( 1 )
فى كل العالم.. يصبح «الرئيس السابق» جزءًا من القوة الناعمة لبلاده.. كاتبًا ومحاضرًا.. وراعيًا للأعمال الخيرية والتنموية.
ثمّة مراكز ثقافية كبرى ومكتبات عالمية تحمل أسماء الرؤساء السابقين، ويتولون رعايتها بعد مغادرتهم قصر الرئاسة. هناك مركز «جورج بومبيدو» و«مكتبة ميتران» فى فرنسا.. مزارًا للملايين. وهناك مكتبات ومؤسسات رؤساء أمريكا السابقين.. وقد اختار الرئيس أوباما موقع «مكتبة أوباما» و«مؤسسة أوباما».. قبل عام.
وفى مصر.. نحتاجُ إلى إرساءِ هذا التقليد العالمى.. وأنْ يخرجَ رؤساء مصر إلى دورٍ ورسالةٍ.. وأنْ يواصلوا عطاءَهم داخل القُطْر كما كان داخل القَصْر.
(2 )
من المناسب جدًا أن تنطلق «مؤسسة المشير طنطاوى».. كحاكمٍ سابقٍ لمصر.. وأن تقوم المؤسسة بالأنشطة الملائمة التى يضعُها المؤسسون.. وينفذها مجلس المؤسسة.
ومن المناسب أيضًا أن تحْوى «مؤسسة المشير طنطاوى» مركزًا للدراسات الاستراتيجية.. وأن يعمل هذا المركز على تقديم إنتاجٍ رصينٍ فى الفكر الاستراتيجى والعلوم العسكرية.. وأن تتبلور فى مركز المشير طنطاوى للدراسات الاستراتيجية نخبة من الباحثين والدراسين.. ممن يراكِمون خبراتٍ علميّةٍ وعمليّةٍ فى مجالات الأمن القومى.
( 3 )
إنّنى أطرح اليوم.. ضرورة إطلاق «مؤسسة الرئيس عدلى منصور للتنمية».. لتكون مؤسسة مصرية ذات مكانةٍ عالميةٍ.
( 4 )
يقوم الاقتراح الذى أطرحه فى هذه السطور على أن تكون.. «مؤسسة الرئيس عدلى منصور للتنمية».. مؤسسة إقليمية للتنمية.. تحمِلُ اسم الرئيس عدلى منصور.. الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية، والذى تولى رئاسة بلاده فى مرحلةٍ تاريخيةٍ دقيقةٍ.. فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013.. وقد حَظِى الرئيس عدلى منصور باحترامٍ وطنى وعربى كبير.. كما أنّه حَظِى بشعبيةٍ نادرةٍ لرئيس سابق.
( 5 )
أقترحُ أن يتشكّل الهيكل التنظيمى لمؤسسة الرئيس عدلى منصور من: مجلس الأمناء والهيئة الاستشارية والجهاز الإدارى الذى يتولى رئاسته الرئيس التنفيذى- أعلى سلطة وظيفية فى المؤسسة.
من المناسب أن تقوم الدولة بتأسيس المؤسسة ودعمها ماليًا.. ثم يضع مجلس الأمناء خريطة التبرعات والسياسة التمويلية.
( 6 )
يمكن للمؤسسة أن تُطلقَ عددًا من المبادرات على غرار النمط العالمى المتعارف عليه.. مثل: مبادرة الرئيس عدلى منصور للنشر العلمى، مبادرة دعم المستشفيات الريفية، مبادرة دعم المدارس الريفية، ومبادرة دعم السكن الجامعى، مبادرة دعم التلاميذ غير القادرين.. ومبادرة دعم المنح الدراسية لطلبة الدراسات العليا.
وتقيم المؤسسة «مكتبة الرئيس عدلى منصور الوطنية» على غرار مكتبات رؤساء أمريكا. ويمكن للمؤسسة أن تُطلق عددًا من الجوائز.. مثل: جائزة الرئيس عدلى منصور للمبادرات التنموية، وجائزة الرئيس عدلى منصور للعلوم القانونية.. والتى تُمنح لأوائل كليات الحقوق بالجامعات المصرية.. وأفضل رسائل الماجستير والدكتوراة فى علوم القانون.
( 7 )
إن تأسيس «مؤسسة الرئيس عدلى منصور للتنمية».. ليس فحسب تقديرًا لرئيسٍ جليلٍ.. ولكنّه تقديرٌ لأنفسنا.. وتقاليدنا ومبادئنا.. إنه ترسيخٌ لقيمنا فى الأصالة والوفاء.. كما أنه ترسيخٌ لأفكارٍ دوليّة وتقاليدٍ عالمية.
( 8 )
إن إطلاق الدولة المصرية لـ«مؤسسة الرئيس عدلى منصور للتنمية».. إنّما يمثِّل بداية سياسيةً عظيمةً ستبقى لأجيالٍ وأجيال.. تنظرُ بالاحترام والتقدير للذين أعطوا أوطانهم وبلادهم.. كما أنّه يمثِّل توسيع مساحات الإضاءة فى هذا الوطن.. حيث إن تنوع مؤسسات القوة الناعمة.. وتمجيد قادة العطاء فى بلادنا.. من شأنه أن يُنير الجغرافيا، ويضىء التاريخ.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر