المركز القومى للرجل يحتج!!

طارق الشناوي الأحد 26-06-2016 21:24

يوجد مركز قومى للمرأة يرصد ويشجب ما تفعله الدراما بهن فى رمضان، ما رأيكم لو تم إنشاء مركز قومى للرجل، ألن يجد القاتل والقواد والمدمن رجلا وبنسبة أكبر، إنها أحادية النظرة التى كثيرا ما ندفع ثمنها فى الفن وفى الحياة.

كم مرة قدمنا أعمالا درامية عن هدى شعراوى؟ الحصيلة صفر، كم مرة قدمنا أعمالا عن أشهر قاتلتين فى تاريخنا المعاصر (ريا وسكينة)؟ تكتشف ثلاثة أفلام ومسلسلا تليفزيونيا ومسرحية ومسلسلا إذاعيا، جميعها حققت إيرادات ضخمة ولا تزال تحقق درجة كثافة مشاهدة عالية، ولا تستبعد أن تظل قصتهما ملهمة للعديد من الكتاب، يكفى أن أذكركم بأن نجيب محفوظ هو الذى كتب القصة السينمائية لفيلم (ريا وسكينة) أخرجه صلاح أبوسيف عام 53، كما أن أديب نوبل استلهم حياة السفاح محمود أمين وقدمه باسم سعيد مهران فى روايته الشهيرة (اللص والكلاب)، الشر دائما ملهم ويشعل طاقة الإبداع أكثر من الخير.

مرة سألت المخرج الكبير حسن الإمام الذى قدم على الشاشة حياة أشهر الراقصات مثل بديعة مصابنى وببا عز الدين وامتثال زكى، أين هدى شعراوى وسيزا نبراوى وصفية زغلول من خريطتك السينمائية؟

أجابنى هل فى حياتهن رقصة أو غنوة أو نكتة، على عينى وراسى هؤلاء السيدات العظيمات ولكن حياتهن لا تجذب الجمهور.

نعم هناك فارق بين القيمة الأدبية والقيمة الدرامية، الأعمال الفنية يعنيها أولا القيمة الدرامية، وهو ما لم تُشر إليه المراكز القومية المتخصصة للأمومة والطفولة والمركز القومى للمرأة، الذين أصدروا قبل أيام بيانات الغضب، المجلس القومى للمرأة يدين مثلا كما جاء فى البيان عددا من الأعمال الفنية تبدأ بجريمة وعنف وتعاطى مخدرات وخيانة ناهيك عن الألفاظ المستخدمة، كما أنه يرى أن هناك تشويها متعمدا لصورة المرأة فى الدراما كما حذر من برامج المقالب.

نظريا (كلام جميل وكلام معقول مااقدرش أقول حاجة عنه)، فهو يلقى صدى طيبا لدى الرأى العام، المجلس يعبر بالتأكيد عن قناعاته الخاصة فهو يرى بزاوية محددة تنحصر فى صورة المرأة على الشاشة، وكأن الرجل مكتوب على وشه فقط الإجرام، لو حذفنا الجريمة والشر فلن نجد أساسا أعمالا فنية، حتى تلك الدينية تتضمن جرائم قتل واغتصاب، فى العالم كله تتعدد المنظمات والجمعيات التى ترى أن هناك ما يهدد البيئة فتعلن احتجاجها، لدينا مثلا فيلم (تيتانيك) لم يشفع له نجاحه المادى فهو يعد الأكثر تحقيقا للإيرادات طوال تاريخ السينما كما أنه أدبيا توج برقم استثنائى 12 جائزة أوسكار إلا أنه تلقى سيلا من الغضب من منظمات مكافحة التدخين التى أصدرت بيانا ضده، رغم أن أحداث الفيلم الواقعية كانت تجرى عام 1912 وفى تلك السنوات كان يُنظر لتدخين السجائر بأنها تفيد الصحة وتعبر أيضا عن المكانة الطبقية الرفيعة تبعا لنوع التبغ.

التدخين والتعاطى والعنف والانفلات اللفظى والحركى جزء من الحياة، لا يمكن أن تختفى عن الشاشة، الفضائيات وقبلها الصحافة متهمة بالترويج للجريمة رغم أن العنف كامن فى النفس البشرية، وكأن قابيل قتل هابيل بعد أن شاهد محمد رمضان فى (الأسطورة)، أما صورة المرأة التى يقول عنها المركز القومى إنها صارت سلعة مشوهة، فهل ستُصبح فوق مستوى الشبهات لو أصدرنا قرارا بمصادرة مسلسل يسرا (فوق مستوى الشبهات).

(خارج النص)

■ قالوا إنه ولى من أولياء الله الصالحين، لو لم يكن د. مجدى يعقوب وليا فمن يكون الأولياء إذن، قالوا إن الجنة فى انتظاره بعد عمر طويل، لو لم تكن الجنة للقديس مجدى يعقوب فلمن تكون أذن!!

■ بيومى فؤاد تواجد بناء على طلب الجماهير، أنه فى رمضان زعيم الأغلبية على شاشة التليفزيون، وسوف تكتشف أنه أيضا فى شوال عند عرض أفلام العيد لا يزال الزعيم حيث إن له ثلاثة أفلام، إنها ديمقراطية قانون العرض والطلب فلماذا تتعجبون وتتساءلون فى جنون عن بيومى فؤاد ومن يكون.

■ علا غانم.. علا غانم.. علا غانم.. فين سمعت الاسم ده!!

■ هل اختفى كبار الكُتاب والمخرجين عن شاشة التليفزيون لأن أولا هناك مؤامرة حيكت ضدهم، أم، ثانيا لأنهم لم يلاحقوا تغير قانون الشاشة الصغيرة، اختر الإجابة الصحيحة؟ مع الأسف ثانيا.

■ باسم سمرة قرر أن يهرج وأحمد رزق قرر أن يلعبها بجد، لا باسم كان مضحكا ولا رزق كان مؤثرا، وضاع المزاج فى مسلسل (الكيف)!!

■ لوسى طالبت بحذف اسمها من تترات المسلسل لأنهم وضعوه فى مكانة غير لائقة، هل كان أساسا هناك مسلسل لائق أو غير لائق!!

tarekelshinnawi@yahoo.com