فى محاولة لقراءة مستقبل العالم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يعرض محمد العريان، الخبير الاقتصادى المصرى، مستشار الرئيس الأمريكى بارك أوباما، الرئيس التنفيذى السابق فى مؤسسة «بيمكو» الاستثمارية العالمية، من خلال سيناريو تخيلى لوضع بريطانيا والاتحاد الأوروبى والعالم فى عام 2019، بعد مرور 3 سنوات من تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
قال محمد العريان فى تحليل نشرته وكالة «بلومبرج» «فى 2019 ستكون المملكة المتحدة قد استعادت وضعها الاقتصادى والمالى وثقتها القومية، فى الوقت الذى سيكون فيه الاتحاد الأوروبى أصغر حجماً وأكثر توحداً يؤدى مهامه بطريقة أكثر تماسكاً وإحكاماً».
وأضاف العريان أن «الطريق سيكون وعراً نتيجة اقتراب الاقتصاد العالمى من دخول مرحلة كساد اقتصادى، بجانب وجود عدم استقرار مالى وانتشار السياسات الانعزالية، وفى نفس الوقت سيكون تأثير الاتحاد الأوروبى وبريطانيا على العالم قد انحسر بشكل كبير». ووفقاً للعريان فإنه فى الشهور التى ستلى الاستفتاء ستعانى المملكة المتحدة من صدمات سياسية وكل محاولات تخطى الاستفتاء ستفشل. فيما سيمر الحزبان السياسيان الرئيسيان، حزبا العمال والمحافظين، بمحاولات فوضوية للتنافس على القيادة، الأمر الذى سيلفظه الناخبون خلال الانتخابات العامة، وقال إنه سيتم تشكيل «ائتلاف وطنى» بشكل ما، ويتفاوضون على اتفاق جديد للانضمام للاتحاد الأوروبى، الذى سيحافظ على وجود معظم اتفاقات التجارة الحرة والبضائع والخدمات.
ويشرح العريان من خلال السيناريو التخيلى أن السياحة فى بريطانيا ستشهد زيادة كبيرة جداً نتيجة لانخفاض قيمة الجنيه الإسترلينى، وبالتبعية سينتعش الاقتصاد البريطانى.
فى المقابل، قال العريان إنه يتوقع أن يؤدى ضعف الاستثمار والاستهلاك بالبلاد نحو الكساد، بالرغم من اتجاه البنك المركزى البريطانى لتخفيض سعر الفائدة، وأن القطاع المالى سيشهد الضرر الأكبر، وسيتم تسريح العاملين فى هذا القطاع مع تراجع الائتمان، وتحويل معظم مقار العمل والعاملين إلى خارج لندن، ومع ذلك ستكون عواقب الاستفتاء أقل بكثير من توقعات البعض.
ويتابع العريان قائلاً: إنه مع انتهاء المناوشات والجدل مع علاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبى، يجب أن تكوّن شيئاً أكبر من منطقة تجارة حرة، وتحت قيادة ألمانيا وفرنسا ستنشط الجهود نحو اتحاد «أكثر تقارباً». وبحسب العريان سيتعزز البنيان الاقتصادى للاتحاد، ويسمح لأوروبا بأن تكون لها رؤية واقعية حول توفير أداء اقتصادى مستدام بشكل أفضل، موضحاً أنه بعد 3 سنوات من الاستفتاء البريطانى سيتيح لإجراء مراجعات داخلية عنيفة فى معظم دول القارة الأوروبية، وسيتراجع الاتحاد الأوروبى وبريطانيا عن أداء أدوارهم الدولية التقليدية. ومع تزايد التردد الأمريكى نحو تحمل مسؤوليات دولية إضافية، ستملأ الفراغ الدولى العديد من الدول بشكل عشوائى، مما يؤدى إلى تقسيم النظام العالمى والإسراع بالخطوات نحو ما أطلق علية إيان بريمر «عالم مجموعة الصفر».