بعد أكثر من 150 عامًا على إنشائه، أصبح المبنى الذي لم يكن يسمح للنساء بدخوله في الدنمارك، متحفًا للمرأة لا يعمل به إلا النساء.
مبنى البلدية أو مكتب عمدة مدينة آرهوس، تم إنشاؤه عام 1857، ولم يكن يسمح للنساء بدخوله، باستثناء الخادمات، حتى منحت المرأة حق التصويت في الانتخابات المحلية عام 1908، لتدخل دوجمار بيدرسون المبنى كأول امرأة عضو بمجلس البلدية.
مكتب العمدة هو القاعة الرئيسية في المتحف الذي تعمل به نحو 30 امرأة، وتحكي القاعة قصة كفاح المرأة الدنماركية لتحقيق المساواة، فخلف الباب يقف مجسم لخادمة، باعتبار الخادمات أول من سمح لهن بدخول هذا المبنى، وبقرب طاولة الاجتماعات يوجد مجسم لأول سيدة حصلت على مقعد بمجلس البلدية، ويتوسط القاعة مجسم كبير لماتيلدا فيجر باعتبارها رمزا لحركة تحرر المرأة الدنماركية.
ففي عام 1850 نشرت فيجر رواية تحمل عنوان «كلارا رافاييل»، تقارن من خلالها بين الرجل والمرأة، وتسببت الرواية في جدل كبير وضع المرأة للمرة الأولى على أجندة الدنمارك، وبدأت معه حركة التحرر، التي بموجبها حصلت المرأة على حق التصويت في الانتخابات المحلية عام 1908، ومنحها الدستور في 5 يونيو عام 1915 حق التصويت في الانتخابات العامة.
وتقول بوديل أولسن، مديرة المتحف، إن «مبنى البلدية هو القطعة الأهم والأكبر في المتحف، فقصته تحكي تاريخ كفاح المرأة»، مشيرة إلى أن المبنى تم استخدامه كقسم شرطة ما بين عامي 1941 و1984، قبل أن يتم تحويله إلى متحف للمرأة، بعد تجديده في عام 1995.
وتوضح أن إنشاء المتحف كان في البداية بهدف إيجاد وظائف للنساء، ومع الوقت أصبح بمثابة مركز لتوثيق وأرشفة تاريخ المرأة الدنماركية وحكاياتها.
ويضم المتحف مجموعة من الصور تحكي تاريخ المرأة الدنماركية، إضافة إلى مجموعة من ملابسها عبر العصور المختلفة، وأدوات الحياة اليومية للنساء من مختلف الطبقات والمهن.
ووسط الحديقة الخارجية للمتحف، وقف مجموعة من الأطفال يغسلون ثيابا قديمة باستخدام أدوات الغسيل والصابون الذي كانت تستعمله جداتهن، ويعلقونه على حبال غسيل وسط الحديقة.
ولم تمنع برودة الجو، والأمطار الأطفال، الذين لم يتجاوزا السابعة من العمر، من إتمام عملية الغسيل، واللعب بالمياه.
وتقول بوديل أولسن، مديرة المتحف، في تصريحات خلال زيارة وفد من المشاركين في مؤتمر «علوم المتاحف والنوع الاجتماعي»، الذي ينظمه المعهد المصري الدنماركي للحوار، ومؤسسة المرأة والذاكرة، ومتحف المرأة بالدنمارك، إن المتحف ينظم ورش عمل للأطفال على مدار العام، وهدف هذه الورشة هي تعريف الأطفال بما كانت تفعله جداتهن وكيف كن يغسلن الملابس، كجزء من دور متحف المرأة في توثيق ونشر تاريخ المرأة الدنماركية.
ولم يُسمح بتصوير الأطفال وهم يتدربون على الغسيل، لأن القانون الدنماركي يمنع تصوير الأطفال دون إذن ذويهم.