أظهر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «العين الحمرا» للدول المشاركة فى نهائيات «يورو 2016» فى فرنسا بعد أحداث الشغب على مدار الأيام الثلاثة الماضية من قِبَل الجماهير الإنجليزية والروسية، وهدَّد بتوقيع عقوبات صارمة ومشددة على أى منتخب تحدث تجاوزات من جماهيره، مثل حرمانه من اللعب على أرضه فى التصفيات المقبلة للبطولة، أو حرمانه من اللعب فى وجود الجماهير.
وأصدر «يويفا» بياناً، مساء أمس الأول، أعرب فيه عن استيائه الشديد من الأحداث التى وقعت عقب مباراة إنجلترا وروسيا مساء السبت، وانتهت بالتعادل الإيجابى، مشيراً إلى أن ما حدث ليس له علاقة بالرياضة، ويلوث الشكل الجميل للبطولة التى يتابعها العالم كله للاستمتاع بفنون اللعبة فى القارة العجوز.
وكشفت صحيفة «تليجراف» البريطانية عن أن «يويفا» فتح تحقيقاً فى الواقعة، مشدداً على أن كل من تورط فى الأحداث سيُعاقَب، ولن يكون له مكان فى بوتقة كرة القدم الأوروبية، كما توعّد روسيا وإنجلترا بعقوبات مشددة عقب انتهاء اللجنة المكلفة بالتحقيق من عملها.
وبدأت أحداث «السبت الدامى» حسبما وصفه الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية عقب هدف التعادل لروسيا فى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التى احتضنها استاد «فيلودروم» بمدينة مارسيليا، حيث ألقى مشجعون روس مقذوفات نارية على تجمع للجماهير الإنجليزية واندلعت أحداث كرّ وفرّ بين أعداد من الجانبين، لكن الشرطة نجحت فى القضاء عليها سريعاً وإخلاء الاستاد.
وانتقلت الحرب بين الجماهير لشوارع مدينة مارسيليا وقرب المرفأ القديم، وتعرَّض عدد من المشجعين لضربات بآلات حادة على رؤوسهم، وسالت الدماء فى الطرقات وتدخلت الشرطة بكل قوة لمواجهة هذه الحرب مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والعصى.
ووفقاً لبيان الشرطة فقد كانت هناك مشاجرات بين نحو ألف شخص مخمور من الجانبين وقاموا بإلقاء زجاجات الجعة على بعضهم، وتمزيق ملابس الجانبين بعد هروبهم للشوارع الجانبية من الشرطة، ومواصلة الاشتباكات بينهم، مما اضطر وزير الداخلية الفرنسية للدفع بقوات من مكافحة الشغب للسيطرة على المدينة.
وأسفرت هذه الأحداث عن إصابة نحو 35 شخصاً منهم 4 حالتهم خطرة، كما تعرض 3 من رجال الشرطة للإصابة جراء إلقاء الجماهير الزجاجات عليهم. وقامت سلطات مدينة مارسيليا بإغلاق شبكة المترو مساء السبت لتأمينه من نزول الجماهير المتشابكة إليه، وخوفاً من سقوط أى من الفريقين فوق عجلاته.
وأصدر الاتحاد الإنجليزى بياناً طالب فيه جماهيره بعدم التجاوز والتصرف باحترام، مؤكداً أنه يشعر بخيبة أمل لما بدر منهم.
واعترف الاتحاد الروسى بأنه قد يتعرض لعقوبات من «يويفا» نتيجة هجوم مشجعيه على مشجعى إنجلترا فى المدرجات عقب المباراة.
وهاجمت الصحف فى فرنسا وإنجلترا الجماهير المشاغبة، وعنونت «ليكيب»: «العار»، فيما قالت «ميل صنداى»: «عودة سنوات العار» فى إشارة لشغب بعض الجماهير الإنجليزية فى بطولات سابقة. ووضعت صحيفة «صنداى ميرور» فى صدر صفحتها صورة للملكة إليزابيث فى عيد ميلادها وتحتها صورة كبيرة من أحداث الشغب، وبدلاً من كلمتى «بالفرح والمجد» المميزتين للنشيد الوطنى الإنجليزى كُتب: «بالفرح.. والعار».
وانتقلت الحرب بين البلدين لمستوى الإعلام والسياسة، حيث هاجمت صحيفة «تليجراف» روسيا، مؤكدة أن جماهيرها تنذر الجميع بالخطر قبل مونديال 2018 المقبل الذى استضافوه ومازالت هناك شبهات فساد تحوم حوله إسناده لهم.
وكانت إنجلترا منافساً أساسياً لروسيا على استضافة البطولة، فيما رفضت روسيا الرد، وقال وزير الرياضة إنهم ينتظرون نتيجة التحقيقات ولن ينجرفوا وراء أى تصريحات غاضبة.
وأعادت هذه الأحداث للأذهان ما حدث قبل 18 عاماً فى مارسيليا، وتحديداً فى 15 يونيو خلال كأس العالم 1998 من جماهير إنجلترا أيضاً، ولكن مع نظيرتها التونسية حينذاك، حيث قام الهوليجانز الإنجليز بحرق علم تونس لتشتعل أحداث عنف بين الجانبين نتج عنها عشرات الجرحى وتم اعتقال وترحيل أكثر من مائة شخص، وحُكم على العديد من جماهير إنجلترا بالسجن.
فى شأن آخر، قررت السلطات الفرنسية تعزيز الإجراءت الأمنية فى المواجهات المتوقع حدوث شغب بها مثل تركيا وكرواتيا وألمانيا وبولندا وإنجلترا وويلز، وأوكرانيا وبولندا، بسبب التوتر فى العلاقات بين هذه الدول.
وكشفت تقارير صحفية فرنسية أن بعض الجماهير التركية وصلت فرنسا، أمس الأول، ومعهم كميات كبيرة من السيوف والأسلحة البيضاء.