أكدت مصادر سياسية إسرائيلية، الأحد، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة التى تهدف إلى بلورة وثيقة التفاهمات التى تسمح بتجميد أعمال البناء فى المستوطنات مجددا وصلت إلى «طريق مسدود»، وقالت إن وضع هذه التفاهمات أصبح مجمدا.
كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قد كشفت عن تعثر المباحثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول تجميد البناء فى المستوطنات بسبب عدة بنود أساسية لم يتم التفاهم عليها والتوصل إلى نتيجة نهائية حولها.
وكانت الإدارة الأمريكية قدمت قبل نحو أسبوعين عرضاً سخياً لحكومة الاحتلال تضمن مساعدات اقتصادية وسياسية وعسكرية مقابل القبول بتجميد البناء فى مستوطنات الضفة الغربية لمدة 3 أشهر غير قابلة للتجديد بهدف إعادة إطلاق المحادثات مع الفلسطينيين.
وتعهدت الولايات المتحدة على لسان عدد من مسؤوليها بتقديم ضمانات أمنية كتابية لـ«إسرائيل» إذا كان هذا سيساعد على استئناف محادثات التسوية المتعثرة بالشرق الأوسط.
وفى غضون ذلك، كشف مدير قسم الخرائط، خبير الاستيطان فى جمعية الدراسات العربية التابعة لبيت الشرق فى القدس المحتلة خليل تفكجى، عن مخطط إسرائيلى جديد لإقامة 625 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنة بسغات زئيف المقامة على أراضى حزمة وبيت حنينا اللتين صودرت أراضيهما عام 1980.ويهدف المشروع الاستيطانى إلى توسيع المستوطنة المذكورة وبناء حى استيطانى جديد. وأضاف تفكجى: «يبدو أن الجانب الإسرائيلى اتخذ قرارا سريعا بتوسيع المستوطنات المقامة فى القدس المحتلة على اعتبار أنها ذات أفضلية قومية، ما يعنى المزيد من الاستيطان وشق الطرق وإقامة السكك الحديدية».
من جهة أخرى، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى دمشق، إن الحركة تواجه تحديات ضخمة فى الضفة الغربية كقوة ضد إسرائيل. وأضاف مشعل فى مؤتمر بالعاصمة السورية إن النضال المسلح له قبول كبير بين السكان فى الأراضى المحتلة حيث توسع حركة فتح المنافسة نفوذها منذ الاقتتال مع حماس فى 2007.
وأكد أن «المقاومة تواجه تحديات ضخمة خاصة فى الضفة الغربية»، وقال: «وبدون تغيير المشهد فى الضفة بانطلاق المقاومة فى وجه الاحتلال والاستيطان الإسرائيلى فثوابتنا عرضة للزوال والتدمير». وأكد مشعل أن المقاومة المسلحة فقط ستحافظ على القضية الفلسطينية حية رغم المساعدات الغربية للرئيس محمود عباس وقواته.
وأوضح مشعل أنه لا يتحدث عن اتفاق تجارى أو تحقيق أرباح وأن رأس المال الوحيد للفلسطينيين هو الأرض والهوية والكرامة.وأضاف أنه عندما يكون هناك اختلال فى القوى بين إسرائيل والفلسطينيين فإن المفاوضات تصبح عملية إهانة يومية. مشيراً إلى أن «هذا الشعب الفلسطينى لا ترشوه أموال سلام فياض ولا قمع أجهزة دايتون» فى إشارة إلى اللفتنانت جنرال كيث دايتون، المنسق الأمريكى للأمن بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الذى يشرف على تدريب 8 آلاف عضو فى جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية.
وفى غضون ذلك، دعا الرئيس الألمانى، كريستيان فولف، فى مستهل زيارته لإسرائيل، إلى استئناف مباحثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التى تعثرت بسبب الخلاف حول بناء المستوطنات فى الضفة الغربية.
وقال الرئيس الألمانى قبيل اجتماعه بالرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز إنه لا يرى أى بديل للحل على أساس دولتين متجاورتين من خلال دولة فلسطينية تتمتع بمقومات الحياة على المدى الطويل بجانب دولة إسرائيل، مؤكدا فى الوقت نفسه ضرورة توثيق العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
أمنيا، أصيب 4 عمال فلسطينيين بينهم فتى برصاص الجيش الإسرائيلى قرب حاجز إيريز شمال بيت حانون بشمال قطاع غزة، بينما تجددت الاشتباكات والمواجهات بين قوات الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين ضد الجدار العازل فى الضفة.