الفرصة الأخيرة للجماهير من كلام الرئيس

أحمد شوبير الأحد 05-06-2016 21:45

للمرة الثانية يذكر الرئيس السيسى اسم الألتراس فى حوار أو حديث خاص به أمام الملايين مباشرة، وهذه المرة كانت فى حواره المهم لملايين الشعب المصرى بمناسبة مرور عامين على توليه المسؤولية، وسأله الزميل المتميز والمحترم أسامة كمال: متى تعود الجماهير إلى المدرجات؟ فكان رد الرئيس بالحرف: «وأنا نفسى أن يعودوا إلى المدرجات»، ثم بدأ الرجل فى وضع النقاط فوق الحروف، وأولاها أن يكون هناك نظام من داخلهم، ثانياً أن يلتزموا بتعليمات الأمن، وذلك رداً على استفسار الزميل أسامة عندما قال له: «وهم سيؤمّنون المباريات»، فقال الرئيس: «لا»، ثم قال الرئيس إنه متأكد أنهم سيقدمون صورة طيبة لو التزموا ونظموا أنفسهم من جديد، ثم عاد الرئيس ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الباب مفتوح للحوار، سواء مع وزير الشباب أو الأجهزة الأمنية، وهو ما يدحض تماماً فكرة أن الرئيس كان قد طلبهم للحوار سابقاً، وأنهم رفضوا، لأن اسم ومكانة الرئيس أكبر بكثير من ذلك. ما علينا، المهم الآن أن الجميع أمامه فرصة من ذهب قد تكون الأخيرة لعودة الحياة إلى طبيعتها فى المدرجات الرياضية بكاملها، وهذا الأمر يتطلب من الجميع أن يعمل وبسرعة فائقة على وضع أسس وقواعد هذه العودة، وذلك حتى لا ينحاز لطرف على حساب الآخر، وأنا وعلى الرغم من موقفى الواضح والمعلن للجميع ضد الشغب والتجاوزات والخروج عن النص من فئة معينة من الجماهير، إلا أننى منذ شهور وإلى الآن وأنا أحاول أن أجد حلولاً لكى تعود الحياة للمدرجات، فهذا حق للجميع، ولا يمكن أن تتسبب قلة من الجماهير فى حرمان الباقين من التمتع بالمباريات داخل المدرجات، لذلك أرى أنه ومنذ الغد يتوجب على المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، أن يبادر على الفور بعقد الاجتماعات مع السادة مديرى ورؤساء الاستادات الكبرى، والتى تصلح لاستقبال الجماهير، يطمئن من خلالهم على جميع الأمور الفنية مثل الكاميرات الخاصة بالمراقبة وبوابات الدخول وعناصر الأمان الكامل داخل المدرجات وخارجها للجماهير، ثم يعقد اجتماعات متتالية مع السادة مسؤولى الأمن للوقوف على كل متطلبات الأمن لعودة الجماهير للمدرجات، ثم يعود مرة أخرى ليبحث عن أبنائه وزملائه متطوعى بطولتى الأمم الأفريقية 2006، وكأس العالم للشباب 2009، والذين كان لهم الفضل الأكبر فى نجاح البطولتين ليستعين بهم فى تنظيم المباريات، مثلما نرى فى كل البطولات المحترمة حول العالم أجمع، وآخرها فى مباراة الأهلى وروما فى العين بالإمارات، وقبلها فى نفس الملعب مباراة الأهلى والزمالك فى كأس السوبر، على أن يضيف إليهم السيد الوزير عدداً لا بأس به من المتطوعين المحترمين، الذين سيكونون خير عون لرجال الأمن المحترمين فى الحفاظ على شكل المدرجات المصرية آمنة محترمة مطمئنة، ثم يعود السيد الوزير ليلتقى مع السادة رؤساء الأندية ليسمع منهم مقترحاتهم وتصوراتهم لكى تكون هناك مدرجات آمنة للجميع، بما فى ذلك طريقة توزيع التذاكر بعيداً عن أيدى المسؤولين.. أعتقد أن الرئيس السيسى فتح الباب على مصراعيه لعودة الجماهير مرة أخرى بما لا يتعارض مع احترام الأمن والمحافظة على النظام، وأيضاً تقوية العلاقات المحترمة والمنضبطة بين أفراد الأمن والجماهير المصرية، لأن الجميع فى مركب واحد، وعندما غرق غرق الجميع، فكلنا بكينا بدل الدموع دماً على أبنائنا ضحايا استاد المصرى ببورسعيد، وضحايا استاد الدفاع الجوى، فلم يفرق الموت بين أهلاوى وزملكاوى، ولا يعرف أحد فى الموت أبيض أو أحمر أو أسود، فهل نستجيب ونستغل النداء الأخير للسيد الرئيس، أم تضيع أيضاً هذه الفرصة من بين أيدينا.

■ ■ ■

سعادتى كبيرة جداً بالتأهل لنهائيات الأمم الأفريقية من جديد بعد غياب ثلاث دورات متتالية، وتزداد سعادتى لأننا لم نخسر أى مباراة، ودخل مرمانا فى أربع مباريات هدف واحد أمام نيجيريا بعد انسحاب تشاد، وهذا يؤكد أن الكرة المصرية بدأت تتعافى مرة أخرى، ولكنى أؤكد أن هذه هى الخطوة الأولى نحو العودة من جديد لصدارة الكرة الأفريقية، لأننا بالفعل نستحق ذلك، فلدينا مدرب من أفضل المدربين على مستوى العالم، نعم على مستوى العالم، فنياً وبدنياً، وأيضاً فى المبادئ والقيم، فالرجل الذى لم يقبل أن يتدخل أحد فى عمله ولم يرضخ لضغوط كل الكبار لضم لاعب، يستحق أن نرفع له القبعة احتراماً وتقديراً لقراراته وانضباطه داخل الملعب وخارجه، كما أن لدينا الآن وبكل فخر منتخباً قوياً يحتوى على عدة أجيال، من الحضرى وغالى والسعيد وفتحى مروراً بمؤمن وعلى جبر وحازم إمام، وصولاً إلى حجازى وربيعة وصلاح والننى ووردة حتى رمضان صبحى، هذه النخبة المتميزة تؤكد أننا قادرون وبعون الله على الفوز والانتصار، ومواصلة المشوار، خصوصاً أن فوزنا الأخير على تنزانيا فى ملعبها حفظ لنا التصنيف الخامس أفريقياً، وضمن وجودنا على رأس مجموعة فى تصفيات كأس العالم، كما ضمن لمصر أن تبتعد عن القوى المخيفة كروياً فى القارة الأفريقية، وهو ما يجعلنى أثق فى قدرة كوبر ورفاقه أسامه نبيه ومحمود فايز وأحمد ناجى وفانتا، وقبلهم وبكل أمانة فى إيهاب لهيطة الذى أعاد الانضباط التام للفريق، ثم إلى هانى أبوريدة الذى تقبل بصدر رحب أن يعود مرة أخرى للإشراف على المنتخب الوطنى الأول، وعلى الرغم من أنها أصبحت مهمة صغيرة جداً بالنسبة لأبوريدة، إلا أن الرجل صمم أن يتصدى لها بشجاعة وتواضع ليكون نجاح المنتخب مقروناً بوجود اسم أبوريدة، لذلك أعود فأذكره هو والجهاز الفنى والإدارى واللاعبين أن التأهل لم ولن يكون سوى الخطوة الأولى فى مشوار كبير وطويل وصعب نحن قادرون بعون الله على تحقيقه والنجاح فيه، لأننا وباختصار شديد نمتلك كل مقومات التألق وليس الفوز فقط، والبداية ستكون بإذن الله من نهائيات الجابون المقبلة.

■ ■ ■

خطوة طيبة أقدم عليها مجلس إدارة النادى الأهلى بإعادة قناة الأهلى إلى حضن القلعة الحمراء من جديد، خصوصاً بعد أن أصابها الترهل وسوء الأداء فى العامين الأخيرين على أيدى بعض الصبية المتعصبين، والذين اقتحموا مجال الإعلام الرياضى وهم أبعد ما يكونون عن الثقافة واللغة والاحترام، فأساءوا إلى النادى الأهلى وإلى مجلس إدارته أيما إساءة، وسارت قناة الأهلى بكل أسف مضرب الأمثال فى قلة المهنية وعدم الاحترام، بل إن معظم الانتقادات التى كانت توجه إلى المجلس كانت بسبب هذه التجاوزات الفجّة، التى لم يتحملها الأهلاوية أنفسهم قبل المنافسين، لذلك أرجو أن تكون الأخبار التى تتردد عن قرب التعاقد مع الزملاء سيف زاهر وياسر أيوب وخالد توحيد صحيحة، وأيضاً أن تكون عودة عدلى القيعى وإبراهيم المنيسى بالفعل إلى أحضان الأهلى قريبة، ناهيك عن وجود اسم محترم مثل حامد عزالدين، وهو من الشخصيات الإعلامية الأهلاوية المحترمة، ناهيك عن أسماء أهلاوية عظيمة كبيرة.. مرة أخرى أتمنى أن يتمسك محمود طاهر، رئيس الأهلى، ورفاقه بالفرصة التى أصبحت بين أيديهم من جديد.