جامعة كفر الشيخ إشراقة جديدة

زاهي حواس الإثنين 27-06-2016 21:10

توجد العديد من الإنجازات على أرض مصر؛ وللأسف لا يسلط عليها الإعلام المنشغل بالإحباطات والحديث عن السلبيات أى ضوء! مشروعات عملاقة وخطط طموحة للعبور بمصر إلى مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ولا تجد من يتحدث عنها أو يشيد بها من باب إعطاء الأمل والتشجيع على الاستمرار. وكما ذكرت فى أكثر من موضع أن النهضة – أى نهضة- لابد وأن يكون أساسها التعليم. والحقيقة التى لا تخفى على أحد أننا نعانى فى بلدنا من مشكلات فى قطاع التعليم بكافة مراحلة؛ ولكن لابد أن نشيد أيضاً بأن شيئاً بدأ يتغير ويخطو بخطى جادة من خلال التنافس الشريف والسعى إلى التميز ونعنى به التعليم الجامعى الخاص. بالفعل أصبح فى مصر جامعات تخطو بخطى مدروسة للوصول إلى المعايير العالمية للتعليم الراق؛ وقد شاهدت ما يحدث بجامعة فاروس بالإسكندرية وكتبت عنها أنها إشراقة أمل بمصر. ولم أكن أتخيل أن هناك جامعة حكومية بل وإقليمية قد تصل إلى المستوى الذى يجعلنى أشيد بنجاحها، خاصة أننى زرت وحاضرت فى معظم جامعات العالم وأعلم ما وصلوا إليه.

دعيت منذ أسابيع لإلقاء محاضرة بجامعة كفر الشيخ ضمن موسمها الثقافى الذى اختاروا له هذا العام عنوان «العودة إلى الجذور»؛ والهدف أن يعرف الطالب أن مصر حكمت العالم كله بالعلم؛ إن على أرض مصر قامت أقدم جامعة فى العالم وهى جامعة «أون – عين شمس الحالية» وعمرها خمسة آلاف سنة، تعلم فيها الفلاسفة اليونان؛ وكذلك تعلم فيها نبى الله يوسف عليه السلام الذى تزوج ابنة كاهن أون. وقد دعانى للندوة الأستاذ الدكتور ماجد القمرى، رئيس الجامعة. ولا أخفى مدى تخوفى وقلقى بعدما قبلت الدعوة نتيجة بعض التجارب السلبية فى الماضى؛ ولكن عندما وصلت إلى مقر الجامعة فى اليوم المحدد للمحاضرة كانت المفاجأة السارة.. مجموعة من المبانى ذات الطراز المعمارى الرائع منسقة فى نظام جميل يجعلك تشعر بالفخر وأنك أمام دولة تخطو بجدية إلى التقدم والرقى. التقيت بالدكتور ماجد وقام باصطحابى فى جولة بالجامعة التى بها 17 كلية؛ وقمت بزيارة بعض الكليات العملية والحقيقة أننى لم أصدق عينى بعدما شاهدت الأجهزة الحديثة ووسائل الشرح والتدريب للطلاب الذى لا يتجاوز أعدادهم داخل القاعة النسب العالمية بأرقى الجامعات.

ونعرف أن كفر الشيخ معروفة بمشروعات استزراع الأسماك، ولذلك تجد كلية للثروة السمكية بالجامعة تقوم بالتعاون مع المراكز البحثية العالمية فى اليابان وألمانيا للنهوض بهذا القطاع الاقتصادى المهم. وقد علمت أن بعض الطلاب قاموا بتطبيق الأساليب العلمية الحديثة فى قراهم وبدأوا فى عمل مشروعات استزراع سمكى وبناء أحواض لإنتاج أنواع جديدة من الأسماك. أما عن مستشفى جامعة كفر الشيخ فهى الأحدث بالوجه البحرى وسوف تقدم خدماتها على أعلى مستوى وبأحدث الأجهزة وسيتم افتتاحها الشهر المقبل إن شاء الله.

بدأت محاضرتى وأمامى طلاب مصريون على مستوى عال من الرقى والثقافة، هم الثروة الحقيقية لمصر، والتى أتمنى أن نحافظ عليها وننميها ونوفر لهم سبل النجاح. إن تجربة جامعة كفر الشيخ التى بدأت منذ ثلاث سنوات يجب أن تدرس؛ هى المرة الأولى التى لا أسمع فيها كلمة «مفيش إمكانيات» من رئيس جامعة حكومية؟! أنا فخور بجامعة كفر الشيخ التى هى إشراقة أمل مصرية جديدة؛ وفخور بأساتذة ومدرسين الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور ماجد القمرى، وهو مشروع قيادة مصرية رائعة.