صلاة العيد تتحول إلى ساحات للدعاية الانتخابية لمرشحى «الشعب»

كتب: اخبار الثلاثاء 16-11-2010 20:42

فى الوقت الذى توافد فيه ملايين المصلين على الساحات التى أعدتها وزارة الأوقاف لأداء صلاة عيد الأضحى، الثلاثاء، تسابق مرشحو انتخابات مجلس الشعب المقبلة لتحويل أماكن الصلاة إلى ساحات للمبارزة السياسية والدعاية الانتخابية، حيث وزع عدد كبير منهم مطبوعات دعائية، وأعلن آخرون عن إجراء سحب على الخراف وتأشيرات العمرة، ووزع أعضاء بالحزب الوطنى «شنط الخير» وسلعاً تموينية وأدوات كهربائية. «إسكندرية اليوم» رصدت ملامح صراع المرشحين فى اليوم الأول لعيد الأضحى، بالإضافة إلى حالة المرور والمتنزهات والمخابز.

تحولت ساحات صلاة العيد التى أقامها المرشحون فى مختلف الأحياء بـ«الثغر»، إلى أماكن «مبارزة سياسية»، إذ سعى كل منهم من خلالها إلى كسب تأييد أكبر عدد من الناخبين من خلال هذه التجمعات التى قد لا يستطيع عدد كبير من المرشحين جمعه فى المؤتمرات التى يقيمونها أو المسيرات التى يطوفون بها لعرض برامجهم الانتخابية.

خصص المرشحون نحو 112 ساحة صلاة بالمحافظة احتل بها اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، الصدارة، بإقامته 16 ساحة منفردة.

وقال مختار الصعيدى، صاحب محل عطارة، من أهالى حى المنتزة: «معظم مرشحى مجلس الشعب يلجأون لاستخدام ساحات الصلاة فى الدعاية الانتخابية، لأنها فرصة جيدة للتواصل ولقاء أكبر عدد من أهالى الحى، ولا يعنى هذا أن كل المرشحين يستغلون ساحات الصلاة فى الانتخابات، لأن هناك بعض أعضاء مجلس الشعب يقومون بالمواظبة على إقامة هذه الساحات، وهناك بعض المرشحين يقيمونها قبل الانتخابات مباشرة وهم معروفون للجميع».

وتؤكد ربيعة مصطفى، ربة منزل، من أهالى محرم بك: «مش هتفرق معانا يعملوا ساحات صلاة، المهم يساعدونا على المعيشة التى أصبحت ناراً وهما دول الناس اللى معاهم فلوس ولازم يساعدونا ويوفروا علينا هدايا العيد للأطفال ويوزعوا علينا اللحمة اللى بقينا مش بنشوفها لا فى العيد ولا غيره، ومش مهم بقى مين يكسب، وأنا لا أذهب إلى صناديق الانتخاب ومعرفش إيه اللى بيحصل بالظبط».

وأكد أحمد بسطاوى، موظف بالمعاش، من أهالى مينا البصل «أن ساحات صلاة العيد فرصة جيدة للمرشحين لمقابلة الأهالى والتقرب منهم، وشعبنا بطبعه (ودود) ومجرد إحساسه بصدق المرشح وإنه ممكن يساعدهم فى حل (مشاكلهم) يجعلهم يستمعون إليه ويمنحونه أصواتهم». مؤكداً أن هناك أحزاباً تتنافس لإقامة ساحات الصلاة لكسب تأييد الناس- وفق كلامه.

واتهم صبحى صالح، مرشح عن جماعة «الإخوان المسلمين» لانتخابات «الشعب»، من يقيم ساحات الصلاة ويستخدم الأماكن المقدسة بـالمتجرى على دينه – على حد قوله - مؤكداً أن الغالبية من الأحزاب لا تقيمها إلا فى الانتخابات، ولا يراهم أحد إلا فى تلك الأحيان. وقال «صالح»: «إن الإخوان هم أول من أحيوا سُنة صلاة العيد فى الخلاء منذ السبعينيات بعد أن انقطعت لبعض الوقت، وحرصوا على إقامتها منذ ذلك الحين سواء فى الانتخابات أو غيرها، وأكد أن مرشحى الجماعة لا يبغون من صلاة العيد الترويج أو الدعاية لأنهم أصحاب فكر ومنهج يستطيعون توصيله فى أى وقت ومكان وزمان دون استخدام الأماكن المقدسة» - على حد قوله.

وقال رشاد عبدالعال، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد بالمحافظة، إن هناك حالة من الخلط عند الناس بين العمل السياسى والدينى والبعض يحاول الجمع بين الاثنين لتحقيق أهداف سياسية، فيما أشار إلى أن الحزب وأعضاءه ونوابه ينأون بأنفسهم من الزج بأسمائهم فى تلك العملية، مؤكداً أنهم لا يقيمون الساحات ولا يستخدمونها للدعاية، وأن دورهم يقتصر على توزيع بعض الهدايا على الناس من أصحاب الدخول الضعيفة.

وأضاف أن أكثر من يقيمون ساحات الصلاة هم رجال الحزب الوطنى، وتمنحها لهم وزارة الأوقاف وتفتح لهم المساجد، معترضاً على من يطالبون جماعة الإخوان بأن يتحول منهجهم إلى حزب سياسى وليس جماعة دينية تستخدم الشعارات الإسلامية.

وفى المقابل رفض محمد مصيلحى، عضو مجلس الشعب ومرشح الحزب الوطنى عن دائرة باب شرق، أن تكون فكرة إقامة ساحات الصلاة لأهداف انتخابية، معتبراً أنه لا يجوز الخلط بين الدين والسياسة، مؤكداً أنه لا يوجد من رجال الحزب من يتحدثون عن الانتخابات فى تلك المناسبات، وأن ساحات الصلاة هى عمل خيرى وفرصة للاحتفال مع أهالى الحى بالعيد، وأنه اعتاد إقامتها منذ 8 سنوات لم يتوقف خلالها عن إقامة ساحات الصلاة ولم يقمها وقت الانتخابات فقط، وأوضح أن ساحات الصلاة يقيمها الكثير من المنتمين للأحزاب الأخرى، وأن هناك رجال أعمال وأهل خير يقيمونها دون أى أهداف سياسية.

وأكد محمد أبوحطب، وكيل وزارة الأوقاف فى المحافظة: «إن جميع ساحات الصلاة فى الثغر، تشرف عليها الوزارة، وفكرة أن يقيمها أحد ما هى إلا إسهامات مادية من جانب الناس التى تريد أن تساعد».

وأضاف أبوحطب: «لدينا 179 ساحة صلاة معظمها بالجهود الذاتية، والأخرى التى يسهم البعض فى إقامتها تكون تحت إشرافنا، ونرسل إماماً وخطيباً للصلاة بالناس، وأرفض الزج باسم الوزارة فيما يدار عن الانتخابات وممنوع حد يتكلم فيها فى الساحات».

وأكد أن استخدام الدين فى أمر دنيوى «حرام شرعاً» ولا يجوز وأن الأعمال بالنيات «فمن ساهم لوجه الله نال الثواب ومن أقامها لأمر دنيوى فلا ثواب له».