معاهدة فرساي هي المعاهدة التي أسدلت الستار بصورة رسمية على وقائع الحرب العالمية الأولى، وتم التوقيع عليها بعد مفاوضات امتدت 6 أشهر، بدأت بعد مؤتمر باريس للسلام عام 1919، ووقّع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى اتفاقيات منفصلة مع القوى المركزية الخاسرة في الحرب، وهي الإمبراطورية الألمانية والنمساوية المجرية والدولة العثمانية وبلغاريا، وتم توقيعها «زي النهارده» 28 يونيو 1919.
في 10 يناير 1920 تم تعديلها لتتضمّن الاعتراف الألماني بمسؤوليتها عن الحرب، ويترتب على ألمانيا تعويض الأطراف المتضرّرة ماليا، وسمّيت بمعاهدة فرساي نسبة لمكان توقيع المعاهدة وهو قصر فرساي الفرنسي، وتمخضت المعاهدة عن تأسيس عصبة الأمم للحيلولة دون حرب أخرى، وأدت المعاهدة لخسارة ألمانيا بعض أراضيها ومستعمراتها لصالح أطراف أخرى، منها مقاطعة شاندونج الصينية التي آلت إلى اليابان عوضا عن الصين، كما خسرت الدولة العثمانية أراض واسعة في أوروبا وآسيا وانتهت كإمبراطورية.
ووضعت المعاهدة الضوابط والقيود على الآلة العسكرية الألمانية حتي لا يشعل الألمان حربًا ثانية كالحرب العالمية الأولى، ونصّت على التجريد العسكري للجيش الألماني وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي، وحرمان ألمانيا من إنشاء قوة جوية، ونصّت الفقرة 232 من المعاهدة على تحمّل ألمانيا مسؤولية الحرب، وتقديم التعويضات للأطراف المتضرّرة، وحددت التعويضات بـ269 مليار مارك ألماني، وخفّض المبلغ ليصبح 132 مليار مارك، لكن كل هذا لم يحل دون اندلاع الحرب العالمية الثانية.