ماذا فعل عبدالفتاح السيسى؟

زاهي حواس الإثنين 13-06-2016 21:13

كعادتى منذ سنوات طويلة أحرص على الجلوس مع الأصدقاء داخل مقهى بحى المهندسين، نتجاذب الحديث الذى يدور حول كل شىء وعن أى شىء يمكن لك أن تتخيله؛ وكثيراً ولن أقول دائماً ما يتدخل فى الحديث المتواجدون داخل المقهى دون أى دعوة، فيتحول المقهى إلى ملتقى كبير فيه خطباء وفيه مستمعون. ولا أنكر أننى تعلمت الكثير من جلسة المقهى هذه واكتشفت من خلالها كم نحن مختلفون عن شعوب العالم كله! أعتقد أننا الشعب الوحيد الذى عندما يتحدث فى الفن نمدح وننقد كما لو كنا نقاداً فنيين محترفين؛ أما فى السياسة فنحن 90 مليون سياسى محنك؛ وليس صحيحاً أننا مللنا الحديث فى السياسة، فعلى المقهى تسمع تحليلاً للسياسة الداخلية والإقليمية والدولية وكذلك داخل التاكسى؛ وفى القطار وعند الحلاق إلى آخره.

دخلت إلى المقهى منذ أيام، وعلى غير العادة كان الصمت يلف المكان ولا تسمع سوى صوت الرئيس عبدالفتاح السيسى من تلفاز المقهى؛ يلقى خطابه ويقدم كشف حساب عن عامين استطاع فيهما محاصرة غول الإرهاب الغاشم والتصدى لمؤامرات هدم مؤسسات الدولة وفتن جماعة الشر ومحاولاتهم الدائمة للعودة للمشهد عبر التخريب ونشر اليأس والفشل وهم بحق يشهد لهم فى ذلك، أما نشر الأمل والتعمير والنهوض بالدولة التى ابتليت بهم فهم أفشل الناس فى ذلك بلا منازع.

كان رواد المقهى يستمعون للخطاب ويعلقون بكلمات قليلة يعقبها صمت كامل.. وللحق فلقد استهوانى المشهد وأخذت فى قراءة وجوه الناس من حولى ووجدت أنهم اجتمعوا على تصديق كل كلمة يقولها الرئيس، ولا يختلف اثنان على أن الرئيس لا يتحدث عن آمال وأحلام وخطط فى المستقبل؛ فالمشروعات التى يذكرها إما انتهت بالكامل كمشروع قناة السويس الجديدة أو تم البدء فيها كمشروع المليون ونصف المليون فدان أو الطرق الجديدة التى رأيتها وسافرت على بعضها، وهى بحق إنجاز هائل لقطاع المشروعات بالقوات المسلحة وأعتقد أن تنفيذ 7000 كم طرق محورية بمصر هى المفتاح الرئيسى للتنمية؛ بالإضافة إلى مشروعات انتهت مراحل منها وتم افتتاحها بالفعل كمشروع الأسمرات للقضاء على العشوائيات. أما ما حدث فى مجال الطاقة فهو بحق إنجاز كبير وكلنا نذكر حال الكهرباء فى بلدنا والانقطاعات المتكررة؛ وشعرنا بالتغير الكبير فى صيف العام الماضى؛ ونفس الكلام ينطبق على البنزين والسولار وطوابير السيارات المعطلة أمام محطات الوقود الخالية؛ أما الآن فلم نعد نقرأ عن أى أزمات فى الوقود فى أى مكان بالجمهورية.

بالطبع أشياء كثيرة تحسنت عن السنوات العجاف الماضية التى أعقبت ثورة يناير ونالت من كل جوانب حياتنا سواء على مستوى الأمن أو الاقتصاد أو حتى المستوى الأخلاقى. ولا يمكن لأحد أن يزعم أن الحياة أصبحت وردية أو بمبى! ولكن من الظلم عدم إعطاء الرجل حقة سواء بالإشادة بما تحقق أو حتى نقد ما لم يتحقق. نجح السيسى بصراحته أن يكسب الثقة من المصريين الذين سحبوها ممن يدعون أنهم مناضلون سياسيون وأصحاب أحزاب سياسية معارضة؛ ونذكر كم السخرية التى نالها عبده مشتاق عندما دخل فى إضراب مفتعل ليؤجج المشهد المحتقن بين الداخلية والشرطة بزعم انتمائه إلى الإعلاميين الذين تبرأوا منه؛ ووجد نفسه وحيداً على إحدى جزر الشيطان المنعزلة عن الشعب المصرى.

اتفق الجالسون على المقهى أن التفاف الناس حول مؤسسة الرئاسة ومساندتها هو السبيل الوحيد للتصدى لمعاول الهدم التى بأيدى جماعة الشر والفشل. كما اتفقوا أن هناك فرقا سرعات بين الرئاسة والحكومة نتيجة وجود بعض الأيادى المرتعشة التى تستغرق كثيرًا من الوقت لاتخاذ قرار؛ أو البدء فى مشروع.. ولكن فرق السرعات هذا سوف يتضاءل، فلقد بات الجميع على يقين أن الإنجاز هو الحل الوحيد للخروج من أزماتنا.. كانت ابتسامة الرئيس السيسى رسالة طمأنينة لكل المصريين بأن القادم أفضل.