ضمانات خطية لإسرائيل من أمريكا مقابل تجميد الاستيطان


أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم صياغة خطية لبعض الضمانات الأمنية والسياسية لإسرائيل حال استئناف مفاوضات السلام، نزولا على شروط تل أبيب، مقابل موافقتها على تجميد الاستيطان لمدة 3 أشهر، وبينما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العرض الأمريكى لا يمكن رفضه وأنه يتكون من 6 نقاط تشمل حوافز عسكرية واقتصادية وأمنية، تحدثت مصادر عن تراجع واشنطن عن تقديم 20 طائرة «شبح» مجانا لإسرائيل ضمن المقترح، بينما شنت طائرات الاحتلال سلسلة هجمات على قطاع غزة ومنطقة الأنفاق الحدودية، مما أسفر عن سقوط 6 جرحى على الأقل.


قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى: إذا كان هناك من تفاهمات بحاجة للتوثيق الكتابى، فإننا على استعداد للقيام بذلك، وذلك بعدما قال مسؤولون فى تل أبيب إن الحكومة الإسرائيلية تريد «ضمانات» بأن الطلب الأمريكى لتجميد الاستيطان «سيسمح بمواصلة البناء فى القدس».


وأوردت الصحافة الإسرائيلية والدولية تفاصيل العرض المقترح، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، «إن رزمة الحوافز الأمريكية مكونة من 6 نقاط، بهدف استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين»، وأوضحت الصحيفة أن الحوافز تشمل أولا تسليم إسرائيل 20 طائرة شبح من طراز «إف 35»، الأكثر تطورا فى العالم، ومواصلة الدعم الأمريكى سياسة إسرائيل غير الواضحة فى المجال النووى، وممارسة الولايات المتحدة حق النقض ضد أى مبادرة ضد إسرائيل فى الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية، وتعهد أمريكا بتشديد العقوبات ضد إيران، وتأكيد عدم توجيه أى طلب إضافى لتجميد أعمال البناء فى المستوطنات، وتوقيع اتفاقية أمنية شاملة بين إسرائيل والولايات المتحدة فى حالة توقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحدثت مصادر أخرى عن أن واشنطن ستزيد مساعداتها المالية لتل أبيب لتصل إلى 20 مليار دولار، تنفيذا لبنود الاتفاق الأمنى الموقع بين الجانبين لمدة 10 سنوات.


وبينما وصفت صحيفة «هاآرتس» المقترح الأمريكى بأنه من النوع الذى «لا يمكن رفضه،» إلا أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن واشنطن تراجعت، ونقلت عنهم صحف إسرائيلية قولهم إن واشنطن ترفض أن تشمل المكافآت لإسرائيل مقابل تجميد الاستيطان20 طائرة «إف 35» مجانا، وأفادت صحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وهاآرتس بأنه خلال الاتصالات بين مكتب نتنياهو والإدارة الأمريكية فى الأيام الماضية، أوضح المسؤولون الأمريكيون أنه على إسرائيل أن تدفع ثمن الطائرات من خلال خصم ثمنها من المساعدات الأمريكية أو من الخزينة الإسرائيلية مع إمكانية إرجاء الدفع لبضع سنين، مشددين على أنه لن يتم منح هذه الطائرات مجانا وأن تقديمها مرهون بالتوصل إلى اتفاق سلام، وقال الوزير الليكودى بينى بيجن: «يبدو أن صفقة طائرات الشبح المجانية قد تبخرت»، بينما جددت الرئاسة الفلسطينية رفضها تلك الضمانات، قائلة إنها رشوة تنقذ إسرائيل من عدم تنفيذ التزاماتها.


وبينما دعا نتنياهو وزراء حكومته وحزبه إلى الاجتماع اليوم فى مكتبه لإقناعهم بعدم الاعتراض على مقترح تجميد الاستيطان، بدأ الحاخامات المتطرفون حملة لإسقاط حكومته، مؤكدين أن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليمينى المتطرف، هو الأصلح لقيادة الحكومة.


وفى إطار محاولاتها الرامية إلى تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية، كشف المحامى قيس يوسف ناصر، أن حكومة الاحتلال ستصادق اليوم على برنامج يرصد 30 مليون دولار لتطوير ساحة البراق وجوارها للفترة من 2011 – 2015، يشمل تطوير «ساحة البراق والمناطق المجاورة، واستمرار الحفريات الأثرية فى المنطقة، ومواصلة حفر الأنفاق فى منطقة الأقصى».


وأمنيا، تزايدت التوترات الفلسطينية الإسرائيلية على جبهة غزة، وشنت مقاتلات «إف 16» الإسرائيلية سلسلة غارات على عدة أهداف فى قطاع غزة شملت دير البلح وخان يونس ومنطقة الأنفاق الحدودية مع مصر، مما أسفر عن سقوط 6 جرحى على الأقل وانهيار مبنى سكنى غير مأهول، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط مطار غزة جنوب محافظة رفح جنوب قطاع غزة بعشرات القذائف، مما أحدث دوى انفجارات ضخمة وعنيفة.


وقالت مصادر فلسطينية إن الغارات على منطقة الأنفاق الحدودية مع مصر أسفرت عن تدمير نفقين، وأكد شهود عيان تعرض عدد من المنازل الملاصقة للحدود لاهتزازات شديدة وأصيب بعضها بشروخ وتصدعات وتوقفت حركة الشاحنات على الطريق الدولى «العريش –رفح» بشكل شبه تام نتيجة القصف وقالوا إن القصف أصاب سكان مدينة رفح المصرية بحالة من الهلع، بينما شددت أجهزة الأمن بشمال سيناء من إجراءاتها على طول الحدود مع القطاع، تحسبا لأى تطورات تصاحب القصف المتواصل، بينما أكد مصدر أمنى أن الإجراءات، التى تتم على الحدود عادية وتتم بشكل روتينى ولا علاقة لها بالقصف.


وأعلنت مصادر بجيش الاحتلال أن الغارات جاءت ردا على إطلاق صاروخ جراد طوله 40 كيلومتراً، وعدة قذائف صاروخية, الجمعة, على جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل قدمت شكوى إلى الأمم المتحدة من القذائف وادعت أن القذائف تحتوى على قنابل فوسفورية.