قلت نخلى المقالة النهارده عن موضوع مبهج، بعيد عن مشاكل الكرة والرياضة المصرية، وحل وربط اتحاد الكرة، والوزير هيطلّع قرار، ولا هيستنى شوية، خوفاً من فزاعة الفيفا، مع أن اللجنة الثلاثية متفهمة الموضوع، ومش ممكن هتزَعَّل الوزير.
المهم خلينا فى مقالة اليوم، وهى عن أربعة أولاد وبنات صغار (طارق، نور، سيمو «إسماعيل»، يوسف)، الأربعة أحفاد أحد أصدقائى، تقابلت معهم فى ميلانو الأسبوع الماضى، حيث كانت تقام احتفالات نهائى كأس أوروبا، وأقول احتفالات ولا أقول كأس أوروبا، لأن الجميع ذهب ليحتفل ويفرح ويستمتع، بعيداً عن التعصب والغباء الذى يعيش فيه الكثيرون من جماهير كرة القدم المصرية. الأربعة الصغار ذهبوا إلى ميلانو مع والدهم، وكنا مجموعة من الإسكندرية حالفهم الحظ بالحصول على تذاكر المباراة، ولأن التذاكر من جهات مختلفة لم تكن جميعها فى نفس المكان، واحترنا ماذا نفعل مع الصغار، خاصة أن- تقريباً- كل أربع تذاكر كانت فى جهة مختلفة، وفوجئت بأن الصغار يريدون أن يكونوا معاً، ودون صحبة أى منا، ولأن الزحام شديد والاستاد سوف يكون مليئاً عن آخره تخوَّفنا بعض الشىء، ولكن أمام إصرارهم وافق والدهم أن يذهب الأربعة بمفردهم، وللعلم أعمارهم تتراوح بين 7 و12 سنة. وافترقنا قبل دخول بوابات الاستاد، والتقينا بعد انتهاء المباراة، وكأننا كنا جميعاً فى مكان واحد. الجميع استمتع، الجميع قضى وقتاً سعيداً بين استعراض رائع، ومباراة مثيرة، وتشجيع مثالى من كل الجماهير، حتى الخاسر استمتع بوقته. لا مشاحنات، لا مشاجرات، لا ألفاظ خارجة، اللهم من صديق انفعل على رونالدو عندما لم يجد وقتاً للتصوير معه أثناء تسلُّم الميداليات.
هل ممكن أن يأمن أب، أو أم، أو جد فى مصر الآن أن يذهب أبناؤه أو أحفاده إلى استاد كرة قدم، حيث العذاب وعدم الالتزام بأقل قواعد الأدب والاحترام. لن نستطيع أن نأمن على أنفسنا وعلى أولادنا فى الملاعب قبل أن ينفذ القانون، وقبل أن يكون هناك عقاب ضد كل من يخرج على القواعد ويكسر القانون.
نتحدث جميعاً عن عودة الجماهير إلى الملاعب، وللأسف لا أجد من الدولة أى جدية فى تطبيق القانون، ومعاقبة الخارجين. يجب أن تنفذ العقوبات وبشدة حتى يلتزم الجميع، نحن عشنا سنين من الفوضى، ومازال جزء منها مستمراً، ونجد كثيرين من الشعب مازالوا مُصرّين على الفوضى والشغب فى أماكن كثيرة.
نحن جميعاً نريد أن يكون اتجاه الدولة يسير نحو الانضباط، وربما تكون الخطوات بطيئة ولكنها من المؤكد سوف تكون مثمرة، ويجب أن يتعاون الجميع على ذلك. أتمنى كما تتمنون جميعاً أن نرى قريباً جداً طارق ونور وسيمو ويوسف فى ملاعب كرة القدم المصرية بمفردهم.