سويلم والهلباوى واللائحة والدستور

ياسر أيوب الأربعاء 01-06-2016 21:28

أخشى أن ندوس بأحذية لامبالاتنا وضيق أفقنا وهوانا الشخصى على أى منطق أو حقيقة أو نصوص قانون ودستور.. ونحيل الأمر فى النهاية كعادتنا إلى مجرد خلاف شخصى بين ثروت سويلم وماجدة الهلباوى.. فثروت سويلم هو المدير التنفيذى لاتحاد كرة القدم، وهو الذى من المفترض أن يتولى منفرداً إدارة شؤون الاتحاد بعد استقالة مجلس الإدارة عقب مباراة تنزانيا بعد غد السبت.. هكذا تنص لائحة اتحاد الكرة المعتمدة من جمعيته العمومية ومن الفيفا أيضا.. أما ماجدة الهلباوى فهى المحامية القديرة والشهيرة التى وقفت طويلا داخل ساحات القضاء تريد الحق وتفتش عن الحقيقة حتى أنصفها القضاء وحكم ببطلان انتخابات اتحاد الكرة، فاضطر مجلس الإدارة المنتخب للاستقالة.. والآن تقول ماجدة الهلباوى إن إدارة ثروت سويلم لاتحاد الكرة هى أمر يخالف الدستور المصرى مخالفة صريحة ومباشرة.. وبالطبع، يرفض ثروت سويلم حديث ماجدة الهلباوى ويؤكد شرعية ممارسته منصب المدير التنفيذى للاتحاد وصحة إدارته لاتحاد الكرة استنادا للائحة المعتمدة من الفيفا.. وأنا لا أتمناه خلافا شخصيا بأى شكل.. ولا أطرح هذه القضية الآن بين مدير لاتحاد الكرة ومحامية مهمومة بشؤون وعدالة الكرة.. وفى المقابل، أتمنى أن يبدأ حوار حقيقى وهادئ بين كل الأطراف، حتى نصل إلى نتيجة حاسمة ونهائية من الضرورى أن يلتزم بها الجميع.. فالمادة 103 من الدستور المصرى الحالى التى تستند إليها ماجدة الهلباوى تقول: يتفرغ عضو مجلس النواب لمهام العضوية ويحتفظ له بوظيفته أو عمله وفقاً للقانون.. فهل هذه المادة تنطبق على جميع الوظائف والمناصب، بحيث لا يبقى أى نائب يمارس مهام وظيفته إنما يتفرع لواجباته النيابية على أن تبقى وظيفته محجوزة له حتى تنتهى مدة نيابته.. أم أن هناك تفاسير أخرى مختلفة لهذه المادة.. ولست أنا الذى يملك إجابة عن هذا السؤال ولا حتى ماجدة الهلباوى نفسها أو ثروت سويلم..

إنما هم فقهاء الدستور والقانون الذين وحدهم يملكون إجابة عن هذا السؤال دون قضايا ومحاكم ودون تسرع أيضا من أى طرف بمن فيهم وزير الرياضة نفسه.. فأنا أخشى أن يستقيل مجلس إدارة الاتحاد ويتسلم ثروت سويلم مهمته الجديدة لإدارة الاتحاد ويتم إخطار الفيفا بذلك.. وبعد قليل قد تأتى المفاجأة وتكسب ماجدة الهلباوى قضيتها فيضطر ثروت سويلم للاختيار بين إدارة اتحاد الكرة أو الاحتفاظ بمقعده النيابى.. وأظن أنه سيختار البرلمان لا الجبلاية.. وبالتالى نجرى كلنا نفتش عن حل واسم جديد لإدارة اتحاد الكرة.. ونعود لنخطر الفيفا بأن الرجل الذى اخترناه منذ أيام أو أسابيع لإدارة الاتحاد حكم قضاؤنا بأنه لا يصلح، وأننا اخترنا شخصا جديدا بدلا منه.. وهكذا نبدو أمام الفيفا وإعلام الكرة العالمى كمجتمع فوضوى عابث عاجز عن الاستقرار والهدوء ولا يملك أى نصوص واضحة أو رؤية دائمة يحتفظ بها ويحافظ عليها.. وأعرف أن ماجدة الهلباوى ستسحب قضيتها وسيقبل ثروت سويلم بأى قرار لفقهاء الدستور والقانون، لو قدم وزير الرياضة ضماناته للاثنين بالشفافية والعدالة دون أى انحياز أو هوى.