أستميحكم عذراً فى أن أكتب اليوم عمن يكتبون لكم كل يوم ويملأون دنياكم صخبا وضجيجا عن الرياضة وأخبارها وكرة القدم وقضاياها.. يكتبون ويتكلمون كل يوم عن كل وأى أحد أو حكاية أو قضية، لكن يمنعهم خجلهم من الكتابة أو الكلام عن أنفسهم.. وعلى سبيل المثال، وبجوار هذا العمود ستجد زملائى فى «المصرى اليوم» قاموا بتغطية كل حكايات وأخبار وتحقيقات الرياضة وكرة القدم، واهتموا بتفاصيل وخبايا كل شىء يخص هذا المجال إلا فوز فريق «المصرى اليوم»، أمس الأول، على فريق «النبأ» ليتأهل فريق «المصرى اليوم» بهذا الفوز للدور قبل النهائى لدورة رابطة النقاد الرياضيين.. وصعدت مع «المصرى اليوم» فرق «الوطن» و«اليوم السابع» و«نجيب المستكاوى».. نعم هناك فريق يشارك يحمل اسم شيخ النقد الرياضى فى مصر والاسم الكبير الذى يمنحنا كلنا الاعتزاز والقوة والكبرياء.. أما الدورة نفسها فكانت فكرة رابطة النقاد الرياضيين، برئاسة الصديق والزميل العزيز محمد شبانة، ومعه الأصدقاء والزملاء الأعزاء جدا إيهاب الفولى، نائب رئيس الرابطة، ومحمد القوصى، أمين صندوقها، وبقية أعضاء المكتب التنفيذى للرابطة.. وشارك فى الدورة مائة وثمانون صحفيا من مختلف المؤسسات الصحفية، حيث أسست كل مؤسسة الفريق الذى يلعب باسمها.. وبدأت مباريات الدورة فى ملاعب استاد القاهرة، مع بداية شهر رمضان الحالى، وجاءت حافلة بالمفاجآت والانتصارات الكبيرة والهزائم الثقيلة أيضا.. ورغم كل ما شهدته هذه الدورة، ولاتزال تعيشه، من دراما وإثارة وحواديت جميلة، إلا أن كل الزملاء امتنعوا خجلا من الكتابة عنها، كأنهم لم يحبوا أن يرى الناس وجههم الحقيقى بعيدا عما اعتادوا أن يخرجوا به للناس صباح كل يوم.. فالدورة خلت من أى مؤامرات أو اتهامات أو شكاوى من التحكيم أو مخاوف من التعصب والانفلات والانفعال أيضا.. فالمهزومون كانوا أول من يهنئ من فازوا عليهم.. والكل يحترم شعور وأحاسيس الجميع.. وأثبت النقاد الرياضيون بهذه الدورة أن كرة القدم ممكن جدا أن تبقى وتزداد جمالا وإثارة بهذه الروح الجميلة وبكل هذا الحب.. وأنا سعيد جدا وفخور بكل زملائى، سواء الذين فكروا وأشرفوا وأداروا، أو الذين تركوا أقلامهم وتحولوا إلى لاعبين رائعين لعباً وخلقاً.. وأشكر الجميع على هذا الدرس الراقى والضرورى أيضا فى هذا الوقت الصعب بالغ الحساسية.. ولهذا أتمنى من محمد شبانة ومعه كل مسؤولى الرابطة استغلال ما جرى من أجل خطوة حقيقية للمصالحة الصحفية الرياضية والصفاء الحقيقى دون اشتراط لوائح وقوانين وفرض عقوبات وغرامات.. أتمنى أيضا استجابة الجميع للزميل محمد نجيب بفتح باب الرابطة أمام كل الصحفيين الرياضيين الذين ليسوا أعضاء فى نقابة الصحفيين.. انضمامهم للرابطة أصبح ضرورة يفرضها الواقع، حيث باتت المواقع الرياضية أكثر عددا، وربما أكثر تأثيرا أيضا من صحافة الورق.. وليس فى مصلحة الرياضة المصرية وإعلامها أن يبقى كل هؤلاء خارج الرابطة، وبينهم من يملك الموهبة الحقيقية وتوالت نجاحاته وكتاباته شديدة الرصانة والعمق.. وأصبح لهؤلاء الحق فى الاعتراف بهم ليصبحوا.. بأى شكل وتنظيم.. تحت مظلة رابطة النقاد الرياضيين.