أجلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الأحد، إعادة محاكمة 156 متهما، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة كرداسة»، إلى 10 يوليو المقبل، لاستكمال سماع شهود الإثبات.
وقال شاهد الإثبات الثاني إنه كان مسؤولا عن تأمين القسم من الخارج، وفوجئوا بعدد كبير من المتظاهرين، فطلب منه القاضي تحديد رقم، فرد بأن عددهم كان كبيرا، فقال القاضي: «أنا بكلم ضابط ولابد أن تحدد رقما تقريبيا لأعداد المتجمهرين»، فرد أنهم أكثر من 2000 شخص.
وتابع الشاهد: «عندما اقتحم المتجمهرون المركز، تمكن من التسلل لسيارة ترحيلات، ثم أخذ يتنقل حتى وصل لسيارته الخاصة، واتصل بأحد أصدقائه من سكان مركز كرداسة، وجاء له وأخفاني داخل منزله حتى آخر النهار.
واستمعت هيئة المحكمة لشاهد الإثبات الثالث، الذي أكد أنه كان ضابط نبطشي بقسم كرداسة وقت الأحداث، وأنه مقيم بالقرب منه، موضحا أنه تلقى اتصالا يوم الواقعة في الثامنة صباحًا من أمين شرطة زميل له، أخبره بالحضور إلى القسم، قائلا له: «النهاردة فض رابعة والنهضة».
وأضاف الشاهد أنه عقب نزوله من منزله سمع صوتا لم يحدد مصدره يقول «حي على الجهاد إلى مركز شرطة كرداسة»، وبمجرد وصوله للقسم أبلغ اللواء محمد عبدالمنعم جبر، مأمور القسم، واللواء مصطفى الخطيب، مدير البحث الجنائي، بذلك، فرد عليه الأخير قائلا: «دول شوية عيال ومش هيحصل حاجة»، وبعد ذلك تجمهر أكثر من 2000 شخص أمام القسم، وكانوا يهتفون بهتافات مناهضة لوزارة الداخلية ويحملون أسلحة نارية.
وتابع: «ظهر ذلك اليوم اقتحم المتجمهرون مكتب نائب المأمور الشهيد عامر عبدالمقصود، وبعدها سمع دوي انفجار، وعلم بعد ذلك أن الانفجار نتيجة إطلاق قذيفة آر بي جي على سور القسم، وأطلقوا قذيفة أخرى تجاه سيارة الترحيلات المتواجدة أمام القسم.
وأكد أن محمد نصر غزلان، المتهم الأول، كان مسجونا وحصل على عفو رئاسي في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعد الإفراج عنه، استولى على بعض أراضي الدولة، وكان قائما على مشروع تدوير القمامة، بدعم من مجلس مدينة كراسة.
وقال شاهد الإثبات الرابع، إنه كان يعمل ضابط أمن مركزي بقوة تأمين القسم، وكان متواجدا وقت اقتحامه، حيث رأى تجمهرا لعدد من الأشخاص بمحيط القسم في الفترة من الساعة الثامنة إلى العاشرة صباحا، قبل أن تتطور الأمور في ظهر ذلك اليوم، حيث زادت الأعداد بشكل كبير وبدأوا بإطلاق الرصاص الحي صوب المجندين بالقسم، وأضرموا النيران في عدد من إطارات السيارات.
وأضاف الشاهد أن المتجمهرين وجهوا السباب والشتائم للقوات المتمركزة أمام القسم وداخله، ومع الوقت ازداد الوضع صعوبة، حيث ألقوا بزجاجات المولوتوف وقذيفة آر بي جي على مبنى القسم، ونجحوا في اقتحامه، وتولت مجموعة منهم جذب القوات واقتيادها بالقوة لخارج القسم، والاعتداء عليهم بالضرب، مشيرا إلى أنه فقد الوعي نتيجة ضربه بآلة حديدية.