«لولا أن يقال أن سلطان مصر عجز عن إتمام بنائه لتركت هذا المسجد لكثرة ما أنفق عليه».. قالها السلطان حسن عن مسجده، الذي يعد من أهم الآثار الإسلامية الموجودة في مصر، ويعتبر المسجد أعظم المساجد المملوكية وأجلها، لأنه جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوافرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف.
في 10 صور تحكي «المصري اليوم» قصة مسجد «السلطان حسن»
1.
شرع السلطان حسن بن الناصر محمد في بنائه ليكون جامعًا ومدرسة لتدريس المذاهب الإسلامية الأربعة سنة 757 هـ -1356م، وانتهى البناء سنـة 764 هـ -1363م، بعد وفاة السلطان سنة 1361م.
2.
تخطيط الجامع المدرسة من الصعب تحديد شكله لأن به انحراف فهو مبني أضلاعه متعددة مساحته 7906 متر مربع، وأكبر طول له 150 متراً وأكبر عرض 68 متراً.
3.
في الطرف الغربي للواجهة الشمالية يوجد المدخل الرئيسي للجامع، وهو من المداخل الملكية الضخمة عمارة وزخرفة يبلغ ارتفاعه حوالي 37.70 مترا، وكان للمدخل باب من الخشب مصفح بالنحاس عليه زخارف مكفتة بالذهب والفضة نقل إلى جامع المؤيد شيخ المحمودي، الذي بناه بجوار باب زويلة سنة 819 هـ -1416م.
4.
بني الجامع في ميدان «الرميلة» على قطعة من الأرض كانت تعرف قديما باسم «سوق الخيل»، بنى عليها السلطان الناصر محمد سنة 1337 قصرا ضخما ليسكنه أحد أمرائه المقربين وهو يلبغا اليحياوي، عندما شرع السلطان حسن في بناء جامعه سنة 1356م، هدم القصر وما حوله من مباني، والرميلة اسم كان يطلق على المنطقة التي تشمل حاليا ميدان صلاح الدين وميدان السيدة عائشة وما بينه وبين ميدان صلاح الدين من مجموعة المباني الحالية بقسم الخليفة.
5.
تخطيط الجامع من الداخل يتألف من صحن أوسط مكشوف أبعاده 34.60×32م، تتوسطه ميضأة مغطاة بقبة من الخشب ترتكز على 8 أعمدة من الرخام، وقبة الميضأة من أعمال الأمير بشير الجمدار أحد أمراء السلطان حسن، الذي قام بإتمام بعض عناصر الجامع وزخارفه بعد وفاة السلطان سنة 1361، فأتم الكسوة الرخامية بالوزارات والأرضيات وأبواب المدارس الأربعة على الصحن سنة 764هـ -1362م.
6.
عمل لمدخل الجامع باب ضخم من الخشب بمصراعين وغشاه بالنحاس المكفت بالذهب والفضة ونقل بعد ذلك إلى جامع المؤيد سنة 1416م. وبنى قبة الميضأة سنة 1364م، وفي نفس السنة بنى القبة الكبيرة من الخشب وغطاها بطبقة من الرصاص.
7.
يتعامد على الصحن إيوانات المدارس الأربعة وهو التخطيط المعروف بالتخطيط المتعامد Crucil form plan وتعد كل مدرسة مسجد صغير وكل واحدة منها مخصصة لتدريس مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة وهي الشافعي، المالكي، الحنبلي، والحنفي وأكبر هذه المدارس مدرسة الحنفية ومساحتها 898 م2 وهذه المدرسة هي الإيوان الشرقي للجامع (إيوان القبلة) وبه منبر من الرخام الأبيض على يمين المحراب، كما توجد بهذا الإيوان دكه المبلغ وهي من الرخام.
8.
خلف إيوان القبلة توجد القبة والضريح، وطول ضلع غرفة الضريح 21 متراً، وارتفاع القبة حوالي 48 متراً وتم الانتهاء من بنائها سنة 1363 م، أما القبر الذي تحت القبة فقد تم بناؤه سنة 1384 ودفن فيه ابن السلطان حسن المدعو الشهاب أحمد المتوفي سنة 1386.
9.
للجامع مئذنتان أقدمهما المئذنة القبلية، ويبلغ ارتفاعها عن صحن الجامع 81.60 متراً، أما المئذنة الشمالية البحرية فقد سقطت سنة 1070 هـ- 1654م، وجددها الوالي العثماني إبراهيم باشا سنة 1082هـ- 1671م.
10.
كان التخطيط الأصلي للجامع يتضمن إنشاء 4 مآذن، اثنان حول القبة بالواجهة الشرقية، والثالثة على يمين المدخل الرئيسي بالواجهة الشمالية، وعقب بناء المئذنة الثالثة سقطت 1261م، ومات أسفلها كثيرون، فأمر السلطان حسن بعدم بناء المئذنة الرابعة التي كانت ستبنى على يسار المدخل، والمئذنتان الخاليتان كانت الأدوار العليا منهما تهدمت واستكملتهما لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1915.