كان إنشاء متحف لسوق المال المصرية فى مبنى البورصة التاريخى بشارع الشريفين، حلما يراود الدكتور محمد عمران منذ أن تولى رئاسة البورصة، حلم أصر على تنفيذه ومتابعة العمل به حتى تم افتتاح الجزء الأول منه للجمهور خلال شهر مايو الماضى.
يحكى المتحف تاريخ تطور سوق المال فى مصر على مدار أكثر من 130 عاما، ويضم وثائق نادرة عبارة عن نماذج لأسهم أقدم الشركات المتداولة فى البورصة، بالإضافة إلى محاكاة كاملة لقاعة التداول التى كانت موجودة بالمبنى الحالى بعد الانتقال إليه عام 1928.
فريق «منطقتى» التقى الدكتور محمد عمران رئيس البورصة داخل المتحف وشرح لنا رؤيته لتدشين الجزء الثانى داخل قاعة «الكوربيه» لتتحول بنهاية العام إلى بانورما كاملة تجسد المراحل التاريخية لعمليات التداول فى البورصة، وذلك بإعادة بناء المقصورة الدائرية بالحجم الطبيعى فى منتصف «الكوربيه»، وبناء اللوحات التى كان يتم تسجيل الأسعار عليها بالطباشير من طريق شخص يصعد إليها على سلم خشبى، وصولا إلى طرق التداول الحديثة نسبيا فى السبعينيات والثمانينيات والأجهزة التى كانت تستخدم آنذاك، ثم مرحلة التسعينيات وحتى الآن.
وقال عمران إن البورصة المصرية من أقدم البورصات فى العالم، ومتحفها يحكى تاريخ مصر من زاوية سوق المال إحدى أهم ركائز الاقتصاد الوطنى منذ عام 1883 حينما تأسست بورصة الإسكندرية، وتلتها بورصة القاهرة عام 1903، وكان مقرها آنذاك بالمبنى القديم للبنك العثمانى بشارع المغربى، قبل أن تنتقل عام 1928 إلى المبنى الذى نقف فيه الآن بشارع الشريفين والذى شيده المعمارى الفرنسى جورج بارك على الطراز الإغريقى، وهو مبانى تراثى مسجل كأثر معمارى يحظر هدمه أو التغيير فيه. بالإضافة إلى مقتنيات متحف البورصة النادرة، يمكن للزائر كذلك الحصول نسخة تذكارية من كتاب «بورصات الأوراق المالية بالقطر المصرى» الذى أصدره إميل ليفى رئيس لجنة سوق الأوراق المالية عام 1953 احتفالا بمرور خمسين عاما على تدشين بورصة القاهرة، ويضم الكتاب صورا نادرة وشرحا وافيا لطريق عمل البورصة آنذاك.