أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقابلة صحفية مع صحيفة «استانة تايمز» نشرت باللغة الكازاخستانية، الجمعة الماضي، وخلال الحوار علق السيسي على النتائج التي توصل إليها خلال مفاوضاته مع الرئيس الكازاخي أثناء زيارته للعاصمة الكازاخستانية الأستانة؛ وإلى نص الحوار:
* لقد قمت بزيارة كازاخستان ما هي النتائج التي خرجت بها من الزيارة؟
- في البداية، دعوني أعبر عن شكري وامتناني عن التنظيم والاستقبال الذي حظيت به خلال زيارتي لكازاخستان في فبراير الماضي، والذي أكد عمق العلاقات بين مصر وكازاخستان ونيابة عن الشعب المصري أود أن أهنئ كازاخستان بالعيد الـ 25 للاستقلال، وانتهز هذه المناسبة لأدعو الرئيس نور السلطان نازار باييف لزيارة مصر.
مثلت زيارتي الودية لكازاخستان فرصة جيدة لمناقشة سبل تعزيز وتقوية التعاون بين الآستانة والقاهرة، بالإضافة إلى إيجاد آفاق جديدة للتعاون المشترك، واتفقنا على الإعداد لعقد الجلسة الخامسة للجنة المصرية- الكازاخستانية المشتركة في سبتمبر المقبل لمناقشة التعاون على مختلف الأصعدة ومنها التعاون في إنتاج المواد الطبية وتخزين الحبوب، كما تم الاتفاق على استئناف رحلات الطيران المباشرة «ألماتي- شرم الشيخ- ألماتي» ونعمل حاليا على تدشين خطوط طيران مباشرة بين القاهرة- الأستانة «أستانة – شرم الشيخ- آستانة».
وخلال المفاوضات أبدى الجانب الكازاخستاني اهتماما كبيرا بالتعاون لمكافحة الإرهاب خاصة على الصعيدين الأيديولوجي والعقائدي والديني، ومن ثم فقد شاركت مصر في المؤتمر الدولي «الدين ضد الإرهاب» والذي عقد في كازاخستان، وأود أن انتهز هذه الفرصة للتعبير عن تأييدي القوي لمبادرة نورسلطان نازار باييف لخلق تحالف «مضاد للإرهاب» تحت رعاية الأمم المتحدة ومنتدى «أديان من أجل السلام» بمقر الأمم المتحدة بهدف توضيح صورة الإسلام الصحيحة كدين للسلام والإبداع، وبالفعل أخذنا خطوة مهمة في هذا الطريق.
دعني أشكر الحكومة الكازاخستانية مرة أخرى وأعبر عن امتناني عن التأييد الكازاخي لتوقيع مصر على اتفاق منطقة التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوروبي- الآسيوي.
كما ناقشت مع «نازار باييف» أوجه التعاون بين البلدين في التجارة والنقل، بالإضافة إلى تنشيط وإعادة إحياء مجلس الأعمال المشترك بين البلدين بهدف تقوية وتعزيز العلاقات بين المستثمرين المصريين والكازاخستانيين وتعريفهم بفرص الاستثمار المتاحة في البلدين.
أود أن أقول إن المناقشات لم تقتصر فقط الاتفاقيات الثنائية التجارية ولكن أيضا الاستثمارات المشتركة، وكذلك إمكانية الاستثمار في منطقة التنمية بمشروع قناة السويس وخاصة في مجالات الطاقة وتصنيع الأدوية وتخزين وبيع الحبوب والسياحة والبنية التحتية والنسيج والأثاث وكل هذا يمكن بالفعل أن يتم إنجازه في مصر بفضل موقعها الجغرافي فبلدنا لديه العديد من الاتفاقيات التجارية الحرة ووضع تفضيلي كذلك مع السوق الأفريقية والأوروبية وكذلك الخليج، وهذه العوامل قد تجعل من مصر مركزاً لبيع القمح الكازاخستاني إلى الدول في أفريقيا والشرق الأوسط.
كذلك أود أن أؤكد أن مصر ترحب بالتعاون المشترك مع كازاخستان في مجال سلامة الأغذية خاصة مع انضمام مصر للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
في مصر هناك خطط لإنشاء عاصمة إدارية جديدة، هي كانت تجربة كازاخستان مصدر اهتمامكم، وما هي انطباعتكم عن أستانا؟
- بالطبع نحن مهتمون بتجربة كازاخستان في هذا المجال، ومهتمون لاستخدامها أثناء بناء العاصمة الإدارية الجديدة، وفي هذا السياق أنا اقدر التخطيط الجيد الذي رأيته في أستانا، كالعمارة الحديثة وتخطيط الطرق والبنية التحتية لهم أهمية كبرى. بعد زيارتي لكازاخستان كلفت الوفد المصري بزيارة أستانا لكي يتعرفوا على تفاصيل هذه التجربة.
في عام 2017 ستستضيف أستانا معرض «إكسبو» الدولي، ماذا سيشهد الزوار من مصر في هذا المعرض؟
- أولا أود أن أهنئ كازاخستان شعبا وقيادة بتنظيم هذا الحدث الدولي الهام. مصر مهتمة في المشاركة الفعالة في معرض إكسبو 2017 الذي سيقام في أستانا حول «طاقة المستقبل»، ونستهدف تقديم أحدث التقنيات في مجال الطاقة واستخدامات مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، الرياح والطاقة المائية، فمعرض إكسبو 2017 هو منصة جيدة للتدليل على إنجازات مصر في مجال الطاقة النظيفة. تمكنت مصر من توفير طاقة بنحو 30% من طاقة الرياح وتخطط لزيادة تصل إلى 70% بحلول عام 2020، وفي الوقت الحالي يمثل المكون المحلي 50 % من محطات توليد الطاقة الحرارية الشمسية. وسيكون المعرض فرصة جيدة للتنسيق والتعاون بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية في مجال الطاقة النظيفة في ضوء تنفيذ التزامات الدول الدول المتقدمة التي تم التوصل إليها في مؤتمر تغير المناخ في باريس.
تعرف بأنك «مقاتل عنبد» ضد الإرهاب، ما هي الطرق التي استخدمتها ضد هذا الشر؟
- الإرهاب مشكلة دولية خطيرة، والتي لا ليس لديها دين ولا وطن وليس للإرهاب حدود جغرافية، أوروبا، أفريقيا، الشرق الأوسط والعالم كله يعاني منه. ولذلك فمن المهم اعتماد برنامج دولي شامل لمكافحة الإرهاب، لا ينبغي أن يكون محدودا بسبب المقاومة العسكرية، فمن الضروري استخدام دوائر الفكر الديني لتحسين الوضع الاقتصادية والاجتماعية نظرا لحقيقة استخدام المستويين الاقتصادي والاجتماعي المنخفض كونه أرض خصبة لانتشار الإرهاب.
هل مصر تخطط لتسهيل نظم الفيزا للسائحين من كازاخستان الذين يعتزمون زيارة شرم الشيخ والغردقة؟
- ترحب مصر دائما بحرارة بالسياح من كازاخستان، نظرا إلى الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين البلدين، وفي الوقت الراهن تأخذ مصر أقصى التدابير لضمان الراحة والأمان لكافة السياح. وأود أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أن مواطني كازاخستان يمكن أن يحصلوا على تأشيرات لدي وصولهم إلى المطارات المصرية دون احتياج لمعالجة مسبقة، وتعد مصر وجهة سياحة جذابة للسائح الكازاخستاني فالبلاد لديها مناخ معتدل وموقع جغرافي متميز، بإضافة إلى ذلك مصر لديها مناطق للجذب السياحي المتنوعة- الأثرية والثقافية والدينية والترفيهية- وتقدم مصر حاليا خدمات سياحية عالية الجود، من خلال الحملات السياحية بما في ذلك مجموعة متنوعة من الفعاليات والبرامج.