استياء من دخول «ميردوخ» على خط تراث السينما المصرية

كتب: أ.ف.ب الثلاثاء 09-03-2010 13:15

عبر مثقفون في المجال السينمائي المصري عن استيائهم من الشراكة الجديدة بين الأمير السعودي «الوليد بن طلال» و«روبرت ميردوخ»، معتبرين أن رجل الأعمال الاسترالي المعروف بدفاعه الشديد عن إسرائيل أصبح قادراً على دخول كل بيت عربي.

وانتقد مخرجون وفنانون ونقاد سينمائيون وكتاب سيناريو الشراكة الجديدة التي ستتم عبر شركة «روتانا» التي يمتلكها الملياردير السعودي،  وتملك روتانا المتغلغلة في السوق الفنية المصرية والعربية، في مجالات السينما والموسيقي والغناء ما يقارب 1300 فيلم مصري أي حوالي ثلث تراث السينما المصرية، كما أنها تمول نحو 80% من إنتاج السينما المصرية، كما ذكرت مصادر في الأوساط السينمائية المصرية.

وتسيطر الشركة نفسها أيضاً على ما يقارب 50% من التراث الغنائي والموسيقي العربي وعلى جزء كبير من الإنتاج الغنائي والموسيقي في السنوات الأخيرة، كما أنها تحتكر أهم الأصوات الغنائية العربية والمصرية.

وقال الروائي «عزت قمحاوي»، إن النسبة التي باعها «الوليد بن طلال» ليست أمراً مهما.. لأن من باع 9% يمكن أن يبيع بقية الشركة، فالاستثمار دينه.. ووطنه الربح"،  وأضاف "المهم أننا الآن أمام حقيقة بيع أصول سينمائية وموسيقية عربية لمستثمر من غلاة المؤيدين للصهيونية وإمبراطوريته الإعلامية أحد ركائز الصورة المغلوطة لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي في الغرب".

وتابع «قمحاوي»، "لا أتخيل أن يكون التراث السينمائي المصري في عهدة «ميردوخ» يمنعنا من استخدامه وقتما يشاء"، ورأى أن "الأخطر هو أن يتحكم «ميردوخ» في إنتاج الجديد وصياغة وعي الأجيال القادمة من خلال فن مدجن يملي على أبنائنا الرؤية الصهيونية لتاريخنا وصراعنا العادل من أجل الأرض".

واعتبر«قمحاوي» وزارة الثقافة المصرية، "المتهم الأول في هذه الكارثة لأننا حذرنا من شراء المستثمرين السعوديين للنسخ السالبة من الأفلام القديمة وطالبنا بأن تتدخل الوزارة لتشتري هذه الأفلام في حينه"، وتابع "لكن وزير الثقافة اكتفى بالهجوم على ورثة المخرجين والمنتجين واتهمهم بعدم الوطنية لأنهم تصرفوا في هذا التراث بالبيع والورثة معذورون لأن بعضهم كان بحاجة للمال وبعضهم لا يدرك خطورة الموقف"، وتساءل "لكن ما عذر الحكومة التي تتصرف بعدم مسئولية".

من جهته، رأى المخرج «داود عبد السيد»، أنه "لا يريد الدخول في مقارنة بين السيئ والأسوأ"، وأضاف أن الأمير «الوليد بن طلال» و«ميردوخ» "يستهدفان التراث المصري والوعي المصري والعربي من خلال السيطرة على تراثه السينمائي والثقافي"، وحمل بدوره الحكومة المصرية مسئولية "التفريط" بهذا التراث.

من جهتها رأت الناقدة «علا الشافعي»، أن "الصفقة بين «طلال» و«ميردوخ» تعتبر هزيمة للتراث السينمائي والفني العربي وتساوي معركة فتحها «الوليد» ضد النقابات الفنية المصرية الواقفة ضد التطبيع ليس فقط مع إسرائيل لكن أيضاً مع من يشكلون لوبي صهيوني إسرائيلي".

وأضافت أن هذا "سيقود إلى دخول ميردوخ إلى كل بيت عربي فارضاً عليه التطبيع مع عدوه بقوة المال"،  وتابعت أن "هذا ينطبق أيضاً على السينما.. إذ سيصبح المواطن العربي ملزماً بالإسهام بأمواله في دعم ذبح إسرائيل للمواطنين الفلسطينيين عبر الدعم الذي يقدمه «ميردوخ» من المكاسب التي يحققها، إلى إسرائيل واللوبي الصهيوني الإسرائيلي".

من جانبها، أعلنت شركة مصر للصوت والضوء والسينما الحكومية، أنها "ستوقف تعاملاتها مع شركة «روتانا» إذا باعت أي حصة من الشركة لميردوخ"، أما نقابة الفنانين المصريين، فقد أكد نقيبها«أشرف زكي» أنها "دعت بقية النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما إلى اجتماع عاجل لتحديد موقف من الصفقة".