الجهد الذى بذله مهندس الديكور الدكتور صلاح مرعى أثناء فترتى تحضير وتصوير فيلم «زهايمر» رغم معاناته مع المرض جعل المخرج عمرو عرفة يختصه بتحية شكر وعرفان على تتر مقدمة الفيلم.
«المصرى اليوم» حاورت مرعى فى تفاصيل عمله كمهندس ديكور والتغييرات التى نفذها فى أماكن التصوير الخارجى وكيف اعتمد على مساعديه خلال فترة مرضه.
فى البداية يقول صلاح مرعى: «زهايمر» تقريبا هى التجربة رقم 29 بالنسبة لى فى السينما الطويلة لكنها كانت تجربة مختلفة تماما عن كل ما قدمته من قبل لأكثر من سبب أهمها أن الإنتاج كان سخيا لدرجة أبهرتنى بالفعل فكل ما طلبته منهم وفروه لنا لدرجة أننا غيرنا سور الفيلا التى كانت لوكيشن رئيسياً بالفيلم «فيللا محمود بيه» كما بنينا غرفة خصيصاً لحارس الفيلا وغيرنا الأبواب والشبابيك، كل هذا فى لوكيشن خارجى وهذا جعل ميزانية ديكورات الفيلم تقترب من حاجز المليون جنيه.
ويضيف: الأمر الثانى المختلف فى هذه التجربة هو مدى الدقة والوضوح اللذين اتسمت بهما مطالب المخرج، فحين كان يطلب شيئاً ما كان يصف لى بدقة واختصار الأجواء التى يريدها، وبالتالى كنت أنفذها كما يريد تماما وبسهولة، وكل هذا يخدم الدراما، فى حين أن مخرجين آخرين يتحدثون فى تفاصيل باستطراد ولا يصل مهندس الديكور معهم لصيغة تفاهم توضح ما يريدون على وجه الدقة.
أكد مرعى أن مستوى الثراء الفاحش الذى كان يعيشه محمود بيه بطل الفيلم استلزم جهداً إضافياً فى ديكورات الفيلم بسبب استخدام الحديد أكثر من الخشب والبلاستيك وبمساحات وأحجام كبيرة، وأشغال الحديد كما هو معروف تستغرق وقتاً أطول فى أعمال الديكور، فالأسوار كانت حديداً حقيقياً كأننا نبنى فيلاً فعلا، كما أن إكسسوارات الديكور من فازات ولوحات كانت لها مواصفات خاصة تعكس الفخامة وهذه كانت مسؤولية الزميل عباس صابر الذى كان يشترى كل ما تحتاجه الدراما، حتى إن برواز صورة زوجته كان له مواصفات قياسية بحجم كبير، وفى موضع معين يمر عليه البطل بأكثر من مشهد.
وعن أزمة مرضه التى تواكبت مع فترة تصوير الفيلم قال مرعى: الحقيقة أن الجهة المنتجة تحملت معى أعباء المرض ووفرت لى سيارة تنقلنى إلى المستشفى وتعيدنى للبلاتوه طوال فترة العلاج، وهذا جهد كبير أشكرهم عليه، كما وفروا لى 3 مساعدين محترفين كانوا يتحملون المسؤولية فى فترات غيابى، هم ياسر عبدالفتاح مشرف عام ومحمد حسان مساعد تصميم ومروى التى كانت تتابع تنفيذ عمليات النجارة والنقاشة وخلافه.
أكد مرعى أن دراما الفيلم استلزمت بناء سور للفيلا يستطيع عادل إمام الصعود فوقه لمحاولة الهرب، لأن السور الحقيقى به أسلاك شائكة ومرتفع جداً ولو صورنا به كان سيصيب عادل إمام بجروح كما أن الدراما استلزمت بناء قسم شرطة وسجن ومحكمة رغم أنه كان بالإمكان التصوير فى قسم وسجن ومحكمة حقيقية، لكن بناء الديكور أعطانا جودة أعلى وحرية أكبر فى تحريك الكاميرا وإزالة مشاكل الإضاءة التى تظهر أثناء التصوير فى الأماكن الحقيقية، بينما فى حالة قصر لبنان مثلاً فضلنا التصوير فى القصر الحقيقى بلبنان ليكون أكثر واقعية.