قال السفير البريطاني بالقاهرة، جون كاسن، إن الاستفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والذي صوت عليه 33 مليون شخص هو أحد أكبر الأحداث الديمقراطية، مؤكداً أن قرار البريطانيين بالخروج «يُحترم»، أما كيف سيتم الطلاق وما الذي سيحكم علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي فهذه أمور سيحددها رئيس الوزراء المقبل.
وأشار «كاسن» في حديثه للصحفيين بالسفارة البريطانية، اليوم، إلى أن اقتصاد المملكة المتحدة في الوقت الحالي قوياً ومستقراً، وأن العلاقات الدولية التي تجمع المملكة المتحدة بالعديد من الدول مستقرة أيضاً، فهي دولة عضو بحلف الناتو، وبمجموعة العشرين، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تغيير حالياً في العلاقات بالنسبة للطرفين البريطاني والأوروبي.
وفيما يتعلق بالأوروبيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة، والبريطانيين الذين يعيشون في أوروبا، أكد «كاسن» على ديمقراطية المملكة المتحدة، التي تستوعب كل الثقافات ولا تنغلق على ثقافتها فحسب، في إشارة إلى أنه لن يكون ثمة تغيير سلبي على حياة البريطانيين والأوروبيين على حد السواء.
ولفت إلى أن الجميع يفهم طبيعة القلق الذي يساور الكثيرين بشأن الخروج، ولكنه شدد على أن تداعيات الخروج وما سيحدث فيما بعد «يعتمد على ما سنقوم بفعله»، مضيفاً أن المملكة المتحدة قادرة على مواجهة التحديات والاضطرابات التي تعتري حالة الاقتصاد العالمي لأنها ديمقراطية.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، قال «كاسن»، إن أسس العلاقات، التي تجمع بين مصر والمملكة المتحدة بمعزل تماماً عن الاتحاد الأوروبي، ولا ترتبط ببقاء أو خروج المملكة من الاتحاد.
وأوضح «كاسن» أن الاستثمارات التي تعد واحدة من أبرز أسس العلاقة الثنائية بين البلدين، والتي تنصب بشكل أساسي على قطاعي البترول والغاز، لن تتأثر، مشيراً إلى أن مصر سوقاً ومركزاً واعداً للاستثمارات.
وأكد أنه تحدث إلى رئيس الوزراء المصري والمسؤولين، واتفقوا على أن أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقات "المصرية- البريطانية" بعيدة عن الاتحاد الأوروبي، وأن علاقة مصر بالاتحاد الأوروبي لن تتأثر أيضاً بخروج بريطانيا منه، مشيراً إلى أن 25 مليار يورو قيمة الاستثمارات البريطانية في مصر لن تتأثر بالخروج، وأن المساعدات التي تتلقاها مصر من الاتحاد الأوروبي، والتي بلغت قيمتها مؤخراً 120 مليون يورور، تنفق في برامج مكافحة الفقر، والتنمية، والبرامج البيئية وغيرها «فلن يطرأ عليها تغيير فوري».
وشدد «كاسن» أن العلاقات الثنائية بين البلاد تجمعها المصالح المشتركة، ومصلحة بريطانيا أن تبقى مصر قوية ومستقرة سياسياً واقتصادياً، ومؤكداً «نعمل على ألا يكون هناك تغيير قبل أو بعد التصويت بالخروج».
وقال وأشار «كاسن» إلى أن التجارة بين مصر والمملكة المتحدة لن تتأثر أيضاً بالخروج، لافتاً إلى أن قيمة الصادرت البريطانية تبلغ مليار جنيه استرلينى بينما تبلغ قيمة الواردت المصرية 675 مليون جنيه استرلينى.
وفيما يتعلق بعودة الطيران ومسألة شرم الشيخ، قال كاسن إنه لا يوجد علاقة وأنه يعمل مع النظراء المصريين على موضوع شرم الشيخ، معتبرًا أن الاقتصاد المصرى القوى يصب في مصلحتنا القومية، لأن هذا يساعدها على مواجهة الإرهاب.
ورداً على سؤال يتعلق بما إذا كان الاتحاد الأوروبى سيعاقب بريطانيا، قال إن الجميع سيعفل ما يراه في خدمة مصالحه، مضيفاً «أعتقد أن نجاح الانتقال من مصلحة الجميع».
ورداً على سؤال يتعلق باحتمالية تفتت بريطانيا ومطالبة أجزاء أخرى منها مثل اسكتلندا أو أيرلندا، التي يشوبها الاضطرابات، بالانفصال عن المملكة، قال «كاسن» إن المملكة ستبقى موحدة.