نجوم العنف

عماد سيد أحمد الأربعاء 01-06-2016 21:30

انطلاقاً من فرويد، فإن هناك غريزتين أساسيتين، هما غريزة الحياة، وغريزة الموت. غريزة الحياة هى منيع الطاقة الحسية المسؤولة عن كل الروابط الإيجابية مع الآخرين، والعلاقات العاطفية والتقارب، وعلى العكس من ذلك فغريزة الموت تهدف إلى التدمير، وهى تقضى على الإنسان حينما توجه إلى ذاته، بينما إذا توجهت للخارج تأخذ شكل العنف. وقد أعطى «فرويد» الأولوية لغريزة الموت، والعدوان تعبيراً عن غريزة التدمير، فالشخص الذى يقاتل الآخرين، وينزع نحو التدمير، يعود بذلك إلى رغبة فى الموت، قد أعاقتها غرائز الحياة.

قرأت فى صحف أمس أنه بتعليمات من القاضى ومن هيئة المحكمة، فإن العاشق والزوج ممنوع من الاقتراب من زوجته. دهشت لذلك. فالعاشق هو نجم هوليوود الكبير، الممثل «جونى ديب»، والزوجة هى نجمة هوليوود «آمبر هيرد» الجميلة التى تصغره بـ22 عاما على الأقل.. أين الحب الذى بدأ من أول نظرة فى 2011؟ كيف انتهى بهما الحال إلى الضرب والعنف والإهانات المتبادلة؟

هذه قصة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من نوعها. ما أكثر هذا النوع من القصص والحكايات فى الأوساط الفنية وغير الفنية. فى الطبقات العليا والطبقات السفلى من المجتمعات، عندنا وعندهم.

انتفضت الصحف الأجنبية أمس ضد «جونى ديب» تتهمه بتهم كثيرة. اتهمته بأبشع التهم. أبسطها أنه سادى، ومدمن للمخدرات والكحول. «جونى» موهوب موهبة كبيرة، هو بالنسبة لهوليوود محمود مليجى السينما المصرية. أحببت دوره فى قراصنة الكاريبى. استمتعت بأدائه. أما «آمبر هيرد» فليست فى موهبته وشهرته التى نالتها من خلال ارتباطها به بالأساس. «آمبر» معروفة أنها تعانى من انحراف نفسى، حيث إنها تفضل العلاقة الجسدية مع شابة مثلها. من ثم نحن أمام حالة وقصة مكتملة الأركان والمواصفات فى عيادة نفسية.

«جونى» عنيف، له الكثير من الآراء المتطرفة. «آمبر» عندها انحراف جسدى، عنيفة أيضا. هذه الصفات هى ما ساعدتهما على بدء العلاقة التى استمرت نحو 5 سنوات لم تخلُ من اشتباكات وعنف. ونفس هذه الصفات هى التى تدمر العلاقة التى جمعتهما ودفعت بهما للوقوف أمام القاضى فى محكمة لوس أنجلوس. ولم يأت طبيب نفسانى بعد فرويد ترك لنا تحليلاً لمثل هذا الوضع أفضل من فرويد. وهو يشرحها على النحو الذى ذكرناه فى أول المقال. وبعد فرويد جاءت دكتورة تدعى ميلانى كلاين، هى تلميذة لفرويد، دراساتها تدور حول العنف وديناميته وتفاعله مع نزعة الحب. حيث ترى أن العنف مرتبط بالشعور بالاضطهاد، لذا يتسلح الشخص بعدة آليات دفاعية، منها الإسقاط، حيث تنكر الذات العنف، وتسقطه إلى الخارج فى موضوع مكروه، هو رمز للشر. ألم يبرر جونى فعلته عندما قال: إنه عندما اعتدى بالضرب على «آمبر» كان مخموراً وواقعاً تحت تأثير المخدرات. إذن المخدرات والخمر هما السبب.