اتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان، الأربعاء، الجيش السوداني، بقصف مواقعه لعرقلة الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب السوداني المقرر تنظيمه في التاسع من يناير المقبل، فيما توقع تقرير أعده مجموعة من الاقتصاديين الأوروبيين والأفارقة أن تصل تكلفة استئناف الحرب الأهلية في السودان، في حالة فشل الاستفتاء على استقلال جنوب السودان، إلى 100 مليار دولار.
وقالت حركة التمرد الجنوبية السابقة، في بيان، إن «مروحية للقوات المسلحة السودانية هاجمت ظهر الأربعاء موقع الجيش الشعبي لتحرير السودان في كيرابم بولاية شمال بحر الغزال(على حدود دارفور شمال غرب السودان)، وقد أصيب أربعة جنود ومدنيان بجروح»، واعتبر الجيش الشعبي أن القوات المسلحة السودانية تريد عرقلة سير الاستفتاء الذي سيكون على سكان جنوب السودان أن يختاروا خلاله بين البقاء ضمن سودان موحد أو انفصال هذه المنطقة التي تحظى بالفعل بشبه حكم ذاتي.
كان الجيش الشعبي أشار بالفعل قبل عشرة أيام إلى قصف «غير متعمد» للجيش السوداني على قطاع متاخم للمنطقتين، واتهمت حكومة الخرطوم مؤخراً سلطات جنوب السودان بمساعدة حركة التمرد الدارفورية.
من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، لفرانس برس: «هذا الأمر غير صحيح كلياً ولا تدور معارك جنوب (منطقة الحدود بين الشمال والجنوب) ومنذ توقيع اتفاق نيفاشا لم نقم بأية معارك جنوب الحدود»، وأضاف: «حتى المتمردين الدارفوريين الذين تؤويهم الحركة لم تدر بيننا وبينهم أية معارك».
كذلك قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، إن بعثة السلام في السودان لا تستطيع تأكيد هذا القصف.
في السياق نفسه، توقع تقرير، الخميس، أن تصل تكلفة اندلاع حربة أهلية جديدة في السودان إلى 100 مليار دولار.
وذكر التقرير الذي أعدته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين والأفارقة، أن تكلفة استئناف حرب أهلية في السودان تتعدى 100 مليار دولار وقال إن التداعيات الاقتصادية ربما تتجاوز كل الحدود.
وجاء في التقرير الذي نشرته شركة «فرونتير إيكونوميكس» للاستشارات، أن «التكلفة الإجمالية ستكون هائلة على وجه الخصوص بالنسبة للدول المجاورة للسودان وتصل إلى 34 % من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي على مدى فترة 10 سنوات».، وأضاف: «ربما تفقد كينيا وإثيوبيا أكثر من مليار دولار سنوياً».
وذكر التقرير أن المنطقة ستبدو مكاناً خطراً للاستثمار كما سيتراجع طلب السودان على الواردات وستتعرض الموارد في الدول المجاورة للضغط نتيجة تدفق اللاجئين، في الوقت الذي ستوجه فيه تلك الدول أموالاً إضافية لجيوشها.
ويقدر هذا التقرير تكلفة الأعمال الإنسانية وقوات حفظ السلام التي من المفترض أن يوفرها المجتمع الدولي بما يصل إلى 30 مليار دولار إلى جانب خسارة السودان نحو 50 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الحرب.
.