فى شهر رمضان الكريم وبين الأجواء الحارة التى تهب بسبب الظروف المناخية من جهة، والأحداث السياسية اليومية من جهة أخرى، قررت الكلام. نعم فقد تجد الضغط يتصاعد أحيانا وينذر بإحباط!! كل يوم تصرفات استفزازية توكد أن وراءها سوءا فى الاختيار أدى إلى سوء إدارة أو التشويه للمشهد الخارجى والداخلى للدولة المصرية. ارحمونا من أول تسريب لامتحانات الدين.. أو التقاعس فى الأداء لوزير.. أو للرشوة المستشار أو المتابعة لصراخ فى الإعلام.. إلخ، كلها عدد من نوعيات الكوارث بسبب الإهمال أو بسبب عدد من الشخصيات تم اختيارها على الأمل فى حسن الإدارة والأداء.. أو الولاء.. وللأسف نكتشف فجأة أن الميول الشخصية أقوى من مصلحة الدولة ومن كل التزام. فكلها سلبيات تتراكم على بعض التصرفات التى تعظم أمامك من مشهد التخبط، وتفتح بابا واسعا من الشكوى والإحباط من الدولة والنظام!!..
إذًا يا أهل القرار اسمعونا.. هناك قرار قد اتخذ بإسقاط هذه الدولة من جديد من أهل الشر، وليسوا بإخوان أو إرهاب، ولكن عن طريق شخصيات معينة يتم الدفع بها من عدد من أصحاب المصلحة أو أصحاب الكراسى للتصعيد من خلالها من يزيد نقاط الخلل فى الإدارة.. بهدف التشكيك والتشويه فى صورة النظام.. وطبعا.. بعد فترة من هذا التراكم المستفز من الأخطاء وسوء التصرفات الخاصة بفن الإدارة.. فجأة.. تسقط الدولة، ولا تجد من يثق فيها ليساندها أو ليدعمها لأن الشك فى الأداء المصرى والإحباط من اختفاء الاحتراف فى قدرات المصريين، أو احترامهم للقانون، فانضباط السلوك هو الأساس لنهوض الدولة... نعم.. مرة أخرى سنعيد الكلام من داخل مذكرات أحد العملاء لأمريكا نجد اعترافا كاملا أن هناك مخططا لا يحتاج لتعظيم الخسائر من الأموال أو من الأرواح، وشراء المدافع والطائرات للتحكم فى إضعاف الدولة.. فقد ثبت أن هناك طريقة أخرى بتكلفة أقل وجودة عالية لتحقيق سرعة فشل الدولة وإسقاطها وهى طريقة فعالة ومضمونة، داخلية صناعة محلية، ليسوا نشطاء أو إخوانا ولكن عن طريق:
١) أسلوب الإطالة فى إجراءات الثواب والعقاب.
٢) والدفع بالشخصية الخطأ لتتربع فى المكان المهم.
٣) وتسأل أهل الرقابة والأمن أو أصحاب الخبرة والحكمة والثقة: كيف وصل هؤلاء إلى مجلس أو منصب أو قرار؟، وكيف رفعت عنهم التقارير الإيجابية لتحقق هذا الاختيار عن حسن الأداء؟، فيرد عليك الجميع من الجهات وبدون استثناء بقوة وثقة: «طبعا نحن كتبنا وبلغنا ورفعنا الأوراق ولكن لسنا نحن من نقرر»، فهذه الشكوى أصبحت عامة ولسنا نحن أصحاب القرار ولا نعرف من المسؤول لتحديد هذا الاختيار لهذه النوعية!!، فربما قناعات شخصية وروابط مصالح وصداقات، مفيش إجابة محددة مع أن الشكوى ملحوظة ومكررة.. عجبى.
الحقيقة هى أن التنافس أو التسابق على التميز أصبح جزءا من الانطباع المصرى، ضرب كتف قانونى.. على حساب المصالح الوطنية.. وتذكروا الأمثلة.. فهكذا سقطت دول الاتحاد السوفيتى بهدوء وبدون تدخل واضح، ولكن بأسلوب الاختراق فى مفاصل الدولة.. فبعد إعادة الفك والتركيب فى ترسيم للدول وتحديد الأدوار الأنظمة، فأجد أمامى سؤالا واحدا يردد من عدد كبير من الناس.. وبصراحة: متى يدرك كافة سكان مصر المحروسة أننا نعيش المرحلة الصعبة التى يرسم فيها نهاية شكل الشرق الأوسط الجديد باحتراف وتخطيط.. فأهل القرار اسمعونا: الترهل فى المشهد غير مقبول، الرئيس والجيش ينجز ويحقق تقدما، والمشهد المدنى أصبح غير مقبول.
gailane.gabr@ yahoo.com