استمرت أمس لقاءات الوفد المصرى برئاسة محمد شاكر، وزير الكهرباء، للتفاوض حول مشروع محطة الضبعة النووية، مع قيادات شركة روساتوم، الروسية، وذلك فى موسكو، لوضع اللمسات النهائية فى العقد التنفيذى، تمهيداً للبدء الفورى فى عملية الإنشاء.
وقالت مصادر بهيئة المحطات النووية إن قرض الـ25 مليار دولار، الذى ستحصل عليه مصر من روسيا لإنشاء المفاعلات، سيتم سداده من خلال الطاقة الكهربائية المتجهة عبر المفاعلات، سواء كان البيع محلياً أو للدول المجاورة، خاصة مع اكتمال خطوط الربط بين الدول.
من جانبها، أكدت الهيئة الدولية للطاقة النووية الدولية أن امتلاك مصر الطاقة النووية مهم للغاية، لما تحققه من تنمية اقتصادية شاملة فى البلاد.
وقال الدكتور عاطف عبدالحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، إن مصر تمتلك خبرة كبيرة فى إدارة وتشغيل مفاعلات البحوث، حيث تمتلك الهيئة مفاعلين بحثيين، أحدهما روسى تم تدشينه عام ١٩٦١.
وأضاف «عبدالحميد»، خلال مشاركته فى منتدى الطاقة النووية بموسكو، إن مفاعلات البحوث تكتسب أهمية بالغة فى عملية التدريب والتسليم للكوادر البشرية، بالإضافة لبحوث الهندسة النووية والفيزياء النووية واختبارات المواد وإنتاج النظائر المشعة الضرورية فى التطبيقات الطبية والصناعية، وأيضاً تأهيل البنية التحتية للدول، طبقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن تلك المفاعلات تُكسب الدولة الثقة فى التكنولوجيا النووية ما يمهد الطريق إلى إنشاء المحطات النووية، حيث تتشابه متطلبات مفاعلات البحوث مع متطلبات مفاعلات توليد الكهرباء.
من جانبها، قالت مدير الهيئة الدولية للطاقة النووية الدولية، اجينتا رايزينج، إن اتخاذ مصر خطوة بناء المفاعل النووى مهمة للغاية، لما تحققه الطاقة النووية من بناء كادر صناعى نووى بالبلاد، مشددةً على أن تطور عوامل الأمان النووى فى العالم أدى لانتشارها فى العديد من الدول.
وأضافت لـ«المصرى اليوم» أنه يوجد فى العالم حالياً ما يقرب من 430 مفاعلا نوويا من الطراز الثانى، تعمل بكل سلامة، ولا توجد بها مشكلات متعلقة بالأمان النووى، وفى الوقت الذى يتم فيه إجراء تطوير فى ذلك الجيل من المفاعلات، يتم إطلاق الجيل الثالث للمفاعلات.
وأشارت إلى أنه مع الزيادة السكانية فى العالم كله ومحاولات الدول للسعى لتطوير اقتصادها وتحسين مستويات المعيشة لمواطنيها، فإن الوصول لتوليد التيار الكهربائى بأسعار معقولة وموثوق بها أصبح ضرورة ملحة.
وقال البروفيسور ايفينى اداموف، أحد أكبر خبراء الطاقة النووية، إن الحوادث السابقة التى حدثت فى العالم مثل هيروشيما وتشرنوبل كانت بسبب مشكلات فى التبريد، وهى ما تغلبت عليها التصاميم الجديدة للمفاعلات، وكذلك استخدام البلوتينيوم بدلاً من اليورانيوم.
وقال رئيس منتدى الطاقة النووية الدولى، جاجيز ريكاردو، إن هناك تقدما ملموسا فى معايير السلامة الخاصة ببناء المفاعلات النووية، وذلك بعد وضع عدد من البرامج، ولكن يجب ألا يتم الاكتفاء بذلك، ويجب السعى دوماً إلى تقييم أفضل مع معايير السلامة.
وأضاف أنه فى أبريل الماضى، احتفلنا بالذكرى الـ30 لحادث تشيرنوبل، ومع مرور الوقت، لا يزال لدينا أساليب لتحسين عملنا، وتقييم أفضل لعملنا والاستفادة من الدروس الماضية.
كانت مصر قد وقعت اتفاقية مع روسيا لإقامة وتشغيل أول محطة للطاقة النووية فى مصر، وهى محطة مجهزة بأربع وحدات لتوليد الطاقة النووية بطاقة إجمالية 1200 ميجاوات لكل منها، بالإضافة لتوقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة الروسية الفيدرالية للشؤون البيئية والصناعية والرقابة النووية، وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية فى مصر، من أجل تيسير إقامة البنية التحتية الخاصة بالمشروع النووى العملاق.
وفى سياق آخر، أعلن سيرجى كرينكو، الرئيس التنفيذى لشركة روس أتوم، أن بلاده نجحت فى إتمام إنشاء أول مفاعل نووى سلمى فى العالم، يعمل وفقا لتكنولوجيا الجيل الثالث.
وقال «كرينكو»- فى تصريحات على هامش المنتدى الدولى للطاقة أتوم أكسبو 2016، الذى اختتم أعماله، أمس، بمشاركة 4500 شخصية من مختلف دول العالم و350 شركة من 55 دولة- إن هذا المفاعل الذى يطلق عليه مفاعل فورنيج من نوعية المفاعلات السريعة، ويعد نقلة نوعية فى مجال تكنولوجيا الطاقة النووية.
من جانبه، قال فلايديمير إسمارف، نائب رئيس الشركة، إن ارتفاع أسعار التكنولوجيا النووية لمفاعلات الماء المضغوط - وهى التى تعاقدت مصر على إنشائها فى الضبعة، خاصة المفاعلات السريعة التى تنتجها روسيا- تعد العائق الأكبر حتى الآن لمنع انتشارها كما هو متوقع.
وأضاف «إسمارف» إن هناك العديد من الاستخدامات السلمية لتلك المفاعلات النووية، حيث يمكن استخدامها فى الغواصات والأقمار الصناعية، لافتاً إلى أن بلاده من بين ٥ دول فقط تمتلك تلك التكنولوجيا.