«الشبكة الاجتماعية» يكشف خبايا تأسيس «فيس بوك»

كتب: ريهام جودة الإثنين 29-11-2010 00:24

ماذا يحدث حين تمتزج الخبرة التكنولوجية بنظيرتها فى عالم البيزنس؟.. بالتأكيد يسفر ذلك عن مشروع اقتصادى وتقنى مدهش ومربح، فى عالم أصبحت الإنترنت والتواصل خلاله بين الأفراد فى أى مكان فى العالم سمة العصر وضرورة ملحة، وفى الوقت الذى يدلف فيه ملايين الأشخاص يوميا عبر موقع الـ«فيس بوك» للتعارف والصداقة وتبادل المعلومات بشكل سريع، فإن الفيلم الأمريكى The social network يتعرض لتأسيس ذلك الموقع، وما أحدثه من هزة وحراك فى عالم التواصل الإلكترونى.

حقق الفيلم أكثر من 79 مليون دولار منذ عرضه فى الولايات المتحدة قبل 5 أسابيع حتى الآن، ووصلت إيراداته الإجمالية فى العالم إلى 112 مليوناً، فى حين تكلف 50 مليوناً.

الفيلم الذى يعرض فى مصر حاليا أخرجه «ديفيد فينشر»، ويلعب بطولته مجموعة من شباب الممثلين فى هوليوود منهم «جيسى إيزنبيرج» فى دور «مارك زوكربيرج» مؤسس الـ«فيس بوك»، والمطرب «جاستن تمبرلاك»، و«أندرو جارفيلد»، إلى جانب «بريندا سونج»، و«أرمى هامر» و«ماكس مينجيلا» و«رونى مارا»، وكتب له السيناريو «أرون سوركين» عن كتاب «مليارديرات بالصدفة»، الذى نشره الكاتب «بن مزريتش» عام 2009، ولم يقدم الفيلم بالتعاون مع أو تحت إشراف أى من أسرة موقع الـ«فيس بوك» أو العاملين فيه، وعلى رأسهم بالطبع صاحبه «مارك زوكربيرج».

فى عام 2003 فكر «مارك زوكربيرج» الطالب فى جامعة «هارفارد» الأمريكية فى إطلاق موقع على شبكة الإنترنت يتيح التواصل والتواعد مع طالبات الجامعة بعد انفصاله عن صديقته «إريكا ألبرايت»، وبالفعل أسس «زوكربيرج» صفحة «FaceMash»، التى خصصها لزملائه فى الجامعة، وحمل عليها عشرات الصور والأسماء لزميلاته فى الجامعة ليختار زملاؤه الشباب من بين كل صورتين أكثر الفتيات جاذبية، وذلك بمساعدة زميله وصديقه «إدوارد سافيرن»، ونجحت الصفحة كثيرا رغم إثارتها غضب زميلاته، لكن الإقبال عليها تسبب فى تعطيل شبكة الجامعة، ما أدى إلى معاقبة إدارة الجامعة له بحرمانه من الاختبارات الأكاديمية بالكلية لمدة 6 شهر، ولفت نجاح «زوكربيرج» زميليه التوءم «كاميرون وتيلور وينكيلوفس» بطلى التجديف بالجامعة، اللذين وظفاه لديهما كمبرمج لموقعهما الإلكترونى، بدعم من شريكهما رجل الأعمال «ديفيا نارنديا».

كان طموح «زوكربيرج» أكبر بكثير من ذلك، وحين طرح فكرة تأسيس موقع باسم الـ«فيس بوك» على صديقه «إدوارد سافيرن»، وأن يوسع فكرة التواصل عبر الإنترنت، وأن يتاح لزواره تبادل المعلومات الاجتماعية والشخصية والصور الخاصة والأفكار المعنية بالتواصل والتعارف، تحمس «إدوارد» لمساعدة صديقه، ووافق على تزويده بآلاف الدولارات لتنفيذ الفكرة، حيث حمل الرابط على موقع «Phoenix S-K final club»، لكن «زوكربيرج» واجه اتهاما من الأخوين «وينكيلوفس» بسرقة فكرة موقعهما، وهددا بمقاضاته، إلا أنه أكد لهما إمكانية تسوية الأمر كأبناء لجامعة «هارفارد» دون الدخول فى صراعات قضائية، ودفع نجاح الموقع «زوكربيرج» إلى توسيع دائرة رواده، ليكون خارج نطاق الجامعة، بمده على مستويات جامعات أخرى، وشيئا فشيئا أصبح الموقع عالميا، ونافس أكبر المواقع وعلى رأسها «My space»، وتحول «زوكربيرج» إلى أصغر وأشهر ملياردير فى العالم، وصاحب موقع يعد ظاهرة وطفرة فى تاريخ الإنترنت، حيث تكالبت الشركات للإعلان عن منتجاتها ومبيعاتها على الموقع، كما تتنافس العديد من المواقع لوضع روابط لها عليه، ولا يزال حتى الآن أكثر المواقع جاذبية للتعارف عبر الشبكة العنكبوتية.

حرص مخرج الفيلم «ديفيد فينشر» على اختيار وجوه طازجة وغير منتشرة فى الأفلام فى الفترة الأخيرة، خاصة بطل الفيلم «جيسى إيزنبيرج»، الذى جسد شخصية «زوكربيرج»، وقال «زوكربيرج» : قدمت العديد من الأدوار قبل الفيلم، لكن تلك الشخصية تمثل خصوصية وتحدياً كبيراً بالنسبة لى، وشعرت براحة كبيرة وأنا أجسدها وبكثير من الحيوية والإثارة أيضا.

صور الفيلم فى أكتوبر 2009، فى جامعتى «فيليبس» و«ميلتون»، ولم توافق إدارة جامعة «هارفارد» التى دارت بها الأحداث الحقيقية على تصوير الفيلم داخلها، وهو القرار الذى تطبقه إدارة الجامعة منذ 40 عاما، حين صور فيلم «قصة حب» بها عام 1970، وسبب العاملون فى تصويره وكاست الفيلم أضرارا مادية بالغة بمنشآت الجامعة ومحتوياتها، على حد تأكيد الإدارة، واستخدم «فينشر» كاميرا «Red One» فى تصوير الفيلم ديجتال، بمعدل وضوح «4K».