العالم ينتظر «خليفة أوباما»

«هيلارى» الطموحة فى مواجهة «ترامب» الشعبوى
كتب: اخبار الأربعاء 08-06-2016 22:24

اقتربت المرشحة الديمقراطية فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلارى كلينتون، من أن تصبح أسطورة سياسية أمريكية، إذ أعلنت فوزها بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى، فهيلارى التى شغلت عددا من المناصب، بداية من عضويتها فى مجلس الشيوخ، حتى قيادة وزارة الخارجية، تقترب من أن تصبح أول امرأة تحكم الولايات المتحدة فى التاريخ، وسيتأكد ترشيحها للانتخابات الرئاسية بشكل رسمى فى مؤتمر الحزب الديمقراطى فى يوليو المقبل، لتواجه المرشح الشعبوى الأكثر إثارة للمشاكل دونالد ترامب، الذى ضمن بدوره الترشح عن الجمهوريين، فى المعركة النهائية المقررة فى 8 سبتمبر المقبل.هيلارى كلينتون وزوجها بعد تأكيد فوزها بترشيح الحزب الديمقراطى

وخلال احتفالها مع أنصارها فى نيويورك، قالت: «بفضلكم حققنا إنجازا كبيرا، فللمرة الأولى فى تاريخ أمتنا تنال امرأة ترشيح حزب كبير»، وكتبت، على حسابها بموقع «تويتر»: «إلى كل فتاة صغيرة تحلم بأحلام كبيرة: نعم تستطيعين تحقيق ما تريدينه، حتى أن تصبحى رئيسة، الليلة إهداء لك»، وأمضى أنصار كلينتون ليلة من البهجة العارمة، احتفلوا خلالها بصنع التاريخ، وساهمت فى محو لحظات التشكيك فى حلم بدا مستحيلا من ذاكرتهم. وكانت هيلارى صرحت بأنه سيكون للمرأة نصف عدد المقاعد فى الحكومة الجديدة فى حال فوزها.

اغتنمت كلينتون فرصة فوزها لتوجيه عدة رسائل، فقد هنأت منافسها السيناتور بيرنى ساندرز على مسيرته «الاستثنائية التى لم تنته، والأفكار الجيدة للغاية التى قدمها لحزبهما ولأمريكا»، وقالت كلينتون: «نعلم إننا أكثر قوة معا»، فى محاولة لتوحيد الصفوف الديمقراطية عندما تكتمل الانتخابات التمهيدية، حيث إنها لم تستطع أن تحقق فوزا كاسحا فى انتخابات حزبها مثل خصمها الجمهورى دونالد ترامب، لعدة أسباب كان أهمها، منافسها ساندرز المرشح «المتمرد» الذى أمضى معظم حياته السياسية مستقلاً قبل أن ينضم إلى الحزب الديمقراطى ليشن «ثورته» السياسية السلمية لحساب العمال وذوى الدخل المحدود والشباب، والذى يجذب أصواتهم ومؤيدى اليسار، ‫بسبب تركيزه على القضايا الداخلية، مثل رفع الحد الأدنى للأجور، والتأمين الصحى، وجعل التعليم الجامعى مجانيا للجميع، كما أنها مازالت تعانى من التحقيق فى قضية استخدامها بريدا إلكترونيا غير رسمى خلال فترة توليها وزارة الخارجية، وهو ما يعرضها للاتهام بعدم المسؤولية وحفظ أسرار الدولة. وحققت «هيلارى» خلال مسيرتها السياسية العديد من الألقاب، وتسعى لتتويجها بأن تصبح الرئيسة الأمريكية الأولى، فهى أول امرأة تترشح عن أحد أهم حزبين، وإن فازت ستكون أول زوجة لرئيس أمريكى تترشح للرئاسة، وهو ما جعل زوجها الرئيس السابق، بيل كلينتون، يطلق عليها لقب «العُقَاب».

ورغم تجنب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إظهار دعم رسمى لكلينتون، إلا أنه هنأها على حملتها «الملهمة»، وأعرب عن امتنانه لمنافسها ساندرز إزاء تحفيزه ملايين الأمريكيين، وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيلتقى ساندرز، لمواصلة «الحوار حول القضايا المطروحة للنقاش بشأن الأسر الأمريكية العاملة»، إلا أن ساندرز أكد استمراره فى السباق حتى مؤتمر الحزب الديمقراطى المقبل، وليس سراً أن بعض موظفى أوباما يفضلون كلينتون على ساندرز، بل إن البعض استقال مؤخراً ليعمل فى حملتها، وتقول بعض المصادر إن الإدارة تريد أن ترى وحدة وانضباطا فى داخل المعسكر الديمقراطى، والالتفاف حول مرشحتهم وهى كلينتون. وخصصت كلينتون جزءا كبيرا من خطابها للهجوم على ترامب، وقالت إنه ليس مستعدا ليصبح رئيس الولايات المتحدة، وسعت لاستغلال الغضب الذى يثيره ترامب ضد المرأة والمكسيكيين، فيما رد المرشح الجمهورى بأن «الزوجين كلينتون أصبحا خبيرين فى فن الإثراء الشخصى»- فى إشارة إلى تمويلات مؤسسة كلينتون- وقال لمؤيديه إنه يرحب بمؤيدى ساندرز «بأذرع مفتوحة» إذا قرروا الانضمام له، معلنا بدء مرحلة جديدة من الحملة.

ويكافح «ترامب»، الذى أصبح المرشح المفترض للحزب الجمهورى بعد مواصلته المسيرة متغلبا على 16 منافسا، لكسب تأييد زعماء الحزب بعد حملة أولية مريرة أدلى خلالها بعدد من التصريحات المثيرة للجدل، شجعت بعض الجمهوريين على أن يفكروا فى انتخاب هيلارى أو الامتناع عن التصويت، وهو ما يجعل تلك الانتخابات تسفر عن مرشحين لا يتمتعان بشعبية كاسحة داخل حزبهما.

صراع المواقف وحرب التصريحات يحسمان المعركة النهائيةهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية تتحدث في معهد بروكنجز بواشنطن يوم الجمعة - صورة أرشيفية

فرضت عدة قضايا داخلية وملفات خارجية نفسها على المعركة الانتخابية بين «هيلارى» و«ترامب»، ووضعت المرأة الحديدية فى صلب المواجهة مع الملياردير المشاغب، وتصاعدت لغة المراهنات السياسية على هذه العناوين الفرعية، لاستقطاب الناخب الأمريكى، والفوز بثقته للوصول إلى البيت الأبيض، وسط العديد من التحديات والأزمات التى تحيط بكل مرشح لموقفه من تلك القضايا وتغيير أو ثبات هذا الموقف الأمر الذى سيكون له العامل الحاسم فى حسم السباق النهائى.

كلينتون .. تصريحات متزنة ومواقف ثابتة

الهجرة:

انتقدت المرشحة الديمقراطية موقف وتصريحات منافسيها فى المعسكر الجمهورى منذ بداية الحملات الانتخابية حول الهجرة، موضحة أنها تريد فتح الطريق إلى المواطنة للمهاجرين غير الشرعيين بما فى ذلك إلغاء رسوم التأشيرة وتوفير المزيد من البرامج اللغوية مع إغلاق مراكز الاحتجاز التى يديرها القطاع الخاص.

الأقليات:

دعت إلى العمل لإصلاح العدالة الجنائية وتوفير دعم أكبر للعائلات الأمريكية من أصول أفريقية، وإنفاق 20 مليار دولار لإتاحة فرص عمل للشباب المنتمى للأقليات فى الولايات المتحدة، وكثيرا ما استنكرت التقليل من أهمية حياة الأمريكيين السود فى البلاد.

المرأة:

من أبرز تصريحاتها عن حقوق الأمريكيات وعودها بأن يكون للمرأة نصف عدد المقاعد فى الحكومة الجديدة حال فوزها فى الانتخابات الرئاسية، فضلا عن مناصرة حقوق المرأة ضمن حقوق الإنسان، من خلال القوانين واللوائح والثقافة، وصولا إلى المساواة فى الأجور والارتقاء بالتعليم.المزيد

سباق التبرعات يبدأ بالإعلام والنجوم وينتهى برجال الأعمالسلمى حايك - صورة أرشيفية

تبدو مسيرة هيلارى كلينتون سهلة على صعيد جمع التبرعات اللازمة للإنفاق على حملتها الانتخابية كمرشحة للحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها فى نوفمبر المقبل، على العكس من خصمها دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهورى، الذى أعلن استهدافه جمع مليار دولار، فى ظل انقسامات داخل حزبه، ورفض الكثير من كبار المتبرعين والداعمين الجمهوريين دفع دولار واحد لدعم ترامب.

وفى قائمة المتبرعين لدعم هيلارى كلينتون، يمكن العثور على أسماء جهات تقليدية عرفت بدعمها للديمقراطيين، مثل مجموعة سيتى جروب (سيتى بنك)، مجموعة جولدمان زاكس، ميكروسوفت، جامة هارفارد، جامعة كاليفورنيا، إيميليز ليست، جى بى مورجان شيس، مورجان ستانلى، تايم وارنر التى تعد أكبر تكتل لوسائل الإعلام فى العالم وثالث أكبر الشبكات التليفزيونية فى العالم وتتبعها شبكة «سى إن إن»، وشركة «وارنر بروس» وغيرها.

ويمكن التنبؤ بمسيرة سهلة لجمع التبرعات أيضا مع قائمة طويلة من المشاهير الذين يدعمون هيلارى، مثل شارون ستون، وسلمى حايك، مورجان فريمان، بن أفليك، ريتشارد جير، سارة جيسيكا باركر، ميلانى جريفيت، داستين هوفمان.المزيد

«المصري اليوم» تستطلع آراء خبراء حول الانتخابات ومصرالرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية. وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة، ستيفن بيكروفت، وكبير مديري مجلس الأمن القومي الأمريكي، روبرت مالي، 2 أغسطس 2015 - صورة أرشيفية

استطلعت «المصرى اليوم» آراء عدد من المحللين السياسيين والخبراء المصريين والأجانب بشأن تأثير الانتخابات التمهيدية الأمريكية على مصر ومستقبل المعونة الأمريكية، ودور ومستقبل قوات حفظ السلام الأمريكية فى سيناء، وجاءت الإجابات على هذا النحو:

فيما يتعلق بالاختلافات بين اتجاهات الجمهوريين والديمقراطيين حول دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد دان تشيرجى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أنه لايرى أى اختلاف كبير بين الحزبين، فالجانبان ليسا متحمسين للنظام الحالى فى مصر، ومن الواضح أنهما مستعدان لدعمه لقناعة مشتركة بأن الاستقرار السياسى لمصر من المهم الحفاظ عليه على ضوء مستقبل المصالح الواسعة للولايات المتحدة فى المنطقة، وبعد عزل الإخوان وتولى السيسى الحكم، عادت واشنطن إلى سياسة الحياد، واتفقت معه فى الرأى مروى مزيد، الباحثة فى العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط والعلاقات المدنية العسكرية بجامعة واشنطن، حيث ترى أن ثمة استراتيجيات أمريكية واضحة تجاه مصر لكنها لاتختلف كثيرا باختلاف المرشحين، والحديث عن احتمال تحسن علاقة مصر بواشنطن حال فوز أحد المرشحين الجمهوريين ليس صائبا، ورغم أن تجربة الديمقراطيين مع مصر لم تكن على مايرام فى عهد الرئيس الحالى بارك أوباما، فضلا عن تصريحات هيلارى كلينتون المعارضة للنظام الحالى ولعزل الرئيس السابق محمد مرسى، إلا أن هذا لا يعنى أن الجمهوريين هم الأفضل لمصر، فالجمهوريون يمكن أن يتعاملوا مع الإسلاميين لطمس القومية العربية مثل العراق حاليا التى أصبحت تميل إلى إيران أكثر منها إلى العرب.المزيد

أبرز محطات العلاقات المصرية- الأمريكية منذ كامب ديفيد إلى الآنجيمي كارتر - صورة أرشيفية

جيمى كارتر – ديمقراطى 77-81

فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 78 تم إبرام اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل (كامب ديفيد) برعاية الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الديمقراطى جيمى كارتر. دشنت الاتفاقية المعونة العسكرية الأمريكية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى حزمة مساعدات اقتصادية تنموية لمصر، وأصبحت مصر ثانى أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية من الولايات المتحدة بعد إسرائيل وبذلك فتحت مصر والولايات المتحدة صفحة جديدة بالعلاقات المشتركة بين البلدين قائمة على التعاون السياسى والعسكرى.

رونالد ريجان - جمهورى 81-89

تولى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الحكم فى نفس العام الذى تولى فيه رونالد ريجان الجمهورى ولايته الرئاسية فى الولايات المتحدة، وبدأ ولايته بالتأكيد على احترام اتفاقية السلام، واستمرت الولايات المتحدة فيها بتعهداتها بالتعاون الاقتصادى والعسكرى. وخلال إدارة ريجان، أصبحت مصر لاعبا أساسيا فى عمليات التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل لاتفاق سلام، وحليفا للولايات المتحدة فى حربها فى أفغانستان. وكانت أول إدارة تربط بين المساعدات الأمريكية لمصر بالمصالح الأمريكية بالمنطقة ولم تعد فقط مرتبطة بمعاهدة السلام.المزيد

عائلتا المرشحين.. كلينتون داعم قوى لزوجته.. وترامب زير نساءعائلة كلينتون

ولدت هيلارى كلينتون لأسرة محافظة فى ولاية إلينوى، كان والدها عسكرياً وتعرفت على بيل كلينتون فى عام 1971 أثناء دراستها الحقوق فى جامعة يال، وشاركا معا فى حملة انتخابية لأحد المرشحين الديمقراطيين.

تزوجت من بيل كلينتون ولديهما بنت وحيدة هى تشيلسى كلينتون، البالغ عمرها 34 سنة، تعمل مراسلة خاصة لقناة «إن بى سى نيوز» وتعمل مع مؤسسة كلينتون ومبادرة كلينتون العالمية، تزوجت فى 2010 من المصرفى الأمريكى مارك مازفينسكى، وهو يهودى يكبرها بعامين، وأب منها لابنة سموها شارلوت حين ولدت قبل 8 أشهر، وهى أول حفيدة للمرشحة هيلارى.

وكانت هيلارى كلينتون أعلنت أنها ستستعين بزوجها فى إدارة الملف الاقتصادى والذى كان يتميز بجودة إدارته عندما كان رئيسا لأمريكا، إذ ساد الانتعاش الاقتصادى وتحسنت أحوال الأمريكيين وتراجعت الديون، فى الوقت الذى يلعب فيه زوجها الرئيس الأسبق دورا محوريا فى مساندة حملة زوجته أو دعمها، إلا أن الرئيس الأسبق يمثل نقطة ضعف لزوجته المرشحة فى مواجهة المرشح الجمهورى دونالد ترامب إذ حاول الأخير استغلال أزمة تورط كلينتون مع مونيكا ليونيسكى، فيما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى سجل متباين لترامب مع النساء تخللته ملاحظات فظة ورعاية المسار المهنى لموظفات لديه. وتحدثت الصحيفة عن ترامب البالغ 69 عاما، المتزوج ثلاث مرات، لافتة إلى تقديم نفسه كزير نساء منذ انخراطه فى مدرسة عسكرية للذكور فى الستينيات. أما معارضوه فيعتبرونه على العكس كارها للنساء.المزيد

رؤية ترامب تزعج حلفاء واشنطن وتخدم خصومهااحتجاجات ضد المرشح الجمهورى

تعهّد المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، خلال جولاته الانتخابية، بأن يجعل «أمريكا عظيمة مجددا»، وبـ«تجديد شامل للسياسة الخارجية لأمريكا»، وأنه «يرغب فى إعادة النظر فى تحالفات الولايات المتحدة التقليدية فى حال أصبح رئيسا».

وأثارت دعوات ترامب لمنع دخول المسلمين لأمريكا بذريعة منع تكرار هجمات 11 سبتمبر مرة أخرى، وهجومه على المكسيكيين، ورغبته فى بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، ردود فعل سلبية لدى العديد من قادة الدول، خاصة عندما أعلن أنه سيعمل على أن يتحمل حلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا وآسيا جانباً أكبر من العبء المالى للدفاع عن دولهم وإلا سيتركون ليدافعوا عن أنفسهم، على أن يستعين بالجيش الأمريكى إلا «حين تقتضى الضرورة».

وانتقد الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ترامب، مؤخرا، وقال إن القادة الأجانب فى مجموعة الدول السبع الكبرى «مندهشون من المرشح الجمهورى، وأنهم ليسوا واثقين من مدى الجدية التى عليهم أن يأخذوا بها تصريحاته لكنها تزعجهم»، وتابع قائلا «لسبب وجيه لأن الكثير من الاقتراحات التى قدمها إما تنم عن جهل بالشؤون الدولية أو عن أسلوب متعجرف».المزيد