قصفت القوات الموالية لحكومة «الوفاق» الليبية بالمدفعية الثقيلة مواقع لتنظيم «داعش» في وسط سرت، فجر الجمعة، غداة دخولها إلى المدينة الخاضعة للتنظيم، فيما واصلت المقاتلات الليبية استهداف مواقع «داعش» في درنة، وناشد المجلس الرئاسى للحكومة المجتمع الدولى تقديم المزيد من الدعم الطبى لقواته.
وقال المتحدث العسكرى باسم غرفة عمليات سرت، محمد الغصرى: «دخلت قوات الجيش وسط المدينة، وهناك اشتباكات مع القناصة في أعلى البنايات ومركز واغادوغو للمؤتمرات»، مضيفا: «العملية لن تدوم طويلا، يومان أو ثلاثة على الأكثر»، وأعلنت القوات البحرية أنها تسيطر على ساحل سرت بالكامل، لن يستطيع «داعش» الفرار عبر البحر.
وأضاف أن «عناصر القناصة التابعين للتنظيم يشكلون مصدرا للقلق لأنهم يهاجمون من مسافات بعيدة»، مشيرا إلى أن ذلك يشكل عائقا في الاشتباكات داخل المدينة، وأعلنت فصائل موالية للحكومة سيطرتها على بعض النقاط الاستراتيجية على أطراف سرت ومن بينها قاعدة جوية وعدد من المعسكرات وساحة استخدمها التنظيم في السابق لتعليق جثث أعدائه بعد إعدامهم، بينما اكتظ المستشفى الرئيسى في مصراتة بالجرحى في حين يجرى نقل المقاتلين جوا في الوقت الراهن إلى تركيا أو إيطاليا لتلقى العلاج، وقدمت لجنة الصليب الأحمر، بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبى، مساعدات لقرابة 8 آلاف و650 نازحًا من سرت ومدن أخرى، وأعلنت فرنسا عن تخصيص مليون دولار لصالح صندوق الاستقرار من أجل ليبيا، ودعا رئيس مجلس النواب الليبى، عقيلة صالح، إلى عقد جلستين الاثنين والثلاثاء المقبلين، لمناقشة تعديل الإعلان الدستورى ومنح الثقة لحكومة الوفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بيتر كوك، إن بلاده «متفائلة» بالتقدم الذي تحقق على الأرض، لكنه أضاف أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات فيما يتعلق بتوسيع الدور العسكرى الأمريكى في ليبيا، حيث تقوم فرق من قوات العمليات الخاصة الأمريكية برحلات متكررة إلى ليبيا منذ أشهر للوقوف على أوضاع المقاتلين المحليين على الأرض، وأوضح كوك: «لم نتخذ أي قرارات إضافية بشأن التحرك الأمريكى في هذه المرحلة، بالطبع نحن نراقب الوضع عن كثب ونشعر بتفاؤل كبير لما نراه»، وأشار أن التقدم في سرت «يشير إلى أن الحكومة الوطنية تتقدم على غرار القوات التي تدعمها»، وقال إنه «فى حال تمكنت الحكومة من القيام وحدها بطرد (داعش)، من دون دعم عسكرى غربى، سيكون تطورا مرحبا به»، وقال المبعوث الأمريكى لدى ليبيا، جوناثان وينر، إن من «خلص ليبيا من نظام معمر القذافى هم ذاتهم من يواجهون (داعش) في سرت ويحاربونه لتحرير المدن من قبضته»، وأضاف: «وحدة الصف والتوافق بين الليبيين لا تزال مطلوبة لإكمال المهمة وإعادة بناء الدولة»، وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى ليبيا، موصية رعاياها الموجودين هناك بمغادرة البلاد على الفور.
وأعلن الادعاء العام الملكى في بريطانيا أنه لن يتم توجيه أي اتهام لأى فرد في جهاز الاستخبارات الخارجية بشأن تسليم ليبيين معارضين وأسرهم إلى ليبيا بسبب «عدم كفاية الأدلة»، ونظرت المحكمة العليا في بريطانيا قضية تسليم المعارض الليبى عبدالحكيم بلحاج إلى النظام الليبى، في 2004، والتى يتهم الحكومة البريطانية بالتورط فيها.