جدل حول انتشار تجارة «الخبز المدعم» على الأرصفة

كتب: هبة بكر الثلاثاء 30-11-2010 08:00

أثار انتشار تجارة بيع «الخبز المدعم» فى العديد من شوارع الثغر جدلا واسعا بين أوساط الجمهور والمسؤولين، ففى الوقت الذى تبحث فيه الحكومة عن وسائل جديدة لتوفير ميزانية الدعم اللازم للمواطنين، فى عدد من السلع الغذائية، أهمها الخبز المدعم، انتشر عدد من البائعين الذين استغلوا الزحام والتكدس أمام المخابز للحصول على حاجاتهم من الخبز، وباعوه بأسعار مرتفعة، حيث يشترونه من المخبز بسعر 5 قروش للرغيف، ويعرضونه من خلال الأرصفة مغلفا فى اكياس بسعر يتراوح بين 20 و25 قرشا للرغيف الواحد.

ففى شارع النبوى المهندس، بمنطقة المندرة فى حى المنتزه، ومنطقة العصافرة وسيدى بشر وغيرها، يصطف مجموعة من الباعة يبيعون الخبز المدعم، وقابلت «إسكندرية اليوم» عدداً منهم اعتقدوا أننا نريد الشراء، مؤكدين أن أصحاب المخابز يساعدونهم فى الحصول على الكميات التى يحتاجونها.

وتعرض عزيزة محمود، بائعة، الخبز الموجود لديها على منضدة خشبية تجلس أمامها، وتعلن أنها تبيع الرغيف بـ20 قرشا، مبررة ذلك بقولها: «أنا باوفر، على اللى مش بيقدر يقف فى الطابور، الوقت وقلة القيمة اللى ممكن يتعرض لها، وباجيب له العيش جاهز فى كيسه، وباخد تمن وقفتى بداله»، مشيرة إلى أن صاحب المخبز أو العمال الموجودين فيه يحصلون على مبلغ مالى مقابل تسهيل الحصول على الكميات التى يحتاجها التجار.

وقال منير أحمد، تاجر خبز: «أصحى بدرى واقف فى طابور، وأدفع فلوس للعمال، وأغلف فى أكياس، يبقى لازم أكسب الفلوس اللى تساعدنى على تكميل الشغلانة دى»، مشيراً إلى أن المواطنين لا يشتكون من السعر، لأنهم يدركون مدى المعاناة التى يتعرضون لها من خلال الطوابير الممتده أمام المخابز.

فى المقابل، قال عدد من المواطنين إنهم يضطرون إلى الشراء من التجار لعجزهم عن الوقوف فى طوابير المخابز، وقال إبراهيم بسيونى، موظف، إنه لا يستطيع الحصول على الخبز من المخبز الذى اعتاد الشراء منه والمجاور لمنزله بمنطقة المندرة، حيث تنتشر مجموعة من تجار الخبز، ويحصلون على كميات كبيرة تتسبب فى استمرار وقوفه فى الطابور إلى ساعات، مما يترتب عليه تأخره عن عمله، مشيراً إلى أنه يضطر إلى شراء الخبز مباشرة من هؤلاء التجار بسعر وصفه بـ«الاستغلالى» توفيرا للوقت.

أضافت شوقية عبدالسلام، ربة منزل، أن شراء الخبز من التجار بالأسعار التى يعلنونها، والتى تبدأ من 20 قرشا للرغيف، تلتهم ميزانية المنزل، لافتة إلى أنها تضطر للشراء من باعة الخبز، لأنها لا تستطيع شراءه من المخابز التى تحجز خبزها لتجار الخبز، بعد الحصول على «المعلوم»، على حد تعبيرها.

من جانبه، نفى عبدالعال درويش، رئيس شعبة المخابز فى الغرفة التجارية بالمحافظة، قيام أصحاب المخابز ببيع الخبز للتجار بأكثر من جنيهين، أسوة بالمبلغ الذى يتم البيع به للمواطنين، وأوضح أن ما يحدث هو أن التجار يوزعون عددا من أقاربهم فى طابور الخبز أمام المخبز، ليشترى كل منهم الكمية المقررة للفرد الواحد، ثم يجمعون ما اشتروه ليبيعوه على الأرصفة.

فى المقابل، أكد مسعد المنواتى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالمحافظة، أن الحملات التى تشنها المديرية على هؤلاء التجار تسفر عن ضبط كميات كبيرة من الخبز، مشيرا إلى أن هذه الكميات تتم مصادرتها وتحرير محاضر للتجار بها، لافتا إلى أن جهاز المرافق ومباحث التموين تتعقبهم عادة لإشغالهم الطريق. وأضاف أنه كلما توافر الخبز فى المخابز لا يتم فرض حد أدنى أو أقصى للبيع، حيث لا توجد شكاوى قبل المواطنين تفيد ذلك، مشيرا إلى أن أى شكوى تتضمن اتهام صاحب مخبز يتم اتخاذ إجراءات فورية فيها لتقصى الحقيقة والتأكد من قيام صاحب المخبز بحجب الخبز أو بيعه للتجار فقط.

من جانبه أكد جمال زقزوق، رئيس جمعية حماية المستهلك بالمحافظة، ضرورة امتناع المواطنين عن شراء الخبز من هؤلاء التجار، للحد من انتشارهم واستغلالهم للطوابير التى تمتد أمام المخابز، مشددا على أهمية تشديد الرقابة التموينية والحملات، التى تستهدف ضبطهم باستمرار حتى يتم التخلص منهم وتوفير الخبز المدعم لمستحقيه.