«مؤلف المغني»: المسلسل فكرة المنتج.. و«القاضي» شخصية واقعية

كتب: هالة نور الثلاثاء 21-06-2016 17:27

قال المؤلف محمد محمدي، إن فِكرة مسلسل «المغني» من البداية أو التخطيط لعمل مسلسل يجسده الفنان محمد منير هي فكرة المنتج محمد فوزي، لافتًا أن المنتج هو من بدأ في التفكير بها ومن ثم أعطى إشارة البدء.

وأضاف للمصري اليوم، أنه «بالنسبة لشخصية الصحفي عمر القاضي، والفنان محمد عادل وكونهما شخصيات واقعية في حياة منير، يقول المؤلف بالفعل هناك شخصيات واقعية في حياة منير استوقفها خلال كتابتي أنا والمؤلف أحمد محي، في المسلسل وأثرت في حياته وتركوا أثرًا»، لافتًا إلى أن «شخصية عمر القاضي الصحفي الذي يُحب منير ويتخذه قدوة بالفعل هناك من الصحفيين الصغار من قابلوا منير في مراحل حياته بتلك الصورة، وهناك مثل الفنان محمد عادل تقلدوا بالفنان بطريقته من حيث الشكل الخارجي والتقمص بشخصه، والحالتان موجودتان في الواقع، الشخصية الإيجابية من خلال «القاضي» والشخصية غير السوية والتي يجسدها الفنان محمد عادل»، مشيرًا إلى أن «الشخصيتين أحبتا منير ولكن كل على طريقته وبرؤيته».

ولفت إلى أن جمهور منير بالفعل تضايق في أول حلقة عندما شاهدوا شخصية «عادل» بالطريقة السيئة وقالوا: «أنتم بتشبهوا حبنا لمنير بالشكل ده» بينما عندما شاهدوا في بقية الحلقات شخصية «القاضي» إيجابية تفاعلوا معه.

وأوضح أن فكرة التأليف وكتابة القصة والتي قام بها هو وزميله أحمد محيي وكانا طرفًا أصيلاً فيها، قاما قبلها بجلسات طويلة مع الفنان محمد منير، ومناقشة كافة الجوانب ووجهات نظره في المسلسل والرؤية العامة في المواقف المؤثرة في حياته، وبحثًا في الوثائق والمقالات التي كُتبت عنه، وكل ما ارتبط به سواء في الكتب أو في السوشيال ميديا أو في الصحف والكتب.

وأضاف بالفعل بدأنا الكتابة وكان الهدف الأول هو وجدان المغني وليست حياته الشخصية بكل حذافيرها، لافتًا إلى أن ما أٌشيع خطأ أو فهمه البعض أنها سرد لحياة منير الشخصية أو تجسيد له ولكن هذا عار تمامًا من الصحة.

ويقول المؤلف عن انتقاد البعض أن حياة منير مليئة بالشخصيات التي أثرت في حياته وبداياته، وأنه عاش حقبة تاريخية وسياسية هامة في مصر واختزال العمل في قصص حُب وعلاقات لشخصيات غير التي كان ينتظرها محبوه، إنهم قاموا بمعايشة كبيرة مع الفنان محمد منير، لمناقشة وجهات نظره وجلسنا معه جلسات كثيرة لوضع الخطوط العريضة وحتى خلال الكتابة كان هو المصدر الرئيسي، بسبب أن المسلسل يحمل اسمه بالطبع فكان يجب أن يوافق على كل جزئية فيه، لافتًا أنهم قاموا بالبحث والتحري في المواقف المؤثرة في حياته كثيرة.

وعن انتقاد البعض أن المسلسل لم يتعرض لبدايات منير أو من مروا بحياته مثل هاني شنودة، يحيى خليل، أحمد منيب، فؤاد حداد، وكثيرون يقول المؤلف إنه ومحمد محيي، خلال كتابتهما للمسلسل وحتى من خلال منير لم يكن المقصد سرد للشخصيات الحقيقية لمنير ولم نكتب عن شخصيات موجودة في الواقع أو حتى راحلة عن الحياة أو من ساندوه قبل أن يصبح نجمًا فلم نكن مضطرين، لذلك لأنه من الصعب أن نقوم بعمل ذلك بسبب أنه إذا تطرقنا لذلك فبالتأكيد منير سيقوم بعرض أشخاص مروا بحياته، والطبيعي لكل إنسان أن هناك وشخصيات إيجابية وأخرى سلبية، لافتًا إلى أن ذلك كان سيخرجنا من فكرتنا الأصلية للمسلسل وهي «وجدان المغني» والذي يجسده منير وعلاقته بالوطن وآلامه، ولكن البعض وضع سقف غير حقيقي أو حلم بسرد حياة منير وهذا ليس ذنبنا أو هدفنا من البداية.

وأضاف أن ما أردناه شروح معاناة منير أو الفنان والبحث في وجدانه فهي محاكاة لمشاعر منير ومن أثروا في حياته وأصبحوا علامة لا تُمحى ووقفات معينة في حياته فقط، وكل ما تم كتابته أو تقديم مقترحات لفكرة معينة في الكتابة كانت تحت مرأى ومسمع منير وكان «يعزز» عليها بالطبع لأنها تحمل اسمه فهذه مسؤولية كبيرة.

وأضاف أنه حتى في الاسترجاع «الفلاش باك» في الحلقات عرضنا لحظات مؤثرة في حياته سواء في المدرسة، أو علاقته بجدته التي أعطته هدية «الدف» الخاص به وعلاقته بالطفلة الأجنبية الصغيرة التي تعرف عليها في أسوان حيث كانوا صغارًا وأحبها، فكل هذه المواقف شكلت «المغني» وأثرت فيه.

وأشار إلى أن منير له الحق أن يحس ما يريد أو يُعبر عنه ولا نستطيع أن نقل له أحاسيسك لن ننقلها أو نكتبها لأنها مراحل مهمة مؤثرة في حياته مثل الطفلة الصغيرة وحينما قال «أول مرة في كل حاجة بتبقى زي النقش»، لافتًا أن الحُب هو المحرك الأساسي لأي فنان.

وأضاف أنه في مرحلة تهجير النوبيين خاصة في الحلقة الخامسة اتُهمنا بأننا سردنا أحداثًا غير حقيقية وأن النوبيين كانوا غير سعداء كما ظهر عند تهجيرهم ولم يقوموا بالغناء أو لم يكونوا فرحين وقتها، لافتًا أننا لم نسجد شيئًا غير حقيقيًا وأظهرنا معاناة النوبيين في المشهد، ولكن في المقابل كان في الواقع من كانوا منهم فرحون ويتغنون كما ظهر في العمل واعتقدوا أنهم ذاهبون إلى الجنة وسيرون المرافق والطرق، لافتًا أن النوبيون ليسوا جميعًا كانوا باكيين وقت التهجير.

وأوضح أن «هذه كانت وجهة نظر منير في سرد الأحداث بأنهم كانوا قد تم وعدهم بأنهم ذاهبين إلى الجنة وقت التهجير، وأن هناك من النوبيين من رفضوا إثارة صورة عبدالناصر في المشهد معلنين أنه لم يحدث ذلك وأنهم كانوا لا يحبونه بسبب التهجير، ولكن بالفعل كان هناك منهم من كان يحب عبدالناصر لدرجة أن هناك من قاموا بتسمية أبنائهم (جمال) حبُا في عبدالناصر»، لافتًا إلى أن ذلك ليس عيبًا فالاختلافات موجودة فهناك من يحب وهناك من ينتقد أو يكره هذه سنة الحياة، فقمنا بعرض الطرفين المُحب للتهجير والرافض لها والمحب لعبدالناصر والرافض له وأن من يقول غير ذلك فلن يكون منصفًا.

وتابع أنه على مستوى الكتابة عرضنا أيضًا أنه كان هناك صحراء وعقارب، ووضحنا في مشهد الست العجوزة التي يقول لها منير «حرام عليكي بتروحي المسافة دي كلها» لخصنا معاناة النوبين فيها، ولكنها قالت في المقابل «غني يا منير إحنا لما كنا بنتهجر ومش عارفين رايحين فين كنا بنغني» وهذا يؤكد ما جسدناه.

وأضاف تكلمنا مع منير في كل فقرة في الورق ولم نأت بشيء من «دماغنا» ورصدنا الطفل المتعلق بالنخلة، والست التي أرادت تنظيف بيتها قبل التهجير فكان المغزى هنا أنها لم تصدق أنها لن تعود مرة أخرى فنظفت المنزل لأنها تأكدت من عودتها حتى عندما تعود تجد البيت نظيفًا، وأن أهل النوبة يتسمون بالنظافة والأشياء الجميلة.