ذلك من خلال تحليل دى إن إيه. لذا كثيرا ما أتساءل: هل تورط طالب فى الثانوية العامة فى الغش، واقترافه هذا الذنب سيكون عقابه مثل مؤسسة تغش مواطنيها، وتكذب عليهم. مثل طبيب يخدع مرضاه. مثل مهندس يغش فى بنائه. مثل محامٍ يشهد بالزور؟!.
الغش فى مصر ظاهرة كبيرة. منتشرة فى كل جوانب الحياة. بدأت من انهيار نظام التعليم. وتخريج الآلاف كل عام غير مؤهلين. غير قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل. فيلجأون للتدليس والخداع كى يحصلوا على الوظائف. يلجأون لتزييف الشهادات. أو يقومون بشرائها. بدلا من الاجتهاد وتحصيل العلم. الاستسهال فى مصر أصبح نمط حياة. أسلوب أكثر من يتبعه الدولة. أكثر من تمارسه الحكومة. لا تواجه مشكلات البلد بل تلتف حولها. تتحايل عليها. تختار أسهل الطرق. لا تريد أن تتعامل مع الأمر، كما يجب أن يكون.
No Short cut To Happiness
الكاتب الفرنسى الشهير فولتير يقول ذلك. أى «لا يوجد طريق مختصر للسعادة». هذه حكمة وليست مجرد قول. الغش يختصر لك الطريق. ولكنه إلى أين يؤدى بنا؟ إلى الفشل. إلى انعدام الضمير وغياب المهنية. ومجموع كل هذا هو أن يستمر تصنيفنا ضمن قائمة دول العالم الثالث.