قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن جماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة معارضة في مصر، استعدت لـ«هزيمة مؤلمة» في انتخابات مجلس الشعب التي عقدت الأحد، وسط تقارير بشأن قيام وكلاء الحزب الحاكم بارتكاب تزوير للأصوات على نطاق واسع إلى جانب منع مراقبي الانتخابات من أعمال المراقبة .
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، الاثنين، أن تدابير القمع ضد المعارضة قاد المصريين الذين يؤيدون نظاماً سياسياً «أكثر انفتاحاً»، إلى توجيه النقد لإدارة أوباما بسبب ما يعتبرونه «تعهداً باهتاً» بتوسيع الديمقراطية في الشرق الأوسط .
ولفتت الصحيفة إلى وقوع عشرات الحالات من «تسويد» الأصوات وشرائها وترهيب الناخبين، بحسب نشطاء حقوق الإنسان وسياسيي المعارضة.
بينما أشارت صحيفة دايلي تلجراف البريطانية، إلى أن مصر انتخبت برلماناً جديداً في عملية انتخابية «مشوبة» بالعنف والتزوير، مما يؤدي إلى خوف الولايات المتحدة على مستقبل البلاد التي تعتتر حليفاً استراتيجياً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط .
ونبهت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية، اعتراها الخوف من تجربة الإخوان وفوزهم في 2005، إلى جانب تصميمها على ضمان انتقال سلس لخطط مبارك الخاصة بالانتخابات الرئاسية العام المقبل، ومن ثم منعت السلطات هذه المرة أكثر من 12 مرشحاً بالجماعة من الترشح.
وقالت الصحيفة، «ربما يكون غرض الرئيس مبارك الحقيقي هو تدعيم سيطرته على البرلمان كي يحول دون التحديات من جانب الخصوم العلمانيين المؤثرين مثل محمد البرادعي، المدير العام السابق لوكالة الطافة الذرية».
وقال الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك، إن السحر المصري القديم استطاع إخفاء المعارضة في انتخابات الأحد.
وأضاف فيسك في تقرير إخباري، له كتبه الاثنين في صحيفة الاندبندت البريطانية، «إذا كان الإخوان استطاعوا، في انتخابات عام 2005، الحديث عن حملتهم الانتخابية وعن فساد النظام، فإنهم في انتخابات هذا العام لم يستطيعوا سوى التذمر من عدم عدالة الانتخابات التي اختاروا المشاركة بها، والشكوى من وحشية الشرطة ومضايقات الحكومة لهم».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الانتخابات البرلمانية، كشفت عن «سيناريو ممل ومألوف»، حيث وُجدت أعمال عنف متفرقة واتهامات واسعة بالتزوير والترهيب، والشعور بين العديد أن الحزب الوطني الديمقراطي ينوي إحكام قبضته على السلطة في فترة عدم اليقين السياسي التي تلوح في الأفق، مضيفة أن كثيرا من المصريين الذين يشتكون من الفساد ما زالوا يدعمون النظام الحالي، مبارك، خوفاً من المجهول بعد 30 سنة من الاستقرار.
وأضافت الصحيفة أن المشهد ذاته تكرر في جميع مراكز الاقتراع، حيث إن ممثلي أحزاب المعارضة وقفوا خارج اللجان يشكون منعهم من الدخول، وكثير من الناخبين يشتكون منعهم من التصويت أو تخويفهم من جانب الشرطة أو استئجار البلطجية، بينما هتف أنصار الحزب الوطني داعمين لمرشحيهم.
من جانبها قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن الانتخابات لم تحمل أية مفاجآت، حيث كان واضحاً منذ وقت طويل أن الحزب الوطني يخطط لتشديد قبضته على البرلمان قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، مؤكدة أن الوطني يريد قطع جذور الإخوان لوضع الاساس لأي انتقال محتمل للسلطة.
ووصفت مجلة «تايم» الأمريكية، الانتخابات بـ«المزيفة»، معتبرة أنها بالنسبة لكثير من المصريين كانت عملية نموذجية من النظام الاستبدادي السياسي، فضلاً عن أنها تنذر بالسوء لسباق العام المقبل الرئاسي، حيث شكا الناخبون والمراقبون المستقلون من مضايقات الشرطة، وحشو صناديق الاقتراع ، والرشوة.
وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن المصريين أدلوا بأصواتهم في انتخابات شابتها حملة فرض النظام من قبل الحكومة، مضيفة أن الرئيس مبارك وعد بإجراء انتخابات نزيهة، إلا أن الانتخابات شابتها اعتقالات جماعية، وضغط على المرشحين المستقلين، ومضايقات لوسائل الاعلام .
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس مبارك تجاهل المخاوف الغربية حول القمع السياسي من أجل الحفاظ على إحكام قبضة حزبه على السلطة، مضيفة أن الحزب الوطني يواجه لحظة حاسمة قبل الانتخابات الرئاسية 2011، حيث إنه ليس مؤكداً إذا كان الرئيس مبارك سيترشح لولاية السادسة أم لا، مما شدد من الانقسامات بين الحرس القديم للحزب وصفوفه من رجال الأعمال الشباب.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إن الانتخابات، شابها شراء للأصوات وطرد للعديد من المراقبين المستقلين من مراكز الاقتراع، مضيفة أن القيادة المصرية «مصممة» على ضمان إحكام قبضتها قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إن انتخابات هذا العام أقل حرية من مثيلتها في عام 2005 التي وصفتها بـ«المزورة»، مضيفة أن مصر شهدت الأحد، حملة ضد جماعة الإخوان المسلمين وشكاوى من التزوير في العملية الانتخابية أكثر مما كان عليه الوضع في عام 2005.
وأشارت الصحيفة إلى وجود سيل من التقارير عن المخالفات الانتخابية أثناء العملية الانتخابية، مضيفة أن الغالبية العظمى من الناخبين المصريين فضلوا الابتعاد عن مراكز الاقتراع تماما.
وقالت شبكة «بلومبرج» الأمريكية، إن الحزب الوطني، وجه ضربة للإخوان المسلمين، مضيفة أن عدم وجود خليفة معين للرئيس مبارك في الحكم يثير القلق من أن أزمة الخلافة ستؤدي إلى العديد من الاضطرابات السياسية، فضلاً عن تهديدها للاستثمارات الأجنبية اللازمة لخلق فرص العمل وزيادة الإنتاج.
من جانبها، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، في مقال كتبه «زفي مازل»، السفير الإسرائيلي السابق في مصر، إن انتخابات مجلس الشعب هذا العام ستعزز حكم الرئيس مبارك، مضيفة أن نجاح الحزب الوطني سيسهل ترشيح جمال مبارك في انتخابات الرئاسة في العام المقبل، إلا أن الديمقراطية ستكون الثمن، مؤكدة أن مصر ليست مستعدة لهذا النوع من الانتخابات الحرة المعروفة في الغرب.