ويكيليكس: مبارك اتهم إيران بالكذب ورفض دعم إسرائيل في حربها على غزة

كتب: اخبار الإثنين 29-11-2010 12:54

ويكيليكس: مبارك اتهم إيران بالكذب ورفض دعم إسرائيل في حربها على غزة

كشفت وثائق نشرها موقع ويكيليكس أن الرئيس حسني مبارك وصف الإيرانيين بالكذابين واتهمهم بزعزعة استقرار مصر. وجاء في الوثائق التي نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية جزءا منها أن الرئيس مبارك، خاطب أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي بالقول: إن «ايران تحرك المشاكل على الدوام».

كما كشفت الوثائق توافق وجهتي نظر مصر وإسرائيل في النظر إلى التهديد الإيراني، إذ كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المسؤولين الأمريكيين، في مايو 2009، أنه اتفق مع الرئيس مبارك على أن إيران النووية «ستساعد سواها من دول المنطقة على إنتاج أسلحة نووية، ما ينجم عنه أكبر تهديد لجهود الحد من انتشار السلاح النووي منذ أزمة الصواريخ الكوبية» عام 1962.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، كانت هناك ملاحظات في هذا الخصوص من مصر أيضاً، ففي برقية أرسلت في فبراير عام 2009، قال السفير الأمريكي في القاهرة: «الرئيس مبارك قال للسيناتور (جورج) ميتشل خلال زيارته الأخيرة إنه لم يعارض محادثاتنا مع الإيرانيين، طالما أنكم (الأمريكيون) تصدقون كلامهم».

وبحسب البرقية أيضاً فإن مبارك لديه «كراهية كبيرة للجمهورية الإسلامية، بينما كان يشير إلى الإيرانيين وعلى نحو متكرر على أنهم كذابون واتهمهم بالسعي لزعزعة استقرار مصر والمنطقة».

أما الوثائق التي نشرتها الصحف الإسرائيلية الاثنين، فكشفت أن مصر والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانا على علم مسبق بنية إسرائيل شن هجوم على قطاع غزة، إذ أشارت إحدى الوثائق إلى أن إسرائيل كانت قد اقترحت على القيادتين الفلسطينية والمصرية تسليمهما دفة تصريف شؤون قطاع غزة حال دحرها حركة حماس  خلال عمليتها العسكرية في القطاع. وبحسب الوثيقة فقد رفضت القيادتان الفلسطينية والمصرية عرض إسرائيل بدعمها في الهجوم العسكري الذي شنته على القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس في نهاية 2008.

وبحسب برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب ونقلها الموقع، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفدا من الكونجرس عام 2009 أن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية (الرصاص المصبوب).

وتابعت البرقية أن باراك أوضح للوفد الأمريكي أن الحكومة الإسرائيلية أجرت مشاورات مع مصر وفتح وسألتهما إن كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس.

وأوضحت الوثيقة أن «باراك تلقى ردا سلبيا، وهو أمر غير مستغرب». وأضافت أن باراك انتقد ضعف السلطة الفلسطينية وعدم ثقتها بنفسها. كما أشارت البرقية إلى أن إسرائيل أبقت الحوار مع كل من مصر وفتح خلال العملية.

من جانبها ذكرت «الجارديان» أن الوثائق الجديدة جاءت على شكل برقيات متبادلة بين 270 سفارة وقنصلية ووزارة الخارجية الأمريكية، ومن أبرز ما أشارت إليه الوثائق أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز طلب من واشنطن توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن دول الخليج العربي بشكل عام تتحاشى عادة انتقاد إيران بشكل علني، ولكن الوثائق كشفت أن ما يجري في الخفاء مختلف عما يجري بالعلن، فكل من العاهلين السعودي والبحريني، ظهر أنهما حثا الولايات المتحدة بشكل سري على ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وتميزت الوثائق التي نشرتها صحيفة «الـجارديان» بما يتعلق بالكشف عن أن «قادة عربا كانوا يحثون في اللقاءات الخاصة مع المسؤولين الأمريكيين على توجيه ضربة جوية لإيران».

وحددت «الـجارديان» الملك السعودي عبد الله كمصدر أول للتحريض على إيران، وقالت إنه طالب الأمريكيين بضرب المنشآت النووية اٌلإيرانية. وجاء في البرقيات – الوثائق، أن دولا عربية إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل «تتوجس خيفة من تملك إيران سلاحا نوويا».

وأضافت «الـجارديان»، مقتبسة من برقية، أن السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، قال «أبلغكم الملك (أيها الأمريكيون) ونصحكم بقطع رأس الأفعى، وهو دعاكم إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي»، وذلك ضمن محضر لقاء الملك مع الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس في واشنطن في أبريل 2008، مشددا على أن العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في العراق هو «أولوية استراتيجية للملك ولحكومته».

ورأت بعض البرقيات الأمريكية أن مسؤولي وزارة الخارجية السعودية كانوا معتدلين في عدائهم لإيران، وحذرين في الوقت نفسه، لكن التطرف كان يأتي من العائلة المالكة على أعلى المستويات.

ونقلت «الـجارديان» عن بعض البرقيات الأمريكية تعابير سلبية صدرت عن حكام عرب بحق الرئيس الإيراني، من بينهم الملك السعودي، قالوها لدبلوماسيين أمريكيين، منها: «في النهاية، لا يمكن الوثوق بهم»، على حد تعبير الملك عبد الله.

ولا يقتصر هجوم الملك السعودي على إيران، فقد وصف وصف رئيس وزراء العراق نوري المالكي بأنه «عميل إيراني». وقالت الوثائق إن الملك عبد الله «دائما ما ينطق بأقوال جارحة تتعلق بحاكمي العراق وباكستان». وذكرت أنه خاطب أحد المسؤولين العراقيين بقوله: «أنت والعراق في صميم قلبي، لكن لا مكان لنوري المالكي في داخله. لا أثق به. إنه عميل إيراني أدخل النفوذ الإيراني إلى العراق».

كما أن ملك السعودية- بحسب «الـجارديان»- وصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بأنه «أكبر عقبة على طريق تطور بلاده، وعندما يكون الرأس عفنا يؤثر على سائر أعضاء الجسد».

وفي رسائل أخرى، حذر مسؤول سعودي من أن الدول العربية في الخليج قد تلجأ إلى إنتاج أسلحة نووية بنفسها، أو قد تسمح بنشرها على أراضيها بهدف ردع إيران وتهديدها.

ومن بين أبرز ما نشر في وثائق، أن السعودية حافظت على مركزها كممول رئيس لتنظيم القاعدة، في حين اعتبرت قطر التي تحتضن قواعد أمريكية كبرى في الخليج ، «الأسوأ في المنطقة من حيث مكافحتها للإرهاب».

وفي البحرين، طالب الملك حمد بن عيسى آل خليفة- بحسب «الـجارديان»- باتخاذ إجراء «يضع حدا لبرنامج إيران النووي بكل الوسائل اللازمة».

وخاطب رئيس مجلس الأعيان الاردني، زيد الرفاعي، مسؤولا أمريكيا كبيرا بالقول: «اضربوا إيران أو عيشوا تحت ظل قنبلة إيرانية. العقوبات والترغيب والحوافز لن تجدي».

وفي أبوظبي، أشار ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد إلى ضرورة ضرب إيران «الآن وليس غدا».

وبحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، ذكرت برقية يعود تاريخها إلى مايو 2005، أن الشيخ محمد بن زايد حث أحد الجنرالات الأمريكيين عن استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية.

وتورد «لوس أنجلوس تايمز» اقتباسا للشيخ محمد من إحدى البرقيات التي يعود تاريخها إلى عام 2006 يقول فيه «أعتقد أن هذا الرجل سيأخذنا إلى الحرب. إنها مسألة وقت. شخصيا، لا أستطيع المجازفة مع شخص مثل أحمدي نجاد. إنه صغير العمر وعدواني».

وفي برقية عام 2009، قال محمد بن زايد لوفد أمريكي «نحن نعلم أن أولويتكم الأولى هي القاعدة، ولكن لا تنسوا إيران. القاعدة لن تحصل على قنبلة نووية».

كما أن برقية أخرى تستغرب أن الإمارات ورغم حثها على ضرب إيران، لم تصغ لطلب الولايات المتحدة بتفتيش السفن الإيرانية المثيرة للشكوك التي تجوب البحر جيئة وذهابا بالقرب من شواطئها. إلا أن البرقية تعود لتربط التوجه الإماراتي مؤخرا لزيادة تسليح جيشها بالتخوف من إيران.

وتظهر البرقيات قلق إسرائيل وحرصها على المضي وحدها ضد إيران. وفي هذا المجال، قدر وزير الدفاع إيهود باراك، في يونيو 2009، وجود هامش يتراوح بين 6 أشهر و18 شهرا من أجل وقف إيران مشروعها لحيازة سلاح نووي، وبعدها «يفوت الأوان، وسوف يؤدي حصول ذلك إلى أضرار جانبية غير مقبولة».

وجاء في برقية من تل أبيب أن الإسرائيليين يقولون: «إذا واصل الإيرانيون حماية مواقعهم النووية وتعزيزها، فسيصعب علينا استهدافها وإلحاق الضرر بها»، داعين، في نوفمبر 2009، إلى الإسراع في ضرب الجمهورية الإسلامية.

وفيما نقلت البعثة الدبلوماسية الأمريكية لدى إسرائيل مواقف متضاربة حيال الخطوات العسكرية المحتملة، فإن برقية تحدثت عن أن سلاح الجو الإسرائيلي بات أكثر ميلا من أي وقت مضى نحو توجيه ضربة عسكرية «سواء إسرائيلية أو منا نحن (الأمريكيين)، كوسيلة وحيدة لتدمير أو لتاجيل الخطط الإيرانية».

وأضافت أن الاستعدادات الحربية الإسرائيلية «قد تمضي قدما حتى من دون علم الحلفاء والخصوم».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها ويكيليكس تكشف أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يعتقد أن أي ضربة عسكرية ضد إيران لن تؤخر سعيها للحصول على قنبلة نووية إلا لما بين عام وثلاثة أعوام.

وقبل نشر الوثائق عقد مؤسس الموقع جوليان أسانج مؤتمرا صحفيا عبر الفيديو مع الصحفيين في العاصمة الأردنية عمان أكد فيه أن «المواد المزمع نشرها تغطي أساسا كل قضية رئيسية في كل دولة في العالم» وأنها ستضم كذلك «تقارير استثنائية من كل الدول العربية».

وكشف أنه سيتم نشر أكثر من 250 ألف رسالة سرية أرسلها دبلوماسيون أمريكيون من سفارات الولايات المتحدة حول العالم إلى وزارة الخارجية في واشنطن، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة قامت خلال الأسبوع الماضي أو نحوه بتحركات في محاولة لإحباط التأثير الذي يمكن أن تسببه» هذه الوثائق.