أعلنت بيرو المنزل الذي شهد ميلاد أديبها الكبير «ماريو بارجاس يوسا»، جزءا من قائمة التراث الثقافي الوطني، وقررت تحويله إلى متحف يستعرض ملامح حياته وأعماله طوال مشواره الأدبي، وحتى حصوله على جائزة نوبل في الآداب العام الحالي.
وصرح وزير الثقافة البيرواني «خوان أوسيو» في بيان بأن شركة «يونيك»، مالكة المنزل الكائن بشارع سينيوريال في مدينة أريكيبا، جنوب بيرو، تنازلت عنه لصالح هذه المبادرة التي سوف يتولى جانب الإعداد المتحفي منها ابن شقيقة الكاتب «لويس يوسا»، وهو مخرج سينمائي.
وأوضح الوزير «نحاول من خلال هذه المبادرة تكريم كاتبنا وتخليده في ذاكرة الأجيال»، مشيرا إلى أن مبادرة تحويل المنزل لمتحف خطرت على باله «بالتزامن مع إعلان فوز «يوسا»، صديقه وابن بلده، بجائزة نوبل للآداب».
وقال «أوسيو» إن المنزل المشيد في أوائل القرن العشرين، لا يزال بحالة جيدة، ومن المقرر تحويله بعد تفعيل المبادرة إلى أحد أهم معالم الجذب السياحي والثقافي في مدينة أريكيبا.
وبدأ «بارجاس يوسا» (ليما 1936) تألقه في مجال الآداب، بروايته الشهيرة «المدينة والكلاب» والتي توجه نقدا ذاتيا بالغ العنف للمؤسسة العسكرية من منشئها في بلاده، والتي ظهرت في الستينيات ووصفها النقاد بأنها «عمل صادم». بعدها ظهرت روايته التي اتسمت بإيحاءات جنسية فاحشة «المنزل الأخضر».
توالت بعد ذلك أعماله التي مزج فيها بين النقد الذاتي، والواقع المرير في أمريكا اللاتينية الذي تتحكم فيه مؤسسات عسكرية فاسدة، وتخضع شعوبه لعوامل الفقر المدقع، والجهل والمرض، دون أن يؤثر ذلك على طبيعته الثورية المقاومة للسلطة الغاشمة، والمحبة للحياة بمتعها وهزليتها برغم قسوتها.
ومن أبرز أعماله «حوارات الكاتدرائية» و«الثرثار» و«حرب نهاية العالم» ثم «من قتل موليرو» و«الشاويش ليتوما في جبال الأنديز» و«مغامرات الطفلة الشقية» و«الفردوس على الناصية الأخرى» و«حفلة التيس»، والتي استرجع فيها حقبة الديكتاتورية في الدومينيكان، والتي تعد من أسوأ نماذج الأنظمة السلطوية الشمولية التي سادت في أمريكا اللاتينية منذ منتصف القرن الماضي وحتى أواخر الثمانينات.
حصل «بارجاس يوسا» على عدة جوائز رفيعة مثل الجائزة الوطنية في الآداب من بيرو، وجائزة أمير أستورياس للآداب، والتي تعد نوبل الإسبانية، وجائزة ثربانتس للرواية أرفع جوائز الآداب الناطقة بالإسبانية على الإطلاق كما حصل على جائزة منندث بيلايو الدولية من إقليم كتالونيا.