القناطر الجديدة، ومحطة الكهرباء، أهم الإنجازات على أرض أسيوط، فمحطة الكهرباء افتتحها الرئيس السيسى مؤخرا، وتكفى للوفاء باحتياجات أكثر من 960 ألف منزل من الطاقة الكهربائية.
ونفذت المشروع شركة جنرال إلكتريك، بالتعاون مع شركة أوراسكوم للإنشاءات فى وقت قياسى عالمى، حيث تم إدخال المرحلة الأولى منه على شبكة كهرباء مصر فى أقل من 6 أشهر. وتعمل المحطة الجديدة بواسطة 8 توربينات غازية من طراز GE9E تولد 1000 ميجاوات من الطاقة.
وتعد قناطر أسيوط الجديدة مشروعا ضخما له جذور تاريخية، حيث القناطر القديمة شيدها المهندس البريطانى الشهير السير ويليام ويل كوكس، وهو أيضًا صاحب فكرة تنفيذ سد أسوان، حيثُ ظل العمل فى القناطر القديمة منذ عام 1898 حتى عام 1903 أى ما يقرب من 5 سنوات.
وصُممت قناة أسيوط القديمة خصيصًا لتحويل مياه النهر إلى المياه المنخفضة فى أكبر قناة للرى فى مصر وهى «قناة الإبراهيمية»، ورغم التكلفة الكبيرة التى أنُفقت على المشروع، ووصلت إلى 525 ألف جنيه إسترلينى، إلا أن المشروع كان له فضل كبير فى تنظيم عملية الرى فى محافظات الصعيد، خصوصًا مع وجود السد العالى فى أسوان.
ولكن المشروع الذى نفذته شركة «ميسرز وآيرد»، مرّ عليه الزمن، وبدأت تظهر العيوب والتشققات فى جسد سدود أسيوط، ما اضطر الحكومة منذ 20 عامًا إلى التفكير فى تطوير المشروع وتجديده.
ولأن إعادة تطوير المشروع وتجديده وإصلاح ما به من تشققات، سيكون مكلفًا أيضًا، إضافة إلى عدم وجود ضمانة كافية بأن يكون المشروع فى شكله النهائى كما هو الحال عند بنائه، فلم يكن هناك «جزم» بأن قناطر أسيوط ستُعاد مرة أخرى للحياة بعد قرن على إنشائها.. فكان التفكير فى قناطر أسيوط الجديدة.
وتم التفكير فى تشييد القناطر على مسافة قريبة من القناطر القديمة، بحيث لا تتخطى 400 متر تقريبًا، وحتى يكون هناك تحكم كامل فى المنظومة القديمة والجديدة والاستفادة من المشروعين.
وتستهدف الدولة من وراء إنشاء قناطر أسيوط الجديدة إلى توفير «ماء آمن» لـمليون و650 ألف فدان بـ5 محافظات هى (الفيوم والمنيا وأسيوط وبنى سويف والجيزة)، إلى جانب الحفاظ على الموارد المائية من الإهدار، وتسهيل حركة الملاحة النهرية والتجارة فى مجرى النيل، وخلق 3 آلاف وظيفة مباشرة خلال فترة التنفيذ، وآلاف الفرص الأخرى غير المباشرة، و300 وظيفة دائمة بعد الانتهاء من المشروع.
وانتهت الحكومة من تشييد ما يقرب من 84 % من المشروع، المقرر افتتاحه العام المقبل 2017، وبدأت فى تجهيز المجارى النهرية الخاصة بعملية تحويل مجرى نهر النيل، من الفرع الرئيسى القادم من أسوان ليمر مبدئيًا فى قناطر أسيوط الجديدة، وتنُهى الـ16% المتبقية من المشروع، مع وجود ماء.
ويقول المهندس المقيم حسين جلال بمشروع القناطر: إن أهمية المشروع تجعله من أكبر المشروعات القومية وله مردود كبير على المحافظة، خاصة فى الرى وتوفير الكهرباء.
وأشار جلال إلى أن المشروع يساهم فى تحسين حالة الرى فى 5 محافظات إضافة إلى توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، فضلا عن إنشاء كوبرى علوى يربط شرق وغرب النيل إلى جانب إنشاء 2 هويس من الدرجة الأولى لخدمة أغراض الملاحة النهرية، وتوفير أكثر من 3000 فرصة عمل على مدار 5 سنوات و300 فرصة عمل دائمة بعد نهو المشروع بالكامل.
وأشار إلى أن نسبة الأعمال وصلت إلى 80% تقريباً من قيمة الأعمال المدنية ونحو 72% من قيمة الأعمال الهيدروميكانيكية وصب الأعمال الخرسانية بمختلف مكونات المشروع.