أمين سر حزب تيار الغد السوري المعارض: لا يوجد شيء يسمى بالجيش الحر.. والائتلاف السوري «جثة هامدة» (حوار)

مصر تريد الحل السياسي.. والسعودية تفضل الحل العسكري
كتب: مروان ماهر الأربعاء 15-06-2016 18:49

أكد أمين سر حزب تيار الغد السوري المعارض، عمار القربي، أن الحزب، يجد نفسه في محور مصر والسعودية والإمارات وهي الدول التي اعتبرها سندا للحزب، وأوضح في حوار لـ«المصري اليوم» أن الحزب معجب بالتعاون المصري السعودي والدعم المعنوي، مشيرًا إلى أن الحزب يطمع في المزيد من الدعم المصري كونها رائدة الأمة العربية. وأضاف أن مصر والسعودية تدعمان المعارضة ولكنهما تختلفان في الطريقة وليس الفكرة، فالقاهرة تريد الحل السياسي، والرياض تريد الحل العسكري، بفضل خلافتها مع إيران التي لها تدخلات في بعض الدول الخليجية والمشهد السوري، موضحا أن الدوافع السعودية تختلف عن الدوافع المصرية. وأشار إلى أن حزب تيار الغد لن يفشل كباقي الأحزاب، لأنه لا يستقبل إملاءات خارجية، موضحا أنهم سيقضون على التصحر السياسي في الشارع السوري والذي فرضه نظام الرئيس بشار الأسد لينفرد بالوضع السياسي في سوريا.

وإلى نص الحوار..

- بداية، هل تعتبر تيار الغد السوري «شغب على المعارضة» أم «تمهيد لتقسيم سوريا»؟

=لا شغب ولا تمهيد للتقسيم، هو حالة سياسية كان لابد من إعلانها ضمن مجموعة عملت معا على مدى 5سنوات، وهناك تفاهم وتناغم خلال هذه الفترة، ولكن وجدنا أن المرحلة السياسية في هذه اللحظة بحاجة إلى إعلان تيار واضح يعلن مبادئ طالما كنا مجهولين في طرحها، فالمعارضة والتي تتمثل في بعض الفرق السياسية، وجدت أن تيار الغد يمكن أن يسحب البساط السياسي منهم، فكانوا هما الشغب على تيار الغد وليس العكس.

- وما هي المبادئ التي ينادي بها التيار؟

=أهمها هو أنه لا إسلام سياسي في مستقبل سوريا، واللامركزية الادارية من أجل تعايش كل المكونات وكل الناطق السورية، وضرورة الحل السياسي، وأن تكون هناك تعددية ديمقراطية مدنية تؤسس دستورا مدنيا تشاركي وهذا ما طرحه التيار.

-هل يوجد لتيار الغد قوات عسكرية على الأرض في سوريا؟

=إذ كنت تتحدث حول مفهوم جناح عسكري وجناح سياسي، فالحالة في سوريا منفصلة، هناك ترابط عضوي بين ما هو سياسي وعسكري، وهناك بعض الأعضاء من التيار في الداخل السوري يمارسون عملهم الاغاثي أو الإجتماعي والحقوقي في رصد الانتهاكات بحقهم، وهناك بعض الأعضاء في الفترة الماضية منخرطون في الدفاع عن أعراضهم وأرضهم سواء ضد الإرهاب أو النظام.

-ما التاريخ النضالي لتيار الغد رغم إنه تم تأسيسه منذ شهرين؟

= الإعلان عن تأسيس التيار جاء في مارس الماضي، ولكن التيار يعمل في العمل النضالي منذ اليوم الأول في الأزمة السورية، لتأطير وطرح شئ جديد للشعب لسوري برؤية مختلفة وواضحة، ونحن منخرطون ضمن الشعب السوري.

«المصري اليوم» تحاور عمار القربي، أمين حزب تيار الغد السوري، 15 يونيو 2016.

- ما علاقة التيار بالمعارضة السورية في مؤتمر القاهرة والمعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض؟

= تيار الغد هو فريق ما قبل الرياض، وفريق الرياض فقط من أجل إدارة المفاوضات وتنتهي مهمته بانتهاء المفاوضات، ولكننا جئنا لنبقى، ورغم أننا موجودون في فريق الرياض، لكن تعدادنا 7 أو 8 أشخاص غير قادرين على فرض رؤيتنا، لأننا ضمن 116 شخص وتمثيلنا خجول.

-هل يمكنكم تقديم بديل للحكم إن رحل الأسد؟

= مشكلة سوريا ليست في إيجاد بديل للأسد، المشكلة أصبحت معقدة، فالنظام كاملًا يجب أن يتغير، ونحن نتحدث عن إيجاد بديل لنظام كامل، فالأهم في سوريا هي الذهنية في عقلية الإدارة.

- كيف ترون دور الإخوان المسلمين في الأزمة السورية وكم تقديراتكم لعدد مقاتليهم والمناطق التي تقع تحت سيطرتهم؟.

= الإسلام السياسي حالة طارئة في سوريا، ومنذ بداية الثورة، من الشعارات التي كان ينادي بها الناس هي الشعارات الإسلامية، وأول مؤتمر حدث في سوريا عكس تمثيلا خجولا من الإخوان المسلمين رغم إنه الحزب الوحيد الذي كان منظما وقتها، المشكلة في سوريا في من يدعم الإخوان ويوفر لهم سبل السيطرة على المعارضة، فهناك وجه أخر للمعارضة السورية ليس فقط ما نشاهده، والشعب السوري عمقه هو التسامح والاعتدال، وخلال حكم الإخوان المسلمين في مصر كانت المعارضة السورية تشعر بأنها «يتيمة».

- ما موقف التيار من مفاوضات جنيف؟

=موقف المعارضة الآن في جنيف«طفولي»، كما أن النظام غير جاد ونعتبر المفاوضات عبثية، فالمبدأ العام، وتيار الغد وقبل أن يعلن رئيسه أحمد الجربا قبل تأسيسه، هو من قام بإدارة مفاوضات «جنيف-2» قبل سنوات، رغم أن من يلهث اليوم وراء جنيف، كان موقفه مختلفا من المفاوضات ويخون من يتحاور وقتها، وهؤلاء الرموز اليوم هم قيادات المشهد التفاوضي، فنحن مع الحل السياسي في سوريا، ولكن ما يحدث في جنيف الآن هو إدارة الأزمة وليس إيجاد حل للأزمة.

«المصري اليوم» تحاور عمار القربي، أمين حزب تيار الغد السوري، 15 يونيو 2016.

- هل الأداء «الطفولي» التي تتحدث عنه للمعارضة بسبب انسحاب الوفد من المفاوضات وبعض من قياداته؟

=لا، ولكن كيف نتحدث عن أداء محترف للمعارضة ورئيس الوفد لا يعرف أسماء بعض أعضاء وفده، ولكن إذا تريد المعارضة الانسحاب، فلماذا ذهبت، بالرغم من أننا نتفق على أن النظام غير جدي بالمفاوضات لأنه لم يطبق ولم يلتزم بقرارات المجتمع الدولي، من فك حصار على المدن ووقف انتهاك الهدنة العسكرية، واختراق وقف إطلاق النار، لذلك لماذا الذهاب بعد بعدم احترام النظام لقرارات مؤتمر القاهرة والرياض.

-هل التيار له علاقة قوية بالأكراد لخدمة مصالحهم فقط لانحدار رئيس التيار «الجربا» من مناطق التي يسيطر عليها الأكراد الآن؟

= أولا لا يوجد شئ اسمه علاقة التيار بالأكراد، ولن يؤثر الأكراد على قرارات التيار، فهم جزء من الشعب السوري، ولكننا لنا علاقة مميزة مع المجلس الوطني الكردي، وإقليم كردستان العراق كحالة سياسية وليس بالمفهوم العرقي، وقبل إعلان تأسيس التيار بفترة بسيطة، تواجدنا في كردستان والتقينا الرئيس مسعود البرزاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي موجود معنا في منصة القاهرة، إضافة إلى أن أغلب أعضاء التيار ينحدرون من مناطق الأكراد، فهذه «معمودية الدم والملح»، ونرفض الفيدرالية التي أعلنها الأكراد في شمال سوريا، ويجب أن يكون الحكم لامركزيا اداريا موسعا، وأن هذه الفيدرالية يجب أن لا تعلن من طرف واحد، فموضوعها ليس تقسيم وإنما خشية من التقسيم.

-ما تقييمكم على الوضع الإنساني في سوريا، وتقديركم لعدد مقاتلي الجيش الحر و«داعش» و«جبهة النصرة» فضلا عن الحرس الثوري الإيراني؟

-=أولا الوضع في سوريا كارثي، ولابد أن تعلن الأمم المتحدة أن سوريا بلد منكوب، بسبب الانتهاكات والبراميل المتفجرة التي تسقط على رؤوس الناس، والإرهاب، فهناك مشاكل يومية يعاني منها السورين، أما عن عدد مقاتلي الأطراف هناك، الآن فلا يوجد شئ يسمى بـ«الجيش الحر»، فهو حالة مطاطة عبارة عن الناس التي تقاتل النظام والإرهاب دون أن يكون لها أجندة سياسية، وليست جهة منظمة، أما «داعش» والحرس الثوري فلا أحد يعلم أعدادهم، في الأغلب أعدادهم تتزايد وتتناقص حسب المناطق، فهم يعملون بطريقة منفصلة وليست منظمة، فكل منطقة لها ظروفها وأعدادها، لذلك لا يوجد أعداد واضحة.

«المصري اليوم» تحاور عمار القربي، أمين حزب تيار الغد السوري، 15 يونيو 2016.

- ما تقييمكم لدور مصر والسعودية في دعم وتوحيد فصائل المعارضة؟

=دائما نطمع أن يكون هناك مزيد من الدعم المصري لنا، ووزن مصر في الأمة العربية يحتم عليها تبني الملف السوري، وعلى هذا الأساس لأول مرة، تم توحيد للمعارضة السورية في القاهرة منذ 2012، تحت رعاية الجامعة العربية، كما أعاد «مؤتمر القاهرة» المعارضة السورية للضوء من جديد، وللساحة الدولية،، أما للسعودية فتدعم المعارضة دائما بكل شئ ممكن.

- هل ترون أن هناك خلافات بين البلدين في الأزمة السورية؟

=يوجد خلاف بين البلدين في الطريقة وليس في الفكرة، فمصر تؤمن بالحل السياسي، والسعودية تؤمن بالحل العسكري، أما عن التضرر مصر تعاني من هاجس الإرهاب التي يأتيها من الشرق، والسعودية لها قضية مختلفة مع دولة إقليمية وهي «إيران» التي لها تدخلات في بعض الدول الخليجية والمشهد السوري، فالدوافع السعودية تختلف عن الدوافع المصرية.

- ما هي أبرز التحفظات المصرية على الفصائل السورية المعارضة؟

= لا أعتقد أن مصر تختلف عن رؤيتنا، فاختيارنا للقاهرة من أجل توسيع نشاطنا، لأن رؤيتنا تتطابق مع الرؤية المصرية، وهي عدم إقحام الدين في السياسة، وعلى هذه الأساس نستطيع أن نقول أنه لا وجود للإسلام السياسي بيننا، وحدث تنسيق سابق وأبلغنا السلطات المصرية، في إعلان تأسيس تيارنا في مصر، وأطلعناهم على نشاطتنا، كنوع من الأخلاق والأدب التي نكنها للدولة المصرية.

-هل هناك تدخلا من الدول في سياسات التيار؟

= لا، ولكن نحن نجد أنفسنا في محور الإمارات ومصر والسعودية التي تكون سند لنا، رغم أننا ليس لنا بسياسة المحاور لأن هذه الدول لا تهيمن على سوريا، ودائما يقولون دعوا السوريين يحكمون أنفسهم، ولهذا نجد أنفسنا في مكاننا الطبيعي و«إرتحنا» لهم، غير أن النظام السوري يجد نفسه في محور إيران وروسيا اللتان تهيمنان على الوضع.

-ما هي دلالات مشاركة القيادي الفلسطيني محمد دحلان، وقوى 14 آذار اللبنانية، وممثل عن رئيس إقليم كردستان، ومصر في مؤتمر إعلان تأسيس التيار؟

= دلالاته بأن التيار لديه أصدقاء وحاضنة دولية، ونريد أن نعلن بأننا والأكراد حلفاء، والخط التقدمي في 14 آذار في لبناني بأنهم حلفائنا، ومشاركة دحلان رسالة بأننا مع الفلسطينيين الذي أيدوا الثورة.

- ممن تتلقون تمويلكم؟

= حتى الآن لا توجد لنا أنشطة تحتاج إلى تمويل، ونحن مثل أي تيار أو حزب له تمويل ذاتي، وبين صفوفنا رجال أعمال، لأن أنشطتنا تقدم رؤى مختلفة، أما عن الشق العسكري، فأعضاء التيار المنخرطين في العمل العسكري، فهم موجودين منذ اليوم الأول للأزمة ولا يحتاجوا تمويلا، وما تم في القاهرة هو إعلان إطار وليس إعلان عن ولادة أشخاص جدد.

- هل هناك تفاوض خاص بينكم وبين الأسد حول انتقال السلطة أو إيجاد حل عسكري؟

= لا، فالتيار ليس هدفه عقد صفقات مستقلة مع الأسد، فتيار الغد أعلن خارطة الطريق، وبالنسبة لنا نؤمن بالعمل الجماعي ونحن ليس وحدنا في الساحة السورية، ونعمل مع كل القوى هناك.

-لماذا استقال أحمد الجربا رئيس حزب التيار من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية؟

= الائتلاف السوري أصبح «جثة هامدة»، وعبارة عن شكل، وفي الفترة الأخيرة بدأت الأضواء تتسلط على هيئة الرياض المعارضة، وأصبح الائتلاف عبارة عن جسد ليس له قيمة، وتم تجاوز مرحلته، لأنه لم يكن خيار الشعب السوري، وكانت هناك قوى إقليمية تفرضه وأشخاصه لتمسك زمام الأمور، لذلك استقال الجربا وليس هو الأول سبقه موسى الرقبي، وقاسم الخطيب.

- ماذا إن فشل الحل السياسي، هل تتجهون للحل العسكري؟

=الحل السياسي لن يفشل، ربما تفشل المفاوضات والعمل العسكري على الأرض، يجب أن يكون داعما للحل السياسي، ونخلق مفاوضات أخرى للذهاب إلى المجتمع الدولي ونقول له عليك أن تمارس الضغط على «الأسد» للالتزام بالاتفاقات السابقة من أجل الشعب السوري، ولا يكفي انسحاب القوات الروسية، ولابد من فرض أدوات المجتمع الدولي على «الأسد» ليتركوا للسوريين تحديد مصيرهم، لإنجاح الحل السياسي.

-التصحر السياسي الذي تسبب به الأسد خاصة وأننا رأينا بعض المعارضة وقيادات الجيش الحر بتأسيس حزب ضمير الأمة ولكنه فشل، فهل تخشون من الفشل لأن الشارع السوري أصبح غير مسيس؟

=الشعب السوري أصبح له أولويات، فالأحزاب السياسية عريقة، أما التصحر السياسي جاء بعد «العسكرتارية» واحتكار عائلة الأسد الوضع السوري، لكن أولويات الشارع السوري حاليا هي وقف القتل، بعد أن تحول السوريون إلى طعام للأسماك في البحر المتوسط، ولا نخاف الفشل ولا نفكر به طالما القاعدة الذهبية تمثل أفكار شعبك ومتسق مع مبادئك وترفض كل الإملاءات الخارجية.

«المصري اليوم» تحاور عمار القربي، أمين حزب تيار الغد السوري، 15 يونيو 2016.

- أخيرًا.. ماذا تقول للوفد السوري المعارض؟

=نحن غير مختلفين معكم، ويجب أن تعودوا إلى عموم السوريين.

-ماذا تقول للأسد؟

= أقول له كفى هذه الدماء وهذا الإجرام، يكفي أنك سطرت اسمك ضمن السفاحين في التاريخ، على الأقل اضمن ما تبقى من بعض الناس المرتبطين بك.

وماذا تقول للرئيس السيسي؟

- نقول له «شكرًا» على رعايته التيار وعلى الاستضافة، وشكرا على ما يقدمه للقضية السورية، ونريد المزيد طمعا بالعلاقة بين سوريا ومصر.