«بقصد أو بحسن نية.. الفساد خسارة عليك وعلىّ».. شعار اتخذته حملة إعلانية بدأ بثها أول شهر رمضان على عدد من القنوات الفضائية بهدف مواجهة الفساد وحملت شعار «مصر أقوى من الفساد».
أحد هذه الإعلانات يستعرض رحلة مواطن بين عدد من الموظفين لاستخراج أوراق رسمية، وكم الطلبات والدمغات المطلوبة منه من جهات حكومية متعددة، لينتهى الإعلان بجملة «تعطيل مصالح الناس هو الفساد بعينه».
الإعلان الذى اختزل الفساد فى تعطيل موظفى الدولة لمصالح المواطن إلا بعد تلقى رشوة أثار ردود فعل غاضبة وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى، وكتب أحد مستخدمى تويتر: «الحكومة كلفت نفسها وعملت إعلانات، ومكلفتش نفسها وحطت خط ساخن عشان نبلغ عن الفساد»، وقال آخر: «فكرة إن الحكومة بتعمل إعلان عن إن الفساد خسارة عليك وعليا ومقدمتش حلول ولا لما آجى أتعرض لفساد أو حد عايز رشوة كده أشتكى مين.. فده اسمه غباء». ولاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعى استعانة أحد الإعلانات بالممثل بيومى فؤاد، الذى يظهر وهو يتوسط لتعيين أحد الشباب لدى مسؤول حكومى، ليختتم الإعلان بجملة «خلصت بكلمة وكارت، وحق غيرك كلت»، حيث يظهر فؤاد فى 6 مسلسلات هذا العام، وكتب أحدهم «بيومى فؤاد اتفرجت عليه فى مسلسل وبعده برنامج رامز اللى كان مستضيف بيومى فؤاد وطلع فاصل جه إعلان الفساد اللى بيعمله بيومى فؤاد برضو».
وعلق الناقد طارق الشناوى على إعلانات مكافحة الفساد بقوله، إن الدولة تقدم دائماً إعلانات تحمل رسائل مهمة، مثل تلك الخاصة بتنظيم الأسرة وترشيد استخدام المياه فى السبعينيات، واستعانت قبل سنوات بالممثل محمد شومان فى إعلانات مصلحة الضرائب، إلا أن هذه الإعلانات لم تأت بالهدف منها، فلم تتوقف الزيادة السكانية، ولم يكف المواطنون عن الإفراط فى استخدام المياه، ويجب التفكير فى طرق أخرى، لأن مثل هذه المشكلات لا تحلها الإعلانات.