أعدت وزارة الموارد المائية والري تقرير حول المشروعات التي تم تنفيذها في عهد محمد على الكبير مؤسس مصر الحديثة، متضمنا انه خلال فترة حكمه لمصر التي بلغت أكثر من 40 عامًا، ضمن خطة وزارة الري لإحياء دور مهندس الري للتأكيد على دوره في مواجهة أزمات نقص المياه وتلبية الاحتياجات المائية لجميع قطاعات الدولة.
حولت كثير من الترع القديمة إلى ترع صيفية بحفرها إلى عمق من ستة أمتار إلى ثمانية أمتار تحت مستوى سطح الأرض،كما تم حفر ترع جديدة للغرض نفسه في الوجه البحري والصعيد، ليصل إجمالي عدد الترع والمصارف التي أنشاءها «محمد علي» 37 ترعة ومصرف، و14 جسرا لحماية جوانب النيل من مخاطر الفيضان، و44 قنطرة لتنظيم المياه، وتحويل مصر من عصر الري بالحياض «محصول واحد سنويا» إلى الري الدائم للزراعة على مدار العام.
وأوضح التقرير ان محمد على لجأ لتطوير منظومة الري في مصر لتحقيق طفرة في الزراعة، بعد أن وجد في بداية حكمه أن الأراضى تروى بنفس الطريقة التي كانت متبعة منذ حكم العرب وانها لا تنتج تحت هذا النظام إلا محصولًا واحدًا في السنة مما لا يتفق مع التوسع الزراعى الذي ينشده، لذلك شرع في شق الكثير من الترع وإنشاء عدد وافر من الجسور والطرق في كافة أنحاء البلاد.
وأضاف التقرير ان محمد على هو مؤسس الري الصيفي الذي استمر ضمن سياسة وزارة الأشغال والري طيلة السنوات الماضية وحتى الآن، موضحا ان تنفيذ هذه الفكرة وراء إنشاء القناطر الخيرية والرياحات الثلاثة ( التوفيقي – المنوفي – البحيري) حيث أنشئت القناطر الخيرية في عهده وتم استكمال الرياحات بعد ذلك.
ووفقا للتقرير أنشأ محمد على ترعة المحمودية (ترعة الاسكندرية القديمة أو خليج الأشرفية)، والتي تعد أهم المشروعات الكبرى التي أنجزها محمد على والتي فكر فيها منذ عام 1811 وبدا تنفيذها في عام 1817 وكانت الأتربة والرمال قد طمرتها، فشرع في حفرها وجعل فتحتها من (العطف)، وكان غرضه من شقها إحياء الأراضى الزراعية في مديرية البحيرة، وجعل الترعة طريق المواصلات النيلية بين الاسكندرية وداخل البلاد، وقد عهد بتصميم حفرها إلى مهندس فرنسى، وهو المسيو كوست ولما تم حفرها افتتحها في 24 يناير سنة 1820 وذهب خصيصًا إلى الاسكندرية لحضور الافتتاح مصحوبًا بابنه إبراهيم باشا وصهره الدفتردار وطبوز أوغلى.
وأوضح التقرير ان مائة ألف رجل شاركوا في أعمال الحفر، كانوا يعملون في الحفر ثم يرحلون في موسم الحصاد ثم يعودون لاستئناف العمل بالترعة بعد الحصاد، وقد تم الانتهاء من حفرها عام 1820 وأطلق عليها المحمودية تكريما للسلطان العثماني محمود، ولقد سهلت الترعة نقل البضائع من القاهرة إلى الإسكندرية واستطاعت أن تروي أكثر من 11 ألف فدان على ضفتيها.
ومن أهم الترع التي أنشئت في عهده: في البحيرة ) المحمودية، والخطاطبة ). في الغربية ( امتداد ترعة الجعفرية، وترعة مسجد الخضر – الخضراوية-، وبجيرم ). في الدقهلية ( البوهية، والمنصورة، والشرقاوية، وأم سلمة، ودويدة ). في المنوفية ( النعناعية، والسرساوية، والباجورية ).. في الشرقية ( ترعة الوادى، والمسلمية، وبحر مشتول، والصادى، وبحر الرمل وترعة بردين، ومصرف بلبيس). في القليوبية ( الزعفرانية، والباسوسية، والشرقاوية، والقرطامية، والبولاقية القبيلة وترعة قنبة، ومصرف العموم ).. في بنى سويف: (ترعة البرانقة ). في المنيا ) ترعة الفشن ). في جرجا ( ترعة السبيخة، والمرعشلى ). في قنا وإسنا ( ترعة الشنهورية، وتوسيع ترعة بلاجيا، والرمادى، والعقيلى والشال، والنابه.
وتضم أعمال محمد على إنشاء الجسور على شاطئ النيل من جبل السلسلة إلى البحر الأبيض المتوسط لمنع طغيان المياه على الضفتين، وقد اشتركت البلاد والقرى في إقامة هذه الجسور بنسبة ما يخض زمامها، وأنشأ جسورًا أخرى فرعية، منها جسر الرقة في بنى سويف، وجسر الطهنشاوى والقيسى، والبرانقة في المنيا، وجسر دنهيا، وجسر فاو، وبنى كلب، والمحرق، وكودية بأسيوط، وجسر مشطا، والشاسات، والوادية، والمنشأة في جرجا، وجسر فرشوط، وجسر أبودياب في قنا
ورصد التقرير 44 من القناطر التي أنشاءها لتنظيم مياه النيل حيث أنشأ محمد على قناطر عديدة على الترع لضبط مياهها تيسيرًا للانتفاع بالري منها، وأهمها القناطر الخيرية والقنطرة الكبرى ذات العيون التسع على بحر مويس بالزقازيق، وقناطر المسلمية، وبحر مشتول، والصفراء، والعلاقمة، وفاقوس بالشرقية، وقناطر البريجات والمحمودية (فى البحيرة) – وقناطر البوهية، والمنصورية (فى الدقهلية) – وقناطر السنطة، والراهبين، ودميرة، وتيرة وبيلة، ونشرت (فى الغربية) – وقناطر النعنانية – والقرينين والسرساوية، والباجورية، وميت عفيف (فى المنوفية) – وقناطر الشرقاوية، والزعفرانية، وأبى المنجى (فى القليوبية)، وخزان طامية وسنورس (فى الفيوم) وقناطر جسر شوشة في بنى سويف، وقنطرة الرقة في الجيزة، وقناطر منبال، والجرنوس، وسنشتاد، والطحاوية، والطهنشاوى (فى المنيا)، وقناطر العتامية بمنفلوط، وقطع أبوعفريتة بملوى، وعلى بك بالقرب من ابنوب، وبسره، وأسيوط وبنى سميع، وقلاى في مديرية (أسيوط)، وقنطرة السوهاجية، وقنطرة الشباسات، وسمهود، والمصالحة في مديرية (جرجا) وقنطرة المراشدة بفرشوط في مديرية (قنا).
وأشار التقرير إلى أنه في السنوات الأولى من حكم محمد على أولى اهتماما بالغا للحياض في الوجه القبلي حيث قامت حكومة محمد على قامت بتقسيم أرضي مصر في المسافة من جبل السلسلة في محافظة اسوان حتى الدلتا إلى حياض كبيرة مكونة من صلائب تبدأ من مجرى النيل إلى الصحراء، وتتراوح مساحات الحياض من 18 إلى 20 ألف فدان موضحا أن مصر كانت منذ القدم مقسمة إلى حياض، ولكن محمد على أجرى تعديلات وإصلاحات هامة لهذه الحياض وجسورها وصلائبها بعد الإهمال الشديد الذي كانت عليه البلاد في القرن السابع عشر وكان لهذا الإهمال أكبر التأثير على مرفق الري.