«البلقطرية».. الحارة التى تحولت إلى إمبراطورية لـ«تجار الكيف»

كتب: ندي سعد, شيماء عاطف الإثنين 22-11-2010 08:00

هى أحد أشهر 9 معاقل لتجارة المخدرات فى المحافظة.. اتخذ منها تجار الكيف، وبخاصة «البانجو» وكراً للاتجار, وقال مصدر أمنى بالمحافظة: «إن التكوين الجغرافى للحارة وضيق مداخلها ومخارجها شكل منها متاريس طبيعية كانت تعيق الحملات الأمنية، حيث ظلت حملات الشرطة تطارد روادها وبعض سكانها الذين اشتهروا بتجارة المخدرات وترويجها وتسكينها.

أضاف المصدر: «إن الإصلاحات وتوصيل الخدمات (للحارة) كان له أثر كبير فى القضاء على جزء كبير من تجارة المخدرات وتقليل المعروض بعد القضاء على عدد من أباطرة المخدرات سواء بالسجن أو بالمطاردة المستمرة، بالإضافة لمعاونيهم من الناضورجية».

تجولت «إسكندرية اليوم» بين الكثير من أبناء حى بحرى للتعرف على سبب تسمية الحارة بـ «البطلقرية»، حسب ما أشارت إليه سجلات المحافظة والمسجلة بهذا الاسم، ووجدنا أن الكثير من أبناء الحى لا يعرفون هذا الاسم حتى كبار السن، وقال أحمد سعيد «23 عاما»: أنا أتولدت هنا وأتربيت هنا وعمرى ما سمعت عن البطلركية حتى إنه تلعثم عند نطقها، مؤكداً أنها حارة «البطارية» التى عرفت بها.

وقال عم درويش الحوتى «65 سنة» إن الناس أطلقوا اسم البطارية على الشارع بعد إلقاء القبض على أحد تجار المخدرات كان يعمل فى إصلاح السيارات فى فترة الستينيات وكان يستعين ببطاريات السيارات لتهريب المخدرات فيها وكان «مدوخ الحكومة» لحد ما قبضوا عليه وراح السجن، وخرج جيل من الشباب الصغير الذى كان يتعاطى المخدرات ويروجها ليؤكد أنه سيذهب إلى حارة البطارية نسبة إلى هذا الشارع شهد ضبط أكبر عملية تهريب للمخدرات فى بطاريات السيارات.

وقالت عواطف الزهرى، إن الجميع فى الحارة يعرف الاسم الحقيقى للشارع خاصة كبار السن، وأن الجميع كان يصعب عليه أن ينطق هذا الاسم وكنا بـ«نستسهل النطق» علشان نقولها بسرعة «البطارية» مؤكدة أن معظم الذى سكنوا بالحى من أبناء الطبقات الفقيرة ولغة النطق لديهم غير جيدة.

وقال الحاج عبده، 70 عاما، إن أحد المؤرخين أكد أن اسم «البطلقرية» نسبة إلى البطاركة اليونانيين الذين توافدوا فى عهد الإسكندر المقدونى، وكان يشتهر بتسمية الشوارع والأحياء بأسماء معاونيه وكبار الأساقفة ليتبارك بها، وكان من بينهم بطلميوس سمينيوس والذى اتخذ من حى بحرى مكاناً له ولأسرته وعرفت الحارة باسمها القديم حتى قام الأبناء بتغييرها إلى مسماها الجديد وفق ما جاء فى أكثر من رواية.

وأضاف: إن الحارة تضم مسجد أبوعلى وهو أحد الآثار الإسلامية الذى يعود تاريخ بنائه إلى عام 678 هجرية وبناه ثلاثة شخصيات عبداللطيف بن رشيد محمد التكريتى ومصطفى بك أمير اللواء السلطانى وأبو على وفى عام 678 هـ - 1279م قام التاجر الأديب بن رشيد بإنشاء مدرسة خصصها لتلاوة القرآن والحديث ودراسة الفقه على المذهب الشافعى وعرفت «بدار الحديث التكريتية»، وقام الأمير مصطفى بتجديدها عام 1077م، ثم تعرضت هذه المدرسة للخراب، ثم تم تجديدها عام 1709م، وعرف الجامع باسم جامع أبو على.