تعلمنا فى الحياة أن القرار فى الاختيار هو المقياس الحقيقى لتقييم ذكاء الإنسان.
فمن نوعية الاختيار تكتشف أبعاد الشخصية لصاحب هذا القرار، وتحدد قدراته وإبداعه، إن كان مديراً أو خفيراً، أو امرأة أو حتى طفلاً صغيراً... إلخ.
والأسلوب فى الإدارة هو السر فى صناعة الحضارة.
وفى هذا الشهر الكريم تجد الكثير من التأملات التى تجبرك على أن تكتبها على الورق، لتواجه بها نفسك والآخرين، فيظل بالإمكان تحقيق الأهداف بأسلوب أفضل وأقل تكلفة.. المهم أن حُسْن الإدارة يتوقف على نوعية الاختيار.
فقد ثبت بالتجربة أن قدرة النفس البشرية تضعف خلال مشوار الحياة إذا لم تجد المجال للعمل أو التعامل بأسلوب محترم يقدرها، فيتملكها جزء من المشاعر السلبية التى تخرج بانفعال، وغضب، وانتقام، ويمكن بسهولة تجنيدها للإجرام، والإرهاب.
نعم.. فالإحباط والظلم يفجران أبشع سلوك، ويضعفان النفوس مهما كانت قوية، تصبح مبتورة وعاجزة، ولا تملك سوى صب اللعنة على الآخرين والرغبة فى التواطؤ أو التدمير أو الانتقام!! وهذا مثبت لمن يقرأ فى التاريخ.
أما حين تقرر أن تنصف حقوق الناس فى هذا الوطن فيتملكها حالة من التقدير لنعمة العدل والأمن والأمان، ويزداد الشعور بالانتماء للفرد والأرض، والوطن.. لذلك وجب سرعة تنفيذ مشاريع تفتح أبواب الرزق والانتقال بمستوى معيشة أفضل للمواطن.. نعم.. هكذا فعل السيسى، يسعى بكل قوة مع القوات المسلحة لتقديم مشهد أكثر إيجابية واحتراماً، وتسويق الأمل الجديد لهذا الوطن والمواطن.. ولكن على الجانب الآخر هناك من يعرقل ويشوّه كل مشهد إيجابى يتم بتقدير وامتياز.
أما سبب الانحطاط والانحدار فى مشهد السلوك الاجتماعى والسلوكيات الغريبة والألفاظ العجيبة الرخيصة التى تقتحم لغة التواصل بيننا فهو أنها تأتى من قاع الشارع والعشوائيات إلى داخل المنازل لأنه ببساطة تتم إعادة تدويلها أمامنا بإنتاج واحتراف وإبداع على الشاشة، كلها أساليب وأفكار وكلمات كتبت فى السيناريو والحوار لنجوم المسلسلات.. والإخراج أصبح يقاس بالتطاول بالسب والقذف وبالفجور والخروج فى كل مرة بمصطلحات تخدش ما تبقى من الذوق العام.. وفى البعض من الإعلانات لتسويق عدد من المنتجات، والعائد هو تشويه الرأى العام.. فهذا هو الفساد الأكبر والأهم.
وبدلاً من انتهاز الشهر لنشر الثقافة بالكلمات والأساليب لعرض حوار أرقى وأسلوب أفضل يسهم برسالة الارتقاء بالذوق العام، للأسف تحصد فساد الوقت والعقل، فقط كُتِب النجاح لعدد أقل من القليل.. فقد أكد الزمان:
1- أن الاستثمار فى البشر هو أفضل من بناء الحجر، لأن الحجر يتقادم مع الوقت، ولكن البشر هم من يتقدمون.
٢- أن الاختيار هو مقياس الذكاء فى قدرة الفن والإبداع فى الإدارة، فهو سر لصناعة الحضارة.
٣- ومعيار الاختيار يكون بالتقييم لتقدم العمل مع هذه القيادات بعد فترة معينة دون الصمت أو التهاون فى التفاصيل، لأنها تفتح أبواب الشياطين.
gailane.gabr@ yahoo.com