دراسة: معظم نساء الصعيد يعتبرن الضرب والإهانة «رجولة»

كتب: هدي رشوان الجمعة 19-11-2010 13:46

كشفت دراسة تحليلية حديثة عن  أن معظم سيدات الصعيد يعتبرن أن الضرب والإهانة من قبيل الرجولة، وأن من حق الرجل تأديب زوجته وعليها طاعته.

وأشارت الدراسة التى صدرت عن هيئة كير «care» فى إطار مشروع «سلامة وأمان» إلى أن الضرب وإهانة الزوجة والطلاق التعسفي وحرمان النساء من الميراث هي أكثر مظاهر العنف الأسري، من أصل 14 قضية عنف أسرى تناولتها الدراسة وهي: «الضرب والإهانة – عدم إنفاق الزوج – المساومة على الحقوق - ختان الإناث – تمييز الولد عن البنت – الحرمان من الميراث – الحرمان من التعليم للفتيات – منع الزوجة من الخروج من المنزل – الزواج الإجبارى – طرد الزوجة من المنزل – هجر الزوجات – الزواج المبكر – الدخلة البلدي – الطلاق غير الموثق»، وتوصل فريق العمل بالدراسة لهذه القضايا الـ14 من خلال لقاءاتهم بأهالى المجتمعات المستهدفة.

وأوضحت الدراسة التي أجريت على 30 مجتمعا بـ3 محافظات من صعيد مصر، هي المنيا وأسيوط وسوهاج، أن قضية ضرب وإهانة الزوجة والنساء والفتيات والأطفال عموما هي العامل المشترك الأول فى 30 مجتمعا محل الدراسة، يليها فيما بعد كل من حرمان المرأة من الميراث والطلاق التعسفى والطرد من المنزل.

وفيما يتعلق بالأطفال الإناث، جاءت قضية الختان فى المستوى الأكثر انتشارا يعقبها التمييز بين الولد والبنت وحرمان الفتيات من التعليم.

وحول أسباب انتشار هذه الظواهر فى المجتمعات، أوضحت الدراسة أن مظاهر الضرب والإهانة، الممارسة ضد النساء، تعتبر مكونا أساسيا ضمن مكونات ثقافة المجتمع بكل فئاته، وترجع أسبابه إلى إثبات الرجولة ولأنه واجب على الزوج لتأديب زوجته، وأرجع رجال دين بهذه المجتمعات محل الدراسة الأسباب إلى الفقر وانخفاض مستوى الدخل وبطالة الزوج وعدم التراضي بين الزوجين فى الممارسة الجنسية.

وأشارت الدراسة إلى أن أول وأهم أسباب حرمان المرأة من ميراثها يعود لزواجها من خارج العائلة وهو ما يجعلهم يعتقدون أن المرأة أصبح لها كل ما هو ملك لزوجها لذلك لا يوجد سبب لأخذ ميراثها.

أما السبب الثانى لحرمان المرأة من الميراث فيرجع إلى صمت المرأة عن حقوقها وعدم مطالبتها وذلك لضعف المرأة ذاتها وانكسارها، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التى تمنع البنات من الحصول على حقوقهن فى الإرث.

ونشرت الدراسة بعض المقترحات التى قدمها الأهالى لمواجهة ما تتعرض له النساء من صور العنف الأسرى المختلفة؛ حيث نصح الطرفان (الزوج والزوجة) بحل قضاياهما بنفسيهما دون تدخل لأى شخص من الخارج، وذلك لأن الأهالى يرون أن المشاكل الأسرية وما يتبعها من عنف لا تبدأ إلا بعد خروج أسرار المنزل إلى الأقارب والأغراب، ومحاولتهم التدخل بين الزوجين.

وطالب الأهالى بتنظيم ندوات توعية ودروس وعظات دينية لكل من الرجال والنساء حول قيمة الحياة الأسرية واحترام الطرف الآخر، واقترحوا تفعيل مجالس الآباء بالمدارس من أجل حث الأهالى على تعليم الفتيات.

وحول قضية ختان الإناث أكدت الدراسة أن أهالى القرى جميعا يرون أن أهم وسائل محاربة هذه الظاهرة تتمثل فى دروس التوعية بالمساجد وكلمات الوعظ بالكنائس، بالإضافة إلى تشكيل لجان مكونة من قيادات المجتمع للضغط على الأهالى لإيقاف هذه العادة.