صحف عبرية: إسرائيل تسعى لطمأنة العالم.. ولا تفعل شيئاً للسلام

كتب: مروة الصواف الثلاثاء 31-05-2016 18:07

توالت تعليقات الصحف العبرية على تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، أفيجدور ليبرمان، حول قبولهما إقامة دولة فلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية إن تم تعديلها، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن «تصريحات نتنياهو جاءت بالإنجليزية وسط خطاب كان يلقيه باللغة العبرية»، والذي أتى لطمأنة العالم بأن انضمام اليمينى ليبرمان للحكومة لا يعنى تغيير إسرائيل لموقفها من عملية السلام مع الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ليبرمان، أحد أكثر السياسيين الإسرائيليين تطرفاً، والذي أثار جدلاً في الماضي بسبب تصريحات ضد الفلسطينيين والأقلية العربية في إسرائيل، يقع تحت اختبار حقيقي الآن، حيث إنه لطالما عارض الحل الشامل للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، ولكن بعد مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى سارع ليبرمان بالترحيب بها، الأمر الذي سيخلق تحدياً جديداً أمامه.

وتوقعت الصحيفة أن يكون شعار وزير الدفاع الإسرائيلى اليمينى هو«القوة في الدفاع، والمرونة في السلام».

وأشارت للتلميحات القوية بوجود توافق بين رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير دفاعه حول أن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني ينبغي أن يشمل اتفاقا شاملا مع العالم العربى، بقيادة مصر.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين المصريين وصلهم انطباع بأن نتنياهو كان يتحدث بلسان ليبرمان عندما رحب بالمبادرة، إلى جانب تصريح حليف ليبرمان، موشيه ليون، للإذاعة الذى قال «ربما يجب البناء على ذلك الانطباع بأن ليبرمان ملتزم للتوصل لاتفاق إقليمى»، وبحسب الصحيفة فإن المبادرة الإقليمية الوحيدة حاليا على الطاولة هى التى طرحها الرئيس السيسى.

وأكدت الصحيفة أن مخاوف المسؤولين المصريين ليست فقط بسبب تغيير فى هيكل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، ولكن بسبب الخوف من أن عدداً من الأصوات الجديدة التى جلبها ليبرمان معه لن يكون كافيا لمنع حزب «البيت اليهودى» من الاعتراض على التحرك بشكل فعال فى اتجاه المفاوضات.

وأشارت الصحيفة إلى كواليس المبادرة المصرية للسلام، والتى سبقتها محادثات بين تونى بلير مع السيسى، قبل خطابه بفترة وجيزة، بشأن تعهدات نتنياهو تجاه المبادرة. وقد تضمنت تعهداته، قبول مبادرة السلام السعودية، مع الاعتراف بتحفظات عليها والتى ستتم مناقشتها فى إطار الحوار مع ممثلى العالم العربى، والتعهد الثانى هو أن إسرائيل ستكرر علنا الالتزام بحل الدولتين، بجانب المضى قدما بشكل خاص فى بعض الإجراءات التى من شأنها أن تعطى هذا الإعلان بعض المصداقية.

ووفقاً للصحيفة فإن هذا التعهد سيضع ليبرمان وجهاً لوجه مع أول اختبار كبير له فى منصبه.

وتطرقت «يديعوت أحرونوت» لتصريحات سابقة لـ«ليبرمان» حول رؤيته لحل نهائى للصراع العربى- الإسرائيلى، وقال فيها إن «اتفاقا شاملا مع العالم العربى المعتدل سيؤدى إلى حل للقضية الفلسطينية»، وشدد على أن إسرائيل لديها فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق إقليمى يشمل العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن الدولة العبرية لا تفعل شيئاً يذكر للدفع بعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية مع اقتراب اجتماع باريس للسلام، وأشارت الصحيفة إلى رفض إسرائيل إطلاق أى مبادرات، وانتقاد رئيس الوزراء كل خطة لإنعاش عملية السلام المحتضرة التى لا ترتكز على محادثات ثنائية مباشرة.

وقالت الصحيفة إن «نتنياهو» لا يزال يدعو إلى مفاوضات ثنائية، والتى غالباً ما تستوجب محادثات سرية مع الدول السنية المعتدلة فى المنطقة، وهو ما تعتبره إسرائيل قد يكون حافزاً للسلام بين إسرائيل وفلسطين. وأشارت إلى أن ترحيب نتنياهو بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلام بهدف درء انتقادات تعيين المتشدد ليبرمان وزيراً للدفاع، ولقياس ما إذا كانت بعض الكلمات الدافئة حول مبادرة السلام السعودية يمكنها بدء محادثات إقليمية موسعة لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى ككل.

وقال أمير أورين، مراسل صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إن قيادة ليبرمان وزارة الدفاع فى الحكومة اليمينية الجديدة «يوم أسود لإسرائيل، ولا يعكس ما تحتاجه الدولة العبرية ولكنه يعكس القيم التى تمثلها». وأضاف أنه بدلاً من الاحتفال بتنصيب الوزير الجديد يجب «تنكيس الأعلام على جميع مبانى وزارة الدفاع».