لماذا انتصرت شيرين وهُزم منير ولطيفة؟

طارق الشناوي الجمعة 17-06-2016 22:00

علاقة الغناء بالشاشة كانت وستظل هى التطور الطبيعى للمطرب الناجح، فى البدء كانت السينما والآن صار التليفزيون، إلا أن القانون هو القانون لم يتغير، المطرب تبحث عنه السينما ولا تصنع نجاحه، عبدالحليم حافظ مثلا عندما حققت أغنيته «على قد الشوق اللى فى عيونى يا جميل سلم» نجاحا طاغيا صنعوا له بعدها فيلم لحن الوفاء، ولهذا أطلقوا عليه فى البداية «على قد الشوق». المطرب ينزل ملعب السينما فى عز توهجه، وهو ما حدث أيضا مع لاعبى الكرة بداية من صالح سليم حتى إكرامى، فلا مكان لمن يقف على الخط. السينما لا تصنع نجومية بل تنتعش بالنجومية التى حققها المطرب مثل أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وليلى مراد، وصولا إلى على حميدة الذى كانت مصر تردد له أغنية «لولاكى»، فى نهاية الثمانينيات فصنعوا له فيلم «لولاكى»، إلا أنه عُرض فى عام 93 بعد خفوت اسم حميدة حيث كان الشارع وقتها يغنى «الأساتوك» لحمدى باتشان ففشل المشروع، ولم يعد أحد من بعدها يتذكر على حميدة. فى العام الماضى نجحت تجربة مسلسل طريقى لأن الكاتب تامر حبيب والمخرج محمد شاكر خضير صنعا شيئا يشبه ملامح شيرين، صحيح هى لا تجيد فن التمثيل وليس لديها حتى رغبة فى التعلم، ولكنها تملك حضورا طاغيا على الكاميرا، كما أنها خاضت هذه التجربة فى عز نجوميتها، فلعب البريق دوره فى أن يغفر لها الجمهور ما تقدم وما تأخر من ذنوبها فى التمثيل.

منير أيضا يخوض التجربة فى مسلسل المغنى هذا العام وهو فى عز التألق، يقف على القمة الجماهيرية، فى العادة الخط الدرامى لصعود المطرب هو الذى يخلق حالة التماهى مع الجمهور، ولكن منير واقعيا ودراميا فى الذروة، ويبدو فى المسلسل كمن يسترجع الأيام الخوالى، كما أنه صنع المسلسل ليقول للجميع إنه الملك، رغم أنه ليس بحاجة إلى تأكيد ذلك، فهو على مدى يقترب من أربعة عقود من الزمان صار يشكل وجدان قطاع وافر من الجمهور وهذا إنجاز حقيقى واستثنائى لمنير، إلا أن تتابع المسلسل مكتوب، وكأنه حفل تكريم لمطرب وصل لشاطئ نهاية الخدمة، الكل يذكر حسناته ويلقى عليه قصائد المديح، المسلسل به استسهال فى الكتابة و«سربعة» فى الإخراج واستهبال فى الأداء.

من الذى دفع منير للموافقة على كل هذه اللخبطة؟ أظن أنه الإغراء المادى ولا تفسير آخر.

حكى لى المنتج جابى خورى ابن شقيقة يوسف شاهين أنه كان معترضا على إنتاج فيلم سكوت ح نصور الذى لعبت بطولته لطيفة قبل 15 عاما وقال لخاله المشروع فاشل، أجابه بكل ثقة «أنت حمار»، عُرض الفيلم ولاقى استهجانا جماهيريا ضخما، ووجد جابى خاله يجلس على المكتب حزينا فانفجر غاضبا فى وجهه قائلا «أنت حمار» ازاى تخلينى أعمل الفيلم ده، ورد جابى قائلا عندك حق ياجو «أنا فعلا اللى طلعت حمار». التجربة الوحيدة للطيفة فى السينما والتى قدمتها وهى داخل دائرة الضوء ومع أهم مخرج لم تكلل بالنجاح، ومن بعدها جربت حظها فى تقديم البرامج ولم تمكث طويلا وتصورت أن التليفزيون هو الحل، وفاتها فروق التوقيت، الدراما ليست طوق النجاة للمطرب الذى يفقد البريق ولكن كان وسيظل فى السينما والتليفزيون بريق المطرب هو الوقود الذى يدفع للمقدمة. منير بمجرد بزوغ هلال شوال سيعبر الأزمة سريعا، فلن تؤثر تلك الهزيمة فى بقائه على قمة الغناء، سينسى المرارة لأنه سيجد الحضن الدافئ من جمهوره فهو مطرب عابر للأجيال، بينما لطيفة ستمكث طويلا طويلا فى انتظار هذا الحضن!.

tarekelshinnawi@yahoo.com