أولياء الفيوم: البركة تملأ «مصر الصغرى»

كتب: محمد فرغلى الأحد 26-06-2016 10:37

تنتشر مقامات وأضرحة أولياء الصالحين بمدن وقرى وعزب الفيوم، منهم المعروف، والمشهور، والأشهر بين الأهالى، تقام للعديد منهم الموالد كل عام تمتد لأيام، يقصد زيارتهم كثير من الناس، منهم من يعانى مرض فيدعو بجوار الضريح، وينذر نذراً إذا ما شفى منه، خاصة النساء اللائى يقصدن زيارة الأضرحة، إما لـ«فك عقدة» أو لـ«الخِلفة»، لمن لم تُرزق بالأولاد، فيما يزور أضرحة الأولياء أعداد من المتصوفين الذين يداومون على زيارتهم لخدمة مقاماتهم، وتجد أضرحة لمشايخ مدفون بجوارها خدامها، على سبيل المثال مقام الشيخ جويد بمدينة طامية المدفون بجواره خادمه الشيخ عبدالمقصود، ويعتبر الشيخ على الروبى أشهر ضريح على مستوى المحافظة ويوجد بمدينة الفيوم وهو ملحق بمسجد عليه اسم الشيخ ويقصده منذ زمن بعيد أسر توارثت زيارته عن الآباء والأجداد، كما يقصده العديد من أهالى المحافظة للنذر والدعاء بجواره، خاصة كثيرًا من النساء صاحبات الحاجة ممن لم يُرزقن بالأولاد فيذهبن إليه للنذر عند قضاء حاجتهن، كما يقصده شباب ورجال غالبيتهم من المنتمين للطرق الصوفية، منهم من يخدم الضريح ومنهم من يجد فى الجلوس بجواره راحة نفسية وفق قول محمد على عبدالمنعم، سائق تاكسى، يذهب من حين لآخر للجلوس بجوار سيدى على الروبى، حسب قوله.

ومسجد الروبى بناه السلطان برقوق عام 893 هجرية تكريمًا للشيخ على الروبى الذى استوطن الفيوم، وولد فى القرن الثامن من الهجرة فى العهد الأول للسلطان الناصر محمد بن المنصور وكان يمتد نسبه إلى العباس، عم الرسول صلى الله عليه وسلم. ضريح الشيخ على الروبى يوجد داخل غرفة من الخشب، تم تصميمها على الطراز الإسلامى أمامها ساحة كبيرة ملحقة بالمسجد الذى سمى باسمه. شعبان السيد على، أحد الموالين على زيارة الشيخ على الروبى، يجد فى زيارته راحة نفسية حسب قوله، مؤكداً أن كثيرًا من الأهالى يقصدون زيارة الضريح لمعاناتهم من أمراض أملًا فى الشفاء والفرج، لافتًا إلى أن كل فئات المجتمع تقصده، فلا يقتصر الأمر على فئة معينة تداوم على زيارته، بل الغنى والفقير والمتعلم والأمى، كثير من الأهالى يداومون على زيارة ضريح الشيخ الروبى ويتصدق بجوار المقام غالبيتهم ومنهم من يقوم بتوزيع النقود والأغذية على المحتاجين.

وتنتشر أضرحة ومقامات أولياء الله الصالحين فى كثير من أنحاء المحافظة، منها داخل مدينة الفيوم الشيخة مريم والنافع والشيخ المغربى فى قرية بنى صالح، وفى مركز أبشواى ضريح الشيخ الصايم والعجماوى، وفى سنورس الشيخ وعيد، وفى طامية الشيخ البديوى الذى يقام له مولد كبير سنوياً، كما هو الحال للشيخ عبدالله فرج بقرية الروضة الذى يقام مولده على مدار 3 ليالٍ كل عام بنهاية شهر إبريل، حيث يحضره مشايخ الطرق الصوفية وتقام فيه الموائد وحلقات الذكر، كذلك الشيخ الفرقصى والشيخ عبدالتواب بقرية فرقص والشيخ عبده بعزبة النقطة.

زيارة الأضرحة والمقامات تعتبرها بعض الأسر عادة يجب أن يقوموا بزيارتها، توارثوها عن الآباء والأجداد ويجدون فى ذلك راحة نفسية، وفق ما يؤكده ممدوح إبراهيم، العامل بأحد مصانع كوم أوشيم، حيث يداوم على زيارة مقام الشيخ على الروبى من حين لآخر، مؤكدًا أنه يذهب لزيارته وزوجته وولديه بعدما كان يذهب مع والده فى الماضى عندما كان يصطحبه وأخته وأمه لزيارة سيدى على الروبى، مؤكداً أن الزيارة عادة يجدون فيها راحة نفسية ولا يأتى بأفعال تخالف الشرع، فقط هو يرى أن الشيخ على الروبى من أولياء الله الصالحين.

خالد فرج يداوم على حضور مولد الشيخ عبدالله فرج بقريته الروضة، حيث يشارك لياليه مع مريديه مؤكدًا أن مذاق الفتة المصنوعة من الأرز واللحم البلدى فى مولد الشيخ عبدالله لا مثيل لها فى لذتها وخصوصية طعمها، يضيف: أعيش حالة من الراحة عند الجلوس بين مقيمى حلقات الذكر، أستمتع فى المشاركة فيها بترديد الأدعية والسماع للمادحين الذين يتناوبون طيلة ليالى الاحتفال بمولده، مؤكداً أنه دائم المشاركة فيه طيلة لياليه المقامة فيها الاحتفالات. وينتظر كثير من الأهالى احتفالات الموالد التى تقام بجوار أضرحة المشايخ، حيث يجدون المتعة فى المشاركة بهذه الاحتفالات التى تختلف عن كل الاحتفالات العادية التى تقام لمناسبات الأفراح وغيرها، لكنْ لاحتفالات الموالد أناس يشعرون براحة نفسية فى المشاركة فيها ويعيشون حالة روحانية لا يجدونها فى غيرها.

الشيخ زايد الروضى الذى يداوم على المشاركة فى احتفالات موالد أولياء الله الصالحين، يشعر بالبهجة عندما يشاهد المراجيح وأصحاب الألعاب النارية يتوافدون للفرش بجوار ضريح الشيخ وتبدأ الاحتفالات بالليلة الكبيرة لكل شيخ مع انتشار حلقات الذكر والمديح التى يتوافد إليها المريدون من كل مكان، بحسب قوله، مؤكدًا أن الاحتفال بالمولد هو متعته التى يجد فيها راحة نفسية تأخذه بعيدًا عن المشاكل النفسية التى تسيطر على الكثير من الناس.