خبراء إعلام: نحتاج حملات إعلانية مستمرة لترشيد استهلاك الطعام

كتب: آيات الحبال الأربعاء 29-06-2016 22:31

موائد طعام كبيرة، وأطنان من المواد الغذائية تنتشر بالمتاجر، موائد وعزومات رمضانية حيث ارتبط الشهر الكريم باستهلاك كميات كبيرة من الطعام، ولكن لا يتم استهلاك هذه الكميات على موائد الشهر الكريم فيكون مصير أغلبها ما بعد الوليمة صناديق القمامة، وبالتالى حاولت بعض المؤسسات الخيرية الاستفادة من فوائض الأطعمة وحاولت ذلك من خلال حث المواطنين على التبرع بالطعام الفائض من خلال إعلانات التليفزيون أو الإنترنت أوعلى شبكات التواصل الاجتماعى فى محاولة لاستغلال الصورة الذهنية الخاصة باستهلاك الطعام بشكل خاطئ فى رمضان.

يرى الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كليه الإعلام، جامعة مصر للعلوم والتكنولجيا أن هناك صورة ذهينة خاطئة لدى الكثير من المواطنين، تمثلت فى استخدام الكثير من الطعام خلال شهر رمضان الكريم، إلا أن هذه العادات ممتدة طوال العام ولا يختص بها الشهر الكريم، وبالتالى فالإعلانات التى تبث طوال شهر رمضان التى تدعو المواطنين إلى التبرع ببقايا الطعام، عبارة عن إعلانات أقرب إلى التسول، لأنها تستغل رغبة المواطنين فى التصدق وعمل الخير، لافتا إلى أنها إهدار للمال العام، وأنها ضعيفة جدا من ناحية الفكرة والمضمون وأن الفوضى الإعلامية انتقلت إلى الإعلانات.

وأضاف: «نحتاج إلى حملات إعلانية مستمرة وممنهجة طوال العام تهدف إلى ترشيد استهلاك الطعام وتغيير العادات غير السليمة فى التعامل معه».

وأشار محمود علم الدين الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة إلى أن هناك الكثير من السلوكيات الاستهلاكية فى المجتمع المصرى، تظهر فى شهر رمضان من بينها الإكثار من شراء الطعام، وبالتالى مهم الالتفات إلى كيفية استغلال فائض الطعام فى عمل مفيد لأنها ترسخ مفهوم التكافل الاجتماعى، واصفا إياها بـ«الإيجابية».

وانتقد «علم الدين» الإعلانات الخاصة باستغلال فائض الطعام، مؤكدا أنها تلجأ إلى المبالغة واللجوء إلى نشر صور سلبية عن المجتمع المصرى لافتا إلى أنه رغم انتشار الفقر فى المجتمع بصور متعددة إلا أن بعض هذه الإعلانات تتعمد المبالغة فى إبراز صور الفقر.

كما انتقد أيضا الإسراف فى نشر هذه الإعلانات، وبثها بشكل متواصل ودائم، مطالبا هذه الجهات بعرض كشف حساب عن نشاطها خلال رمضان وتقديم خطة لما بعد رمضان حتى نستطيع قياس مدى تحقيق الهدف من هذه الإعلانات.

وأوضح أن الإسراف فى استهلاك الطعام يحتاج إلى حملة لتغيير هذا السلوك المجتمعى ويجب التأثير أقل بكثير ولتغيير السلوك علينا اللجوء إلى المحتوى الإعلامى والمحتوى الإعلانى فى نفس الوقت.

أما صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة فيقول: «لدينا سلوكيات تساعد على إهدار الموارد بشكل عشوائى سواء بسبب توافر الفلوس أو بسبب التباهى ومنها الطعام الذى يزداد استهلاكه فى رمضان بشكل مبالغ فيه ويترتب عليه إهدار كبير للطعام استوجب ظهور مبادرات تعمل على استغلال فائض الطعام»، ويرى أن الدعاية لها خلال رمضان إيجابية، وتدل على نشاط المؤسسات، والجمعيات الخيرية بشكل جيد، وخاصة أن لها جمهورا مستهدفا هو فئة من لديهم وفرة فى الطعام أى الأسر الغنية أو الشركات أو الفنادق. وأشار إلى أنه يجب على صناع الإعلانات عدم جرح متلقى الطعام فى الإعلانات، منوها إلى أنه يجب أن يكون لدينا حملات لتغيير النمط الاستهلاكى السائد حاليا، خاصة مع ضعف الموارد، حيث إن هذا النمط يؤدى إلى إهدار ما تبقى من الموارد.