اقترب حلم العودة إلى النوبة القديمة الذى استمر 45 عاما ونادى به الكثيرون، من التحقيق على أرض الواقع، حيث أعلنت وزارة الإسكان عن الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى فى مشروع قرى التوطين النوبية فى الوادى، والتى من المنتظر أن يزورها الرئيس مبارك بعد الانتهاء منها.
فى المقابل هناك عدد من النوبيين يشككون فى تحقيق هذا الحلم، رغم تأكيد الجهات المسؤولة عن البدء فى إنشاء 5221 منزلا فى الوادى الذى يبعد عن بحيرة ناصر بنحو 3.5 كيلو متر، وأن البيوت ستكون على الطراز النوبى.
قال فوزى جادو، عضو مجلس محلى مدينة نصر النوبة عن قرية أبوسمبل: «منطقة كركر تعانى من نفس مشاكل منطقة قرى التهجير، فطبيعتها الطفلية ستعجل بانهيار مبانيها، كما هو الحال فى المبانى المتصدعة فى قرى نصر النوبة، والنوبيين لن يحصلوا على هذه البيوت، وسيحصل عليها غير مستحقيها الذين لا ينتمون إلى النوبة، وإذا كانت الدولة جادة فكان عليها إعادة تسكيننا على بحيرة ناصر نفسها، لكن الحكومة منحت الأراضى المجاورة للبحيرة للمستثمرين، والدليل على ذلك مشروع توشكى، الذى كانت تقيم فيه قرية توشكى، وبدلا من منح كل شاب 5 فدادين يعمل بها- خاصة أن الزراعة هى المورد الرئيسى للعمل- باعتها إلى رجال الأعمال العرب.
وقال كمال حربية، أحد الأهالى: «منطقة وادى كركر تم تخصيصها للمغتربين الذين لم يتسلموا بيوتا أثناء التهجير عام 1963، بسبب عدم وجودهم فى النوبة أثناء الحصر الحكومى، ومن بينهم أنا وأخى، لأننا كنا نعمل فى أسوان وقت الحصر، والحكومة لا تعطى أبناء المتوفين». وأضاف حربية: «أنا لا أريد الذهاب إلى كركر، ولكن الحصول على تعويض بدلاً من المنزل الذى من المفترض أن أحصل عليه، لأن الوادى لا يطل على البحيرة، ويشبه منطقة وادى الجن التى نعيش فيها حاليا قبل أن نعمرها، لهذا فإننا سنبدأ فى تجهيزها وإعدادها للسكن، وهو ما يعنى تكرار معاناتنا مرة أخرى».