شهدت اللجان الانتخابية فى دائرتى «عابدين والموسكى» و«باب الشعرية والموسكى» بالقاهرة إقبالاً ضعيفاً مع بدء عملية التصويت فى الثامنة صباحاً، وشكا مرشحو أحزاب المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين والمستقلون من دخول مندوبيهم الذين يحملون التوكيلات العامة والخاصة إلى اللجان، ووصف مرشحو الحزب الوطنى إجراءات مراجعة توكيلات مندوبيهم بأنها كانت معقدة وروتينية.
وكشفت جولة «المصرى اليوم» فى دائرة «عابدين» عن وجود دعاية مكثفة بين لافتات وملصقات لصالح مرشحى الحزب الوطنى وحزب التجمع بجوار مدارس «جمال عبدالناصر» و«فتحية بهيج» و«الجمعية الشرعية بالسقايين».
ورصدت «المصرى اليوم» عدم تجاوز الأصوات فى صناديق 62، 63، 64، 65، 66، بمدارس جمال عبدالناصر 150 صوتاً حتى الواحدة ظهراً، وشهدت مدرسة «فتحية بهيج» بوسط القاهرة مشادات بين أنصار «جمال حنفى»، نائب الإخوان الحالى على مقعد الفئات بالدائرة، ومرشحها على نفس المقعد، مع أنصار حسين أشرف، أمين حزب التجمع بالقاهرة ومرشح الحزب على المقعد نفسه، وذلك أثناء الهتاف لمرشحيهما بعد منع المندوبين من دخول اللجان.
وأعرب حسين أشرف فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» عن مخاوفه من حدوث تسويد للبطاقات لصالح مرشح الحزب الوطنى «طلعت القواس»، محذراً من التلاعب بإرادة الناخبين الذين وثقوا فيه ومنحوه أصواتهم.
وقال حازم بغدادى، أمين التنظيم بالحزب الوطنى فى قسم عابدين، إن خلافاً كبيراً حدث بين محسن فوزى، مرشح الحزب على مقعد العمال، وسلامة عبدالجواد، عضو المجلس المحلى بحى عابدين، بسبب دعوة الأخير للناخبين إلى التصويت لصالح رجب هلال حميدة، سكرتير عام حزب الغد، ومرشح الحزب على مقعد العمال بالدائرة.
ووقعت مشاجرة بين الإخوان وأجهزة الأمن أمام مدرسة «نوبار»، بعد أن ردد أنصار مرشح الإخوان جمال حنفى هتافات «الإسلام هو الحل.. شرع الله عز وجل»، وطلب منهم أحد قيادات الشرطة عدم استخدام شعارات دينية لكنهم رفضوا ونشبت بينهم مشاجرة سقط على إثرها عدد من المصابين.
وفى باب الشعرية، قال إسماعيل محمد إسماعيل، نائب رئيس حزب الغد، جبهة موسى مصطفى موسى، مرشح الحزب على مقعد الفئات بالدائرة، إنه شاهد الصناديق 95، 96، 97، فى مدرسة «الرويعى» مغلقة بـ«الاستيكر» حتى الواحدة ظهراً، وإنه قدم بلاغاً إلى رئيس اللجنة الفرعية لفتح الصناديق، خاصة أن اللجنة تم فتحها فى التاسعة صباحاً.
وأضاف إسماعيل أن الصندوقين رقمى 98 و99 فى المدرسة نفسها تم تسويد عدد كبير من البطاقات فيهما لصالح المهندس صلاح زكى، أمين الحزب الوطنى السابق فى الموسكى، المرشح على مقعد الفئات، لافتاً إلى أن الأمر نفسه تكرر فى مدرستى «الصحة» و«فاطمة الزهراء».
واتهمت سميرة أحمد، مرشحة حزب الوفد فى الدائرة، أجهزة الأمن بمنع دخول مندوبيها مدرسة «الرويعى» واشتبك أنصار صلاح زكى مع أنصارها ووصفت الانتخابات بأنها حرب بين المرشحين، وقالت: «لم أكن أحسبها هكذا، أنا نازلة لخدمة الناس، وبصراحة ما حدث اليوم مهزلة ومفاجأة». ورصدت «المصرى اليوم» استخدام أنصار المرشحين صلاح عبدالواحد، وياسر عيسى، وصلاح زكى، مكبرات الصوت خارج اللجان لحث الناخبين على التصويت لهم، بالمخالفة لقانون الانتخابات الذى يقضى بانتهاء فترة الدعاية السبت.
وقال الدكتور محمد الغمرى، أمين الحزب الوطنى بالقاهرة: إن إجراءات الأمن مع مندوبى الوطنى كانت روتينية ومعقدة للغاية حيث طلبت من كل مندوب أصل البطاقة الشخصية مع التوكيل واشترطت وضوح الأختام على التوكيلات.
وأضاف الغمرى فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «الوطنى يعامل كأى حزب آخر فى الانتخابات والمشكلة الحقيقية والتجاوزات تحدث من جانب المرشحين غير الشرعيين».
وأوضح الغمرى أن غرفة العمليات المركزية فى الأمانة العامة تتابع عملية التصويت فى مختلف اللجان، محذراً مرشحى الوطنى من مساندة المستقلين والمعارضة، بعد أن ترددت أنباء عن قيام إبراهيم العبودى، مرشح الحزب على مقعد العمال بدائرة «الظاهر والأزبكية»، بمساندة نبيه البهى، محاميه الخاص، المرشح المستقل على مقعد الفئات، أمام مرشح الحزب خالد الأسيوطى، بالدائرة نفسها، وأضاف: «الأمر تكرر فى باب الشعرية بين صلاح زكى ومحمد عبدالنبى».