د. محمد المخزنجى يكتب: الطاغية المستديرة وضحاياها

جناية الإعلام الكروى على الرياضة وغير الرياضة فى مصر
محمد المخزنجي الأربعاء 29-06-2016 22:14

من أحدث ما استمتعت بقراءته كتاب «هنا والآن» الصادر عن دار «كتب خان» من ترجمة الأستاذ أحمد شافعى، وهو كتاب يتضمن الرسائل المتبادلة بين الأديبين الشهيرين: الأمريكى «بول أوستر»، والجنوب أفريقى (الفائز بنوبل) جون كوتزى، وكان لافتا فى رسائلهما الحديث المتكرر عن الرياضة بمنطق ثقافى رفيع، تحليلى وتأمُّلى، يذهب بعيدا وعميقا فى ظاهرة الألعاب الرياضية، وقد مسنى هذا الحديث بشرارة أشعلت عندى رغبة دائمة فى استدعاء فتون وشجون الرياضة، ففتونها تروى حنينا لذكريات وهج الشباب، وشجونها تشكل صرخة محبوسة يستفزها ما يسمى لدينا ــ هنا والآن ــ الإعلام الرياضى، فهو فى مجمله ــ إلا ما ندر ــ محض إعلام كروى قاصِر بمحدودية أفقه، وسطحية عديد من نجوم شاشاته؟الكاتب لاعب جمباز بقطاع البطولة وحتى بدء الدراسة بالجامعة

وهذا شديد الخطورة ليس فقط على الرياضة فى رحابها التعددى الواسع، بل على ما هو أبعد سلوكيا فى كل مناشِط الأفراد وحِراك المجتمع، لأن الإعلام صار مُشكِّلا شديد الخطر والأثر فى تطبيع نفسية متابعيه، وتكوين طباعهم على المدى الأبعد، ودمغ الأمة بطابعه فى النهاية!.

بداية، أعترف أن رياضة الجمباز التى مارستها بشغف احترافى ــ فى قطاع البطولة ــ منذ الصف الثانى الإعدادى وحتى أول سنوات الجامعة، قد طبعتنى بنوع من تأمل وعشق الألعاب الفردية المختلفة، ولعل هذا مما كون نظرتى الناقدة لظاهرة كرة القدم كحالة طغيانية، تفتقر إلى ذلك التفويض بالهيمنة وإزاحة بقية الألعاب حتى الجماعية منها.الكاتب لاعب جمباز بقطاع البطولة وحتى بدء الدراسة بالجامعة

وأرى أن ما يدعونه سحرها ليس إلا نوعا من التسويق والترويج المُصطنع والمُبالغ فيه، عالميا ومحليا، لهذا لم يكن غريبا أن تتحول إلى صناعة وتجارة ويتسلل إلى ساحاتها الدولية شياطين الفساد البشرى، وتطفو على سطحها المحلى أَوْشاب من التشبيح والبلطجة، تجاوزت نطاق كرة القدم الخاص، إلى الشأن العام، ولست فى حاجة إلى إيراد الأدلة فهى كثيرة، مرئية ومسموعة ومقروءة. كما أننى من زاوية علم النفس الاجتماعى، لست حفيا بكرة القدم كاستعارة بلاغية يقوم فيها فريقان من اثنين وعشرين لاعبا، بأداء اشتباك رمزى نيابة عن ملايين البشر فى المدرجات وأمام الشاشات للفوز بالغزو الذى يرمز إليه التسجيل فى مرمى المنافس. فهذا التكريس الإقصائى نوع من الممارسة الطغيانية لعدد قليل من المهيمنين، لم يتركوا للأغلبية الكاسحة إلا دور المتفرجين الملتهين بالتعليق والتصفيق والزعيق والهياج العُصابى، وحرق المدرجات والشوارع عند الانفجار! فلماذا نستغرب الكثير أو القليل من هَوَج بعض ألتراسها، أو همجية الهوليجانز من مشجعيها؟!الكاتب لاعب جمباز بقطاع البطولة وحتى بدء الدراسة بالجامعة

غالبا سأوصم نتيجة لرأيى هذا، بتهمة الكاره أو الحاقد أو حتى الخائن لكرة القدم كوطن بديل أو موازٍ لدى البعض، لكننى بإخلاص أقول إن موقفى منها ليس إلاَّ احتجاجا على المبالغة فى طغيانها المصنوع وتبجيلها المصطنع، والذى يطيح بحق نظراء لها فى عالم «اللعب» كضرورة بشرية صانعة للبهجة النفسية والجسدية والذهنية فى ممارسة كل الرياضات، فإبداع الأجساد كما ينبهنا العلم وينبئنا، ينطلق من الأدمغة ليشمل حالة النفس كلها. والحيز الذى أشغله ويشغلنى فى هذه الرياضة المهمة، وإن لم تكن منفردة الأهمية، هو ولعى بمشاهدة فيديوهات مُقتطعة لمهارات لاعبين محددين فى ساحات نِزالها، حيث تبدو لى علاقة أقدامهم الملهَمة بالكرة، كعلاقة صبى سريع ضحوك يُطارد أرنبا خفيفا مرحا، لهذا أجدنى مسحورا بمارادونا وميسى وزيدان وإبراهيموفتش، وعندنا صالح سليم والخطيب وأبو تريكة.

ما سبق وما لحق فى علاقتى بكرة القدم، يُمثِّل بالضبط علاقة المحب للألعاب الفردية وهو يشاهد لعبة جماعية، لأننى عندما يحدث وأتابع مباراة لكرة القدم، أجدنى أركز لا شعوريا على براعة لاعب فرد ومُنتقى من بين الاثنين وعشرين لاعبا، وهذا أمر شخصى كما يبدو، لكنه فى العمق النفسى والتأملى ولعٌ موضوعى بقدرات وجمال الجسد والعقل الإنسانيين. وفى إطار الموضوعية أيضا أود أن أشير إلى ظاهرة واضحة يتم التعامى عنها فى حومة الاستبداد الكروى لدينا، وينبغى أن يسبر أغوارها علماء الرياضة، وعلماء النفس، وعلماء الاجتماع، بل علماء التاريخ أيضا، تتمثل فى أن ما يحققه الرياضيون المصريون فى ساحات الألعاب الفردية على المستوى العربى والقارى والعالمى يُزرى كثيرا بالقليل الذى تحققه كرة القدم، فلماذا هذا الطغيان الكروى المُستأثر بمعظم، إن لم يكن كل، مساحات الإعلام «الرياضى» لدينا، مطبوعا، ومسموعا، ومرئيا؟!

قد يُقال إن هذا الاستئثار ليس لدينا فقط، بل فى العالم كله، وهذا نوع من التدليس المستنسخ الذى نستهلكه بلا تبصر، بوعى شقى أو لاوعى تعيس، تغذيهما أبواق الطاغية المستديرة فى إعلامنا قاحِل الثقافة، فليس صحيحا أن كرة القدم تستولى وحدها على عقول وعيون محبى الرياضة فى «كل» العالم، فهناك مُنافِسات لها لا يتركنها ترتقى عرش الرياضة منفردة فى بلدان ومجتمعات مختلفة حيث تأتى كرة القدم فى الصف الثانى أو الثالث أو الأخير، الرُجبى فى أستراليا ونيوزيلندا، والكريكيت فى الهند وباكستان، والبيسبول وكرة السلة فى أمريكا الشمالية، وهوكى الجليد فى كندا وفنلندا ولاتفيا، ناهيك عن رياضات شعبية لا نعرفها كالألعاب على ظهور الخيل فى آسيا الوسطى، والقفزات العالية فى المكان لدى قبائل الماساى الإفريقية. فلماذا استبدت بنا كرة القدم؟ لماذا تحولت إلى طاغية لدينا أطاحت برياضات أخرى فى عملية قتل للتنوع تؤكد أن ثمة شيئا خطأ فى طغيانها، وتنذر بخراب المجال الرياضى كله، بل تؤذن بتحللها هى نفسها فى النهاية. وهذا قانون عام لمصير أى طغيان يطمع فى الانفراد أو الاستفراد بالمجال العام، بيئيا كان، أو سياسيا، أو اجتماعيا، أو عقيديا من أى نوع؟!

المسألة مُصطنعة. ولن آت بجديد عندما أشير إلى سيكلوجية القطيع فى هذا الاندفاع من الموجات البشرية فى تحويل كرة القدم إلى صنم مُقدَّس، عن طريق التكريس الإعلامى والدعاية والتسويق (دون إنكار لبعض جمالياتها) لتظل مكانتها الطغيانية قائمة ومحمية لمصالح ومطامح غير مُبرَّرة، فتتغوَّل على معظم مساحات صفحاتنا وبرامجنا «الرياضية»، التى صارت صفحات وبرامج «كورة»، يقدمها «بتوع كورة»، أكثرهم بلا ثقافة ولا لياقة، بل إن «مشاهير» منهم بلا قبول شكلى، وبلا مضمون قيمى. ومن هنا، تَحوَّل «إعلام الكورة» فى عديد من أركانه إلى سلطة غاشمة، وتحول سدنته إلى متسلطين، وفى هذا السياق لماذا نستغرب أن يكون جمهورها الألتراسى متشبعا بإحساس السطوة، بينما بعض مُعلقيها ومتنفذيها يستمرئون أدوار الجلادين والمُبتزين لغيرهم بالتهديد والوقاحة، حتى فى أمور لا علاقة لها بملاعب هذه الطاغية المستديرة، فى السياسة مثلا! وهذا من أغرب غرائبها وغرائبنا؟!

ومن اللافت للانتباه، لمن يرجو انتباها، أنه فى هذه الفترة من الاضطراب الكروى، بحساب نتائجه ومسلسلات الهرج والمرج المتعلقه به، نشهد صعودا جديرا بالاحتفاء والتأمل والتكريس فى رياضات أخرى تحقق نتائج إقليمية وقارية وعالمية مرموقة فى الاسكواش، المصارعة، الملاكمة، الجمباز، حمل الأثقال، رمى المطرقة، كرة اليد، وغيرها، ومعظمها رياضات فردية، وهى ملاحظة خليقة باهتمام علماء النفس والاجتماع، وفى اجتهادى الآنى، أرى أنها دليل على كوامن نفسية واجتماعية وخصائص شعب فى فترة محددة، فالنتائج الطيبة فى الألعاب الفردية دلالة قاطعة على وجود الموهبة الإنسانية، والموهبة فردية بطبيعتها، وما تراجعنا الدولى فى الألعاب الجماعية ومثالها الأوضح كرة القدم، إلا دلالة على غيبة التأقلم على العمل الجماعى وروح الفريق، ولهذا تظهر لدينا مواهب فردية فى كرة القدم، تتألق خارجيا فى المجتمعات المتمرِّسة بالعمل الجماعى وروح الفريق فى جوانب حياتها المختلفة، وما الننى وصلاح ومن قبلهما حازم إمام وميدو وأحمد حسن والمايسترو صالح سليم فى الطليعة، إلا دلائل ساطعة على هذا الاستنتاج المتطلِّب لإعادة وتعميق البحث.

ليس أخيرا، يتردد كثيرا القول بأن مجتمعنا مصاب بـ«انفصام الشخصية»، أو الشيزوفرينيا، لأنه يتناقض مع نفسه فى كثير من مظاهر الأمور وجوهرها، وهو تعبير يحتاج تصحيحا، لأن المصطلح لا يمكن أن يكون ما يعنيه به المتحدثون عندما يقصدون ممارسة السلوك ونقيضه، والأصح أن نسمى هذا «ازدواج الشخصية الاجتماعية» وهو ازدواج أظهره الأدب كما فى روايات مثل: «غادة الكاميليا» لإلكسندر ديماس الابن، حيث الغانية التى كان يقبلها المجتمع الزائف كمحظية مُستباحة، يرفضها هذا المجتمع نفسه بداعى «الأخلاق» عندما يحبها أحد أبناء الطبقة «الراقية» وتخلص له فى الحب حتى الموت، و«دكتور جيكل ومستر هايد» لروبيرت لويس ستيفنسون، وفيها يتحول الشخص نفسه ــ بوصفة خيميائية ــ من دكتور إنسانى فى النهار إلى وحش خسيس فى الليل، و«صورة دويان جراى» لأوسكار وايلد التى تتناقض فيها بشاعة الروح مع جمال الصورة حتى تفتك بالإنسان المزدوج كله، وهى ثيمات أدبية لكنها غير مؤكدة كمرض نفسى، بل هى مجرد استعارة للدلالة على تناقض السلوك الاجتماعى الذى لدينا منه وفرة، فى أمور الدين والدنيا على السواء، وما هذا التكريس الطغيانى لكرة القدم حتى من قِبل كثيرين يزعمون نبذ الطغيان، إلا ملمح من اضطراب سلوكى مُنتشِر، ولا شفاء منه ــ فيما نتحدث عنه ــ كمثال ــ إلا بتوازن صحيح وعادل، بين كرة القدم، ورياضات أخرى فردية وجماعية رائعة، وممتعة الجماليات الجديرة بالجماهيرية والحب قطعا، لو حدث وتعرفنا عليها عبر إعلام رياضى حقيقى مُتحضِّر، واسع وعميق المعرفة، عادل، وتعدُّدى، وليس إعلام منتفعى هذه الطاغية المستديرة.

لعن الله الطغيان كله، حتى فى اللعب.

الألعاب الرياضية بين عقلين

(من كتاب «هنا والآن» الذى يتضمن المراسلات بين الكاتبين العالميين بول أوستر وجون كوتزى ـ ترجمة أحمد شافعى)

- أوستر:بول أوستر

فى حالتى أنا، الرياضات التى أهتم بها هى التى كنت ألعبها بانتظام فى صباى. يجد الواحد نفسه فاهما اللعبة فهما حميميا، ومن ثم يكون قادرا على تقييم براعة المحترفين ومهاراتهم المدوِّخة فى كثير من الأحيان. لا شك أن فى الرياضة مكونا سرديا قويا. نحن نتابع التفافات الصراع وانعطافاته لنعرف النتيجة النهائية. لكن لا، ليست بالضبط كقراءة كتاب ـ كالكتب التى نكتبها ــ لكنها قد تكون وثيقة ببعض أنواع الأدب. فكر مثلا فى روايات الإثارة، والروايات البوليسية.. نعم الجانب السردى هو الذى يبقينا حتى اللعبة الأخيرة، ولكننى بصفة عامة أميل إلى أن أنظر للرياضة بوصفها نوعا من الفن الأدائى.

- كوتزى:جون كوتزي

الظاهر أنك تتعامل مع الرياضة بوصفها مسألة جمالية بالأساس. وأنا تراودنى شكوك إزاء هذا النهج لجملة من الأسباب. لماذا تكون كرة القدم تجارة ضخمة فى حين أن الباليه ــ وهو ذو جاذبية جمالية أرقى بكل تأكيد ـ لابد له من الدعم؟ لماذا النساء أقل اهتماما بالرياضة من الرجال؟

ما يتجاهله النهج الجمالى هو الاحتياج إلى الأبطال الذى تشبعه الرياضة، والذى يكون أمس ما يكون لدى الصبية الصغار فينشئ فيهم حياة فنتازية منعشة. وإننى أشك أن تكون بقايا هذه الفانتازيا الطفولية هى التى تضرم فى الكبار ارتباطهم بالرياضة. وأنا فى مغرب أيامى لا أزال فى بعض الأحيان مستعدا لقضاء ساعات فى مشاهدة مباريات الكريكيت على الشاشة. ولابد أن أقول ــ مهما بلغ هذا من عبث ومن إفراط فى الطموح ــ أننى لا أزال أبحث عن لحظات البطولة، لحظات النبل. بعبارة أخرى، أساس اهتمامى أنا بالرياضة أخلاقى أكثر منه جمالى. بينما الأمر العبثى، هو أن أكثر الرياضات الاحترافية الحديثة لايبالى بالأخلاق: إنما يستجيب لتوقنا إلى البطولة، بل منظر البطولة لا أكثر.!

- أوستر:

حينما أُلقى أوسع نظرة ممكنة، يدهشنى أن موضوع الرياضة يمكن تقسيمه إلى: الإيجابى والسلبى. من ناحية هناك خبرة المشاركة فى الرياضة نفسها. وهناك خبرة مشاهدة الآخرين يلعبون. ولما كنا بدأنا ــ كما هو واضح ــ بمناقشة الفئة الثانية، فإن المكون المعنوى الذى تشير إليه أمر فى غاية الحيوية للصغارجدا، وكل منافسة هى مسألة حياة أو موت. غير أن هذه الجوانب ضعفت كثيرا فى سنى المتقدمة هذه، وبت أنزع إلى اكتشاف أننى أتابع المباريات باحثا عن «المتعة الجمالية» أكثر منى ساعيا إلى إضفاء الشرعية على وجودى من خلال أعمال الآخرين. أنت تستخدم كلمة «البطولى» فى موضعها الصحيح، بل إن استخدامك لها أمر لاغِنى عنه من أجل فهم طبيعة هذا الهوس بالرياضة الذى يبدأ حتما فى فجر الحياة الواعية. لكن ما معنى الكلام عن البطولى فيما يتعلق بالطفولة المبكرة؟ أظن أن الأمر يتعلق فى حالة الصبية الصغار بفكرة الذكورة.ولهذا السبب قد يبدو الأولاد أحوج إلى الأبطال من البنات؟ لا أعرف، لكن جنون جماهير الرياضة وهوسهم ـ لا أقول جميعهم- لابد أن يكون نابعا من موضوع عميق فى الروح. ثمة ماهو أكثر من التلهى العابر أو التسلية.

- كوتزى:

تكتب عن تعلق الطفل الذكر الصغير بالأبطال الرياضيين، وتمضى فتفرق هذا عن نزوع الكبار إلى طلب الجمالى فى فعاليات الرياضة. وأنا مثلك أعتقد أن مشاهدة الرياضة على شاشة التليفزيون تضييع للوقت فى أغلب الحالات. ولكن هناك لحظات لاتكون وقتا ضائعا، كتلك التى كانت تظهر لنا بين الحين والحين. وفى ضوء ما تقوله، أعيد الرجوع فى الذاكرة لأدقق فى هذه اللحظات، أعود إلى فيدرر (لاعب التنس البارع) إذ يضرب بظهر المضرب كرة عابرة فى الملعب. وأسأل نفسى: هل الجمالى حقا هو الذى يحيى هذه اللحظة؟ إن الأمر يبدأ بحسد فيدرر، ثم ينتقل هذا إلى الإعجاب به، ثم ينتهى المرء لا حاسدا ولا معجبا بل فخور بإدراك ما يمكن لبشر مثلى ومثلك أن يفعله. وفى تلك المرحلة لا يعود بوسعى أن أميز الأخلاقى عن الجمالى.

- أوستر:

عن إحساسك بالفخر وأنت تشاهد فيدرر فى أيام مجده، فأنا معك تماما، إذ ترى أننا (كسلالة) لسنا مجرد هذه الديدان التى غالبا ما نبدو أننا لانزيد عنها، بل نحن قادرون أيضا على تحقيق المعجزات ــ فى التنس، وفى الموسيقى، وفى الشعر، وفى العلم ــ وأن الحسد والإعجاب يذوبان فى إحساس طاغ بالبهجة. نعم أتفق معك تماما. وهنا هو الموضع الذى يمتزج فيه الجمالى بالأخلاقى.

- كوتزى:

لا أحب من الرياضات ما تحمل نفسها على محاكاة الحرب، فيكون المهم فيها هو الفوز، ويكون الفوز مسألة حياة أو موت، تلك الرياضات التى تخلو من الجمال، مثلما تخلو الحرب من الجمال. وفى أعماق عقلى، رؤية مثالية ــ لعلها ملفقة ــ لليابان حيث شخص يُحجِم عن إلحاق الهزيمة بخصمه لأن ثمة عارا فى الهزيمة وعارا فى إلحاق الهزيمة.

- أوستر:

عندما استخدمت عبارة «لذة المنافسة»، أظن اننى كنت أشير إلى إحساس الانطلاق الذى ينتابك عندما تمنح نفسك كاملة للعبة، والنفع الذى يجنيه الجسم والعقل من جراء التركيز المطلق فى مهمة معينة فى لحظة معينة، إحساسك بأنك «خارج نفسك» وتخفُّفك مؤقتا من عبء وعيك وذاتك. الفوز والخسارة لازمان لكنهما عاملان ثانويان، ما هما إلَّا مبرر لكى يبذل المرء أقصى جهده فى إجادة اللعب، فبدون بذل أقصى الجهد، لا يمكن نيل اللذة الحقيقية.

ألعاب رياضية أخرى تنافس كرة القدم فى شعبيتها

العاب رياضية تنافس كرة القدمالعاب رياضية تنافس كرة القدمالعاب رياضية تنافس كرة القدمالعاب رياضية تنافس كرة القدم